صنفت السفارة الفرنسية بالجزائر، في نشرية لها امس أن الجزائر بلد غير آمن وحذرت رعاياها من التنقل بين الجنوب والشرق الجزائري ،وذلك بعد صدور تقرير بريطاني و أمريكي يؤكد أن الجزائر قد باتت الوجهة الأكثر أمنا في المنطقة المغاربية والإفريقية.
وصنفت السفارة الفرنسية أمس الجزائر في قائمة الدول التي”لا يُنصح الفرنسيون بزيارتها”، معتبرة أن التهديد الإرهابي “لا يزال قائما” في الجزائر، “بالرغم من التحسن الملحوظ للوضع الأمني” في البلاد، كما حذرت رعاياها من خطر السفر نحو الولايات الشرقية وجنوب البلاد .
ووجهت السفارة الفرنسية في نشرية خاصة نصائح لرعاياها الفرنسيين بالجزائر، عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، وأضافت أنه “رغم أن الوضع الأمني تحسن في الجزائر بعد نهاية العشرية السوداء، مع استفادة العاصمة والمدن الكبرى من مخطط أمني عالي المستوى، إلا أن البلد لا يزال عرضة للتهديد الإرهابي القادم من الساحل الإفريقي والوضع المتدهور في ليبيا وكذا على الحدود التونسية ”
ودعت السفارة الفرنسية، رعاياها المقيمين في الجزائر أو الراغبين في زيارتها إلى توخي الحذر، من خلال عدم السفر إلى المناطق المصنفة في الخانة الحمراء، على غرار الجنوب الكبير وولايات وسط وشرق البلاد وهي: تيزي وزو، البويرة، بومرداس، بجاية، جيجل، سكيكدة، تبسة وقسنطينة والوادي.
ودعت السفارة رعاياها الى إخطار مصالحها الدبلوماسية بأي رغبة في زيارة الجزائر، سواء بالاتصال بها مباشرة أو التواصل عبر الموقع الالكتروني للسفارة الفرنسية بالجزائر، محددة المناطق المصنفة في الخانة الحمراء، في خريطة أعدت لهذا الغرض، شملت أيضا مناطق واسعة من ليبيا ومالي وموريتانيا .
ويظهر أن التقرير الفرنسي متحيّز لم تقم الجهات المعنية بتحيينه منذ 2014 ،كما أنه لا يستند على متابعة حقيقية لتطورات الوضع في شمال افريقيا،وهو ما يجعله خال من المصداقية .
وكانت المؤسسة البريطانية “ترافل أدفايس” قد أعلنت في أفريل الماضي الجزائر الأكثر أمنا ، مقارنة بفرنسا التي شهدت 16 اعتداءً إرهابيا هذا العام .
و كشفت مؤسسة “غالوب العالمية للقانون والنظام” التي مقرها العاصمة الأمريكية واشنطن، أن الجزائر هي أأمن دولة في إفريقيا بعد استطلاع أقيم خلال سنة 2016 ، شمل 141 دولة عبر العالم، تم نشره حديثا، مفاده أن “90 بالمائة من الجزائريين أجابوا بأنهم يشعرون فعلا بالأمان والثقة التامة في نشاط أجهزة الأمن”
وأشار معدو التقرير إلى أن أزيد من 1000 شخص تم مقابلتهم في الجزائر، للاستفسار حول مدى شعورهم بالثقة من نشاط الأجهزة الأمنية داخل بلدانهم، لتتصدر الجزائر القائمة بالنسبة للقارة الإفريقية، بعدما أجاب 90 بالمائة بإحساسهم بالأمن والأمان في ظل وجود الأجهزة الأمنية بجوارهم.
و اشار ان جل الجزائريين المستجوبين الى العلاقة الوطيدة بين مؤشر الأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. .
ولعلّ ما خلصت إليه نتائج استطلاع “غالوب” الأمريكية الرائدة عالميا في مجال الاستشارات والبحوث الإحصائية، لم يكن تلقائيا بحكم محاكاتها للواقع وخبرتها التي تتجاوز 90 عاما في الدراسات الاحصائية والميدانية .
ويكشف تقرير السفارة الفرنسية تناقضا بين رغبة الجانب الفرنسي في توسيع استثماراته والحفاظ عليها في الجزائر ،كما ينافي تصريحات المسؤولين الفرنسيين وفي مقدمتهم الرئيس ايمانويل ماكرون الذي أبدى رغبته في التعاون مع الجزائر منذ توليه الحكم.
وكان تقرير صادر خلال الشهر الجاري، عن مجلس الشيوخ الفرنسي،قد كشف في مجال التجارة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، أن فرنسا تعد الشريك التجاري الأكبر للجزائر.
ولاحظ التقرير الذي أعده أعضاء بالهيئة بتاريخ 27 جويلية، تحت عنوان “سياسة الجوار الأوروبية ،”الحالة الجزائرية”، ونشر على الموقع الرسمي لهذه الغرفة البرلمانية، بأن التجارة البينية ارتفعت بنسبة 136 بالمائة بين 2002 و2014، مفسرا ذلك بارتفاع صادرات الغاز والبترول، مشيرا إلى أنها وصلت قيمتها 43 مليار دولار في 2015
رفيقة معريش