السبت , سبتمبر 28 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / اجتماعات خارجية واعتماد سفراء جدد:
السلطة تسعى لفك عزلتها !

اجتماعات خارجية واعتماد سفراء جدد:
السلطة تسعى لفك عزلتها !

وجدت حكومة بن صالح ونور الدين بدوي، المرفوضة شعبيا، في اللقاءات الخارجية متنفسا لها، في ظلالإختناقالذي تعاني منه داخليا بسبب أزمة الرفض الذي تتلقاه من طرف الطبقة السياسية والحراك الشعبي، هذا الأمر تمت ملاحظته هذه الأيام حيث أنه في الوقت الذي كان فيها الشارع يغلي على صفيح سياسي ساخن، برز نور الدين بدوي في المملكة السعودية في القمة العربية الطارئة، مجريا لقاءات مهمة مع عدة مسؤولين عرب ما أظهر أن السلطة وكأنها وجدت في الخارج ما لم تجده في الداخل من تعاون واهتمام وتنسيق مشترك.

تحولت اللقاءات التي يقوم بها رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح أو وزيره الأول نور الدين بدوي سواء في إطار مهمات دبلوماسية أو اجتماعات مع مسؤولين أجانب فرصة ثمينة للسلطة القائمة لمحاولة إخراج رأسها من “عنق الزجاجة” الذي وضعه فيها الحراك الشعبي الباحث في جمعته رقم الـ15 عن تحييد “الباءات” بصفة نهائية قبل الدخول في أي حوار سياسي جدي كما دعا إليه ووصفه قائد أركان الجيش.

ولم تجد السلطة أفضل من الفضاء الدبلوماسي للتحرك والنشاط كطريقة مثلى لتزيين صورتها المرتبطة بها في الداخل، كحكومة “منبوذة” من الشعب يُطارد وزرائها في كل مكان ويستهدفها الحراك السلمي في كل مسيراته كما ترفض أن تتعامل معها الطبقة السياسية، خاصة أن الوزير الأول نور الدين بدوي في حد ذاته، لم يكلم الجزائريين منذ ندوته الصحفية الأولى مع نائبه المقال رمطان لعمامرة بعد تعيينه على رأس الحكومة في أواخر أيام حكم الرئيس بوتفليقة، ومنذ ذلك التاريخ لم يعد يظهر الرجل أمام الرأي العام، مفضلا لقاءا رسميا بعيدا عن أعين الكاميرات مع عبد القادر بن صالح بمقر رئاسة الجمهورية، نقلته وكالة الأنباء الرسمية لتقديم عرض حول الإجراءات المزمع اتخاذها من طرف حكومته لضمان التنظيم المحكم لامتحانات نهاية السنة الدراسية وتأمين موسم الاصطياف.

بدوي يكثف من لقاءاته في الخارج

وفي هذا الصدد، اغتنم الوزير الأول نور الدين بدوي تمثيله للرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح وهو الذي كان مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم في القمة العربية الطارئة والدورة 14 لمنظمة التعاون الإسلامي بمكة المكرمة، للقيام بعدة لقاءات مع رؤساء الوفود المشاركة واندرجت لقاءاته في إطار تطوير العلاقات الثنائية.

وقد تباحث الوزير الأول نور الدين بدوي، بجدة مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس على هامش القمة الاستثنائية لجامعة الدول العربية التي انعقدت بمدينة جدة السعودية، حسبما أشار إليه بيان للوزارة الأولى، وبهذه المناسبة، جدد رئيس السلطة الفلسطينية “تثمينه الكبير لموقف الجزائر الثابت والوفي للقضية الفلسطينية”.

وأضاف المصدر أن الطرفين اتفقا “على بعث العلاقات الثنائية في كل مجالات التعاون”، واستعرضا الأحداث الدولية الراهنة، لا سيما التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية.

كما تحادث الوزير الأول نور الدين بدوي في المناسبة ذاتها، بمكة المكرمة مع نظيره القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وفق ما أفاد به بيان لمصالح الوزير الأول.

 اهتمام على أعلى مستوى بالأزمة الليبية

وقبل ذلك، وبالنظر إلى خصوصية الأزمة الليبية التي تحضى باهتمام واسع من طرف الجزائر خاصة مع تداعيات الحرب التي يشنها جيش حفتر ضد حكومة الوفاق في طرابلس، استقبل رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، قبل أسبوع، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، حيث عبر له عن “قلق الجزائر العميق لما آلت إليه الأوضاع في  ليبيا”.

وخلال هذا اللقاء، أعرب عبد القادر بن صالح عن “انشغال الجزائر وقلقها العميق لما آلت إليه الأوضاع في ليبيا، الدولة الشقيقة والجارة، جراء المواجهات الدائرة  هناك وما ترتب عنها من خسائر بشرية ومادية، ناهيك عن العدد المعتبر للنازحين”.

وبعد أيام قليلة من تعيينه في منصبه شهر أفريل الماضي، اختار وزير الخارجية الجديد صابري بوقادوم الجارة الشرقية تونس للقيام بزيارته الخارجية الأولى، حيث التقى الرئيس التونسي باجي قايد السبسي ونظيره خميس الجهيناوي، وبدا أن الملف الليبي استحوذ على هذا اللقاء، وبمجرد عودته إلى الجزائر العاصمة، قدم الوزير بوقادوم عرضا لرئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح حول زيارته إلى تونس.

كما انتقل وزير الخارجية صابري بوقادوم، أواخر أفريل الفاطر، للقاء العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وحسب ما أفادت به وزارة الخارجية السعودية، فإن الملك سلمان استعرض مع بوقادوم مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.

اعتماد سفراء عدة دول بعد طول انتظار

وفي الإطار ذاته، تسلم رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، أوراق اعتماد عدة سفراء جدد بالجزائر، بعد طول انتظار إثر الوضع الصحي للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي لم يسمح له باستقبالهم، ما عطل العملية لوقت أطول وهي من المهام الحصرية لرئيس الجمهورية، وجاء تعيين بن صالح في منصب رئيس الدولة فرصة لاستقبال عدد من سفراء الدول الذين سلموا له أوراق اعتمادهم بقصر المرادية، على غرار سفير المملكة المغربية لحسن عبد الخالق، الذي أكد في تصريح له بالمناسبة، أنه نقل لرئيس الدولة “تحيات وتقدير الملك محمد السادس وحرصه على توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين في ظل الثقة والتضامن وحسن الجوار في جميع المجالات وكذا تعزيز سنة التنسيق والتشاور بين البلدين الشقيقين لرفع التحديات الإقليمية والدولية”، وبالمناسبة، أكد رئيس الدولة عبد القادر بن صالح للسفير المغربي من جهته “حرصه على خدمة وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين”.

كما استقبل بن صالح، السفير الفرنسي (القديم-الجديد) كزافييه ديريانكور، بحيث صرح الدبلوماسي الفرنسي عقب استقباله من طرف رئيس الدولة، أن “فرنسا تتابع مثل بلدان أوروبية أخرى ما يحدث في الجزائر بكثير من الاحترام دون إصدار أحكام ولا أي إرادة في التدخل في الشأن الجزائري”.

واعتمدت الجزائر سفراء عدة دول وهم كل من بولونيا، هولندا، بلجيكا، السويد، الاتحاد الأوروبي، الفاتيكان، البيرو، إيطاليا، الهند، بنغلاديش.

ورغم أن هذه اللقاءات ليست “خطة دبلوماسية” من طرف السلطة الحالية التي خلفت الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة وتأتي في إطار لقاءات جارية في إطار دعوات للجزائر لحضور هذه القمم الإقليمية، وبالتالي ظهرت كردود فعل أكثر منها “فعل دبلوماسي” مثلما هو حاصل مع معالجة الأزمة في الجارة ليبيا، إلا أن هذا الحضور الخارجي قارورة “أوكسجين” بالنسبة للنظام، مثلما كان الحال مع مجموعة الرئيس بوتفليقة التي حاولت في بدايات الحراك استغلال أوراق الخارج لدعم موقعها في الداخل، فأرسلت وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة إلى ألمانيا وإيطاليا وروسيا لبحث دعم خطة بوتفليقة للبقاء في الحكم، لكنها سرعان ما سقطت في الماء بفضل التجنيد القوي للحراك ورفضه المطلق لأية تدخلات أجنبية في الشأن الداخلي للجزائر.

إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super