قُتل 12 مواطناً وأصيب آخرون في حصيلة غير نهائية، جراء مداهمة سيول جارفة عدداً من مناطق جنوب الأردن بفعل منخفض جوي بدأ تأثيره على البلاد يوم الجمعة الماضي. وتسببت السيول الجارفة في مناطق جنوب المملكة بمقتل خمسة أفراد من عائلة واحدة ونجاة طفلة، إضافة إلى مقتل أحد أفراد قوات الدفاع المدني، وسط إعلان الحكومة الأردنية استمرار عمليات البحث عن مفقودين.
وأسفرت جهود الإنقاذ، وفق بيان حكومي، عن إخلاء آلاف المواطنين والسيّاح المحاصرين في مناطق البتراء والوالة وضبعة والطريق الصحراوي وغيرها، في وقت لا تزال الجهود مستمرة في تمشيط المناطق التي داهمتها السيول، لتعلن الحكومة إنقاذ أربعة إسرائليين كانوا من بين المفقودين أمس. ونقلت كاميرات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي آثار المنخفض الجوي الذي ضرب مناطق واسعة من البلاد، فيما وثقت بعض التسجيلات عمليات الإنقاذ، وسط مشاركة مدنيين في عمليات انتشال الجثث.
وأسهمت جهود حكومية في إجلاء أكثر من خمسة آلاف مواطن مقيمين في الوديان وفي مناطق تجمّع السيول، وسط أنباء عن إجلاء ٣٥٠٠ سائح أجنبي من منطقة البتراء وحدها، فيما علق المئات على الطريق الصحراوي الذي يربط جنوب البلاد بالعاصمة عمّان. وأعلنت وزارتا الأوقاف الأردنية والتربية والتعليم ليلة أول من أمس، فتح المساجد والمدارس كافة في مناطق جنوب المملكة لاستقبال كل من تقطعت بهم السبل جراء الظروف الجوية، بعدما ناشدت الحكومة مواطنين إخلاء منازلهم الواقعة في المناطق المنخفضة.
وبعد تزايد المخاوف من فيضان سدّ الواله جنوب المملكة، تدخلت القوات المسلحة الأردنية وقامت بتسيير طائرات استطلاع وقوارب وناقلات جند ووحدات مدفعية للمشاركة في عمليات لإنقاذ، إضافة إلى توفير الإنارة لإجراء عمليات البحث في مناطق داهمتها السيول، وتمكنت تلك الجهود من المساهمة في إنقاذ مواطنين حاصرتهم السيول، وتوفير المساندة للأجهزة المختصة لتتمكن من التعامل مع الظروف السائدة، وفق ما أعلنت وزيرة الإعلام الأردنية جمانة غنيمات بعد اجتماع القيادات الأمنية في مركز الأزمات.
وفي أول تصريح لرئيس الحكومة عمر الرزاز أمس من المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، أكد الأخير «أن هناك تغيراً مناخياً كونياً يمر به العالم، وعلينا أن نكون دائماً جاهزين للتعامل مع هذه التحديات». وقال الرزاز إن الحكومة أطلقت العديد من التحذيرات مراراً وتكراراً على مدى الأيام الأخيرة من خلال وسائل الإعلام كافة، مشدداً على أن وعي المواطن بالمخاطر المقبلة هو الأساس في الوقاية من هذه التحديات. وأتت أحداث الجمعة بعد أيام من فاجعة البحر الميت التي ذهب ضحيتها ٢١ طالباً ومعلماً وإصابة آخرين، إثر مداهمة السيول لمنطقة زرقاء ماعين التي كانت وجهة لرحلة مدرسية بقصد القيام بسياحة المغامرات التي منعتها الحكومة أخيراً، وأقيل على أثر الفاجعة وزيرا التربية والتعليم والسياحة.
المصدر: وكالات + الحياة