على الرغم من تنبيهات وزارة الخارجية لسفارات الدول الأجنبية المعتمدة بالجزائر لوقف الاجتماعات مع ممثلي المجتمع المدني خلال الفترة الحالية الا أن السفراء الأجانب لا يزالون يواصلون لقاءاتهم بممثلي الأحزاب كان آخرها اللقاء الذي جمع أول أمس عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم بالسفير الاسباني.
ونشر مقري من جانبه صور المقابلة التي جمعته بالسفير لكنه لم يعلق عن فحوى اللقاء. ولم تفهم الأسباب التي دفعت الخارجية لوقف لقاءات السفراء الأجانب بالمجتمع المدني وفي مقدمتها الحركة الجمعوية الناشطة وحتى الأحزاب السياسية التي تعد جزءا من المجتمع المدني في منظور المسؤولين الأوربيين، على الرغم من أن هذه المهام تدخل ضمن النشاطات الموكلة للسفارات في كل دول العالم.
وأكد لقاء مقري أن مراسلة وزارة الخارجية لم يستجب لها، وطرحت التعليمة عدة علامات استفهام وعلى رأسها سبب اختيار هذا الوقت بالذات والبلاد تشهد حملة التحضير للرئاسيات. وإذا كان حال هذه الفترة فماذا عن بقية أيام السنة وما تأثير المجتمع المدني على الرئاسيات؟
وكثف السفراء الأجانب في الجزائر تحركاتهم منذ أشهر عديدة لاستطلاع المشهد السياسي قبل موعد الانتخابات الرئاسية التي ستصادف 18 أفريل المقبل ،اذ قابل السفراء زعماء الأحزاب الكبرى في الموالاة والمعارضة وحتى الجمعيات والشخصيات ورجال الأعمال.
وعمد سفير الاتحاد الأوروبي، إلى تكثيف هذه اللقاءات مع الأحزاب خلال هذه الفترة، من أجل تكوين فكرة دقيقة عن الرئاسيات المقبلة، من أجل اتخاذ موقف المشاركة ببعثة أوروبية لمراقبة الانتخابات، في حال تلقي طلب رسمي جزائري بهذا الشأن.
ودخل سفيرا الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، في سباق مع الزمن للقاء مختلف أطياف المجتمع المدني من جمعيات وأحزاب ورجال أعمال حقوقيين و حتى الشباب الهاوي منهم.
وتمثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي قوتين سياسيتين هامتين ،تنظر الجزائر الى مواقفهما من تنظيم الانتخابات بعين الاهتمام، إذ تردد سفراءهما على مقارّ الأحزاب السياسية وتباحثا مع قادتها موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ولم تقتصر اللقاءات على هذين السفيرين، بل تعدّتها إلى سفراء دول أخرى، على غرار إسبانيا والمملكة المتحدة و كوبا والصين .
فيما ضاعف السفير الفرنسي “كزافيي دريانكور” لقاءاته مع مختلف الأطراف مع توسيع عددها إلى الحد الأقصى خلال فترات متتالية.
والتقى المرشح علي بن فليس، في آخر لقاء جمعه بالسفير الأوروبي جون أوروك، و أشار خلالها أن إجراء انتخابات نزيهة كفيل بحل مسألة الشرعية، وجمع الجزائريين حول مشروع بناء دولة القانون .
ولا يزال توافد السفراء الأوروبيين على مقر حركة”مجتمع السلم” متواصلا، باعتباره الحزب الإسلامي الذي لا يزال ناشطا، ويمثل القوة السياسية الثالثة في البلاد بعد حزب جبهة التحرير الوطني وحزب التجمع الوطني الديمقراطي.
وينشر رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري، باستمرار لقاءاته مع كل السفراء، وذلك لتجنّب التأويلات التي ترافق في العادة مثل هذه الاستقبالات.
ويسعى السفراء، الذي يزورون حركة”مجتمع السلم” فهم تصور ممثلي التيار الإسلامي للمشهد السياسي العام في البلاد، وحظوظهم في الفوز بالرئاسيات، كما يثار الحديث في كل مرة عن الإسلام السياسي في الجزائر والدول العربية .
ويريد السفراء من خلال جولاتهم وتنقلاتهم الميدانية، الاستقصاء عن موقف الرئيس بوتفليقة من الرئاسيات المقبلة، وحظوظ المترشحين في الفوز بكرسي الرئاسة،وتصوراتهم عن حقيقة المشهد السياسي بالجزائر.
وزار سفراء كثر مقر حزب “تجمع أمل الجزائر” الموالي للسلطة خاصة بعدما أطلق مبادرة سياسية فُهمت أنها دعوة إلى التمديد للرئيس بوتفليقة.
والتقى رئيس الحزب عمار غول، في الفترة الأخيرة، سفراء أميركا والاتحاد الأوروبي وإسبانيا وحتى كوبا، وكان حزبه جزاءا من المشهد السياسي خلال الفترة الأخيرة على الرغم من انه لا يصنف ضمن الأحزاب التي تجمع أوعية انتخابية كبرى.
رفيقة معريش
الرئيسية / الحدث / على الرغم تنبيهات وزارة الخارجية بمناسبة الانتخابات:
السفارات الأجنبية تواصل لقاءاتها مع السياسيين
السفارات الأجنبية تواصل لقاءاتها مع السياسيين
على الرغم تنبيهات وزارة الخارجية بمناسبة الانتخابات:
الوسومmain_post