السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / نزار مقني محلل سياسي تونسي لـ "الجزائر" ::
“السعودية تنفس عن ضغوطها بخلق أزمة مع لبنان”

نزار مقني محلل سياسي تونسي لـ "الجزائر" ::
“السعودية تنفس عن ضغوطها بخلق أزمة مع لبنان”

يعتقد المحلل السياسي التونسي نزار مقني أن الضغوط التي باتت مسلطة داخليا وخارجيا ضد المملكة السعودية هي أهم عامل فيما يحدث في لبنان حاليا، جراء استقالة رئيس الحكومة اللبنانية من الرياض وتحذيرات زعيم “حزب الله” حسن نصر الله السعودية بالتفكير بالإعتداء على لبنان.
ما هي خلفيات توجه السعودية لنقل صراعها المستمر مع إيران نحو لبنان؟
يبدو أن الضغط الذي بات مسلطا على النظام السعودي في المنطقة سواء في الداخل أو في الخارج هو الذي أخذ النظام السعودي إلى إعادة توزيعه على عدة عناصر تدور حول فلك هذا النظام سواء تلك التي في الداخل السعودي أو خارجه. وهنا نحن نتحدث عن نظام كامل بما فيه الدول المتحالفة مع السعودية أو تلك التابعة لها سواء بمفعول الضغط الاقتصادي أو بمفعول الضغط السياسي المسلط.
دواعي الضغط على النظام السعودي عديدة بما فيها فشل استراتيجيتها في سوريا وكذلك فشلها التكتيكي والذي بات قاب قوسين لأن يصبح استراتيجيا، وكذلك انكماش حضورها في العراق، فضلا عن ابتعاد قطر عن محورها منذ سنة 2015 وتسوية علاقتها بتركيا وإيران وهذا في الأخير يخدم الإستراتيجية التي ترى الرياض أنها معادية لها وهي الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة.
وهذا الضغط المسلط ذهب ببعض عناصر النظام في الداخل للتفاعل سلبا مع هذا التوجه والتفكير في اتجاهات جديدة لإعادة ضبطه إما بإعادة توجيه رأس النظام أو من خلال محاولة إقناعه بالذهاب للمهادنة مع الأطراف المعادية خاصة وأن هذا الضغط ولد فاتورة اقتصادية باهضة عليه خاصة مع انحسار موارد الاقتصاد الريعي القائم على البترول والذي يعاني من تراجع أسعاره إلى ما دون مستوى معدلات الأسعار في أواخر الثمانينات، هذا فضلا عن الفاتورة الباهضة التي دفعت للإدارة الأمريكية شرط أن تكون السعودية الحصان الأسود الأمريكي في المنطقة عوض قطر وإلى جانب إسرائيل، وطبع ذلك في صفقات أسلحة كلفت الرياض 110 مليار دولار فضلا عن اتفاقيات أخرى مجموعها 400 مليار دولار. لهذه العوامل العديدة أخذ رأس النظام في إعادة ترتيب الأوراق التي مازال يمكن التحكم بها في هذا الضغط المسلط الذي يمكن لو تواصل بنفس العوامل سيؤدي إلى كسره، ولذلك ذهب النظام إلى إعادة فرض الضغط على لبنان باعتباره مازال الطاولة التي تتنازع فيها السعودية إقليميا مع إيران بعد خسارتها المعركة في سوريا.
إن السعودية تسعى في البحث عن الزعامة في المنطقة لفك الضغط عنها فكانت لبنان، فقامت لفرض إقالة رئيس حكومتها وهو احد مواطنيها، وبدأت في محاولة زعزعة الداخل اللبناني من خلال تفوير الشارع، لضرب اتفاق التسوية السياسية والذي أتى بالحريري رئيسا للحكومة وأتى بميشال عون حليف حزب الله رئيس للبنان، في وقت أصبح لحزب الله القوة الأولى سياسيا في البلد من خلال سلاحه، ومن خلال مشاركته في الحرب في سوريا وانتصاراته مع النظام السوري

حذرت الولايات المتحدة من تحويل لبنان إلى ساحة حرب بالوكالة، هل هذا يعني أن واشنطن بإمكانها وقف أي تصعيد عسكري في لبنان ؟
لماذا صرح وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون بهذا الموقف في مثل هذا التوقيت؟ الأمريكيون يرون أن التوقيت الذي اختارته الرياض للقيام بهذه الخطوة مبكر ولم تتحقق بعد ظروفه، فهذه الخطوة أتت في وقت أعلنت سوريا انتصارها على تنظيم “داعش” وفي توقيت مازال الأكراد يحاولون تسوية الجغرافيا في الشرق لصالحهم، وأمريكا اليوم مازالت منخرطة في هذه الحرب وخاصة في دير الزور. فالأمريكان اليوم ينظرون كيف سيكون رد فعل دمشق مع الأكراد في طموحهم لإنشاء حكم ذاتي فيدرالي في المناطق التي سيطرت عليها وهي خطوة عبر النظام عن رفضه لها لكن لم يحدد بعد طريقة ضبطه لها اما بالقوة واما من خلال التفاوض حولها وهو ما تدفع له روسيا مثلا وذلك لدرأ حرب أخرى بين الأكراد ودمشق وكذلك مع الأتراك وهذا ما لا يخدم لا الروس ولا الأمريكان في الوقت الراهن في المنطقة. للإشارة فإن المحافظين الجدد دعموا التدخل الصهيوني في لبنان في سنة 2006 بعد أن فشلت استراتيجيتهم في العراق الذي أضحى في تلك الفترة ميدان حرب طائفية أكلت الأمريكيين قبل أن تأكل العراقيين.

اتهم حسن نصر الله زعيم “حزب الله” السعودية بأنها طلبت من إسرائيل شن حرب ضد لبنان، كيف تقرؤون هذا التصريح الخطير ؟
هذا التصريح يأتي من فهم معين لجيوسياسة المنطقة، فالبالنسبة لحزب الله فإن أي عدوان لن يكون الا من الحدود الجنوبية للبنان وليس من سوريا، وهذا التصريح أراد من خلاله نصر الله الإشارة للتقارب بين لرياض وتل أبيب، وأراد من خلاله أن يشير إلى أن حزبه متأهب لهذه المعركة وبعث رسائل للداخل الإسرائيلي ليزيد الضغط على حكومة الكيان الصهيوني بأن الحرب القادمة لن تستثني الداخل الصهيوني. وقد لا يكون نصر الله بعيدا عن فهم مثل هذا السيناريو لكنه يفهم جيدا أن مرور تل أبيب للعدوان أو الحرب على لبنان لن يكون إلا بعد ” تثوير” الداخل اللبناني.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super