أكد رئيس السلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات، محمد شرفي، أمس، أنه “لأول مرة منذ الاستقلال ينتخب الجزائريون رئيسا لهم في انتخابات شفافة ونزيهة”، مشددا على أهمية “الاختيار الحر” الذي يبنى عليه مستقبل الجزائر، ودعا بالمناسبة للالتحاق بمبادرة “حفاظ الأمانة” وقال إنهم يكرسون وقتهم في كل استحقاق ويلعبون دور النخبة التي ساهمت في إنجاح الرئاسيات وحماية أصوات الشعب من التلاعب ومن الانتخابات “الوهمية”.
عاد محمد شرفي للحديث عن مرحلة ما قبل الحراك الشعبي وعن الدعوات والمبادرات المنادية بالتوجه لصناديق الإقتراع للتمكن من الخروج من الأزمة، حيث شهدت الجزائر “مرحلة صعبة” في تاريخها تميزت بخروج الجزائريين للشارع للمطالبة برحيل النظام السابق كما عرفت محاكمات تاريخية لرؤوس “العصابة” ، وتمكنت الجزائر من تخطي أزمتها والتصدي لمحاولات “التخلاط” من خلال وعي الجزائريين وتفطن المؤسسة العسكرية حيث تم إجراء انتخابات الـ 12 ديسمبر الماضي، أين اختار الجزائريون عبد المجيد تبون رئيسا لهم ، إلا أن الحراك الشعبي ما يزال متواصلا رغم تحقق أغلب المطالب التي كان ينادي بها، وقال شرفي:”لما وجهت ندائي للنخبة الوطنية وللطلبة هناك من ضحك على هذا النداء لأنه كان يظن أنه لم تبق نخبة حية في هذه البلاد”.
“قليلون من آمنوا بخروج الجزائر من محنتها”
أكد رئيس السلطة الوطنية المستقلة، قائلا: “النخبة تحس بمسؤوليتها في إدارة شؤون البلاد لأنه لا وطن آخر لها ولأن مسؤوليتها لقيادة المجتمع وإنارة الطريق أمام الحكام والمساهمة ..الجزء القليل الذي كان يؤمن أن الجزائر ستخرج من محنتها يوم 12 ديسمبر.. وقليلون جدا الذين كانت لهم القناعة بأن الجزائر ستخرج من محنتها يوم 12 ديسمبر”، وأضاف: “المرحوم المغفور له الذي ترحمنا عليه الفريق أحمد قايد صالح كان من القلائل جدا الذين كانوا مقتنعين بأن الشعب مهما طال السبات سينهض يوما”.
وقال شرفي “صوت الشعب الذي يعبر عنه من خلال وضعه لورقة الانتخاب في الصندوق كان يصوت ولا يختار”، وأسهب رئيس السلطة الوطنية للانتخابات خلال حديثه عن الانتخابات في عهد النظام السابق حين قال:” الشرعية لم تخرج من الصندوق ..وأسس أخرى للشرعية في الحكم”، وتحدث شرفي عن الشرعية الثورية والشرعية التاريخية ، وقال:” نفتخر كلنا بثورتنا التي بمقتضاها نحن اليوم نتحدث عن مصير بلادنا بكل حرية وشفافية”، مسترسلا في السياق ذاته:”تقرير مصير المواطن يأتي قبل شيء في حرية اختيار لمن يتولى أموره”.
“لأول مرة منذ الاستقلال استطاع الشعب الجزائري أن ينتخب رئيسه”
وقال شرفي إنه لأول مرة منذ الاستقلال استطاع الشعب الجزائري أن ينتخب رئيسا للجمهورية، وأضاف: “كان انتخابه وصوته .. وكانت الأمانة محفوظة”، وأضاف:” لا مستقبل يبنى خارج الإختيار الحر”، مشيرا إلى أن “ذلك لم يأتي سدى بل جاء بتجنيد النخبة الوطنية من خلال مسجل إلى حد تاريخ أمس 44 ألف منها 44% نساء ومنها أكثر من 20 ألف ما بعد التدرج – أساتذة وطلبة مسجلون في الدكتوراه وأكثر من 7 آلاف طلبة” حيث قال إنهم يريدون الحفاظ على الأمانة ، وتابع: “أتمنى أن يكون الطلبة رأس الحربة للحفاظ على الأمانة.. مهما تكون الإستراتيجية التي وضعها المنظم للانتخابات العامل الإنساني هو الذي يلعب الدور الحاسم “، وأضاف: “منذ انطلاق العملية إلى أن تعلن النتائج النهائية دور حفظ الأمانة هو الحاسم”.
وتابع رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي: “من هذا المنبر ومن خلالكم إلى كافة الأسرة الجامعية والنخبة الوطنية أن نتكفل جميعا مستقبلا من خلال الاقتراعات الآتية والتي تكون أساس بناء الديمقراطية الفعلية التي تبنى عليها المؤسسات خدمة للمجتمع وتكون في خدمة الشعب وخدمة من انتخبوهم..لا تترددوا في الإلتحاق بجيش حفاظ الأمانة “، وقال إنهم يكرسون وقتهم في كل استحقاق ويلعبون دور النخبة التي ساهمت في إنجاح الرئاسيات وحماية أصوات الشعب من التلاعب و من الانتخابات “الوهمية” ، وأضاف:” هي رسالة ليست مربوطة باقتراع معين ولكن تكون احتياطا للديمقراطية من خلال الشباب الساهرين على أن لا يكون مسؤول إلا الذي يختاه الشعب “.
خديجة قدوار