جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
اعتبر المخرج الجزائري رشيد بن حاج أن السـينما هـي مـرآة تعكـس الواقـع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لمنطقـة معينـة، ومن خلال الأفلام التي يشاهدها بصفتـه عضـوا في لجنـة تحكيـم مهرجان وهران السينمائي، قال بأنه يمكنه أن يفهـم الأزمـات التـي يمـر بهـا العالم العربي، مضيفا أن السينما مدرسة بحد ذاتها، تتيح لنا رؤية ما هو أبعد من حياتنـا اليوميـة، وتوفـر لنـا لمحـة عـن التحديـات التـي تواجههـا بلـدان عربيـة أخـرى، وهو ما يثبت الدور الكبير لهذا المجال ليكون مرآة حقيقية للدول والمجتمعات، مـن خلال العدسة.
المخرج الجزائري رشيد بن حاج “ماستر كلاس” الذي أدار في كلية الآداب والفنون بجامعة وهران خلال فعاليات الطبعة الثانية عشر من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، قال في تصريح إعلامي، أن هـذا الجيـل الجديـد لديـه إمكانيـة الوصـول إلى تقنيـات متقدمـة لـم تكـن متاحـة مـن قبـل، فمثلا خـلا فـترة الجائحـة، عملـت مـع أطفـال في إيطاليـا وطلبـت منهـم توثيـق يـوم مـن حياتهـم باسـتخدام هواتفهـم المحمولة، وكانت النتائج مدهشة، واليوم –يضيف-، أصبح إنتاج فيلم أسهل بكثير بفضل الأدوات الرقمية، وما أحاول تعليمـه للطلبة هـو أن يسـتخدموا هـذه التقنيـات بـذكاء لروايـة قصـص، وليـس فقـط بإرسـال رسـائل.
وعاد بن حاج إلى هذه التجربة، والجيل الجديد من صناع السينما، والدور الحيوي للسينما كمرآة تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي في العالم العربي، ليعبر عن فرحه بتقديـم هـذا الـدرس الاحترافي في كليـة الفنـون، كما واندهش من عدد الحضور الكبير وإقبال النساء على وجه الخصوص، مبرزا أن المشكلة مع الدروس الاحترافية التي تتناول مواضيع مثـل السـتوري بـورد أو التقطيـع التقنـي هـي أن هـذه المواضيـع تحتـاج إلى وقـت أكبـر لشـرحها بشـكل جيـد. ودائمـا مـا يحـاول إيجـاد طريقـة لتبسـيط هـذه المفاهيـم، وجعلهـا في متنـاول الجميـع. وعـلى سبيل المثال، اسـتخدمت مقطعـا مـن فيلـم “بـاري لينـدون” للمخـرج كوبريـك، يظهـر مشـهدا أو مشـهدين، بشـكل جيـد، مـا يعنيـه التقطيـع الفنـي. هـذا يسـاعد الطالب على فهم كيفية تحليل الفيلم بعمق، بعيدا عـن المتعة البصريـة فقـط، مؤكدا ذات المتحدث أن مهرجان مثـل مهرجان وهـران يعـد فرصـة فريـدة للتعلـم المباشر من المخرجيـن والتقنييـن والممثلين، فكل مخـرج لديـه قصـة يرويهـا، وهـذا يمكـن أن يكـون محفزا جـدا للشـباب.
يذكر أن رشيد بن الحاج، المولود بالجزائر العاصمة في 1949، حصل على شهادة في الإخراج من معهد فرنسي ومن أبرز أعماله “لوس زهرة الرمال” (1989) -أولى أفلامه- و”توشيا” (1993) و”شجرة الأقدار المعلقة” (1997) الذي شارك في إخراجه للتلفزيون الايطالي بالإضافة إلى “عطور الجزائر” (2012).
صبرينة ك