تتحدث الشاعرة فاصمة الزهراء بوكتاب عن بداياتها في مجال الشعر، عن إصداراتها ومختلف مشاركاتها في التظاهرات الأدبية، كاشفة عن أملها في أن تترجم نصوصها بلغات أجنبية، لتتعدى حدود الوطن، مبرزة في سياق آخر أن وباء “كورونا” ورغم أنه أجهض النشاطات الثقافية على أرض الواقع، إلا أنه علمنا كيف ننشط افتراضيا.
بداية… فاطمة الزهراء بوكتاب شاعرة جزائرية تشق طريقها بخطى ثابتة نحو التميز وقد أصدرت أول ديوان شعري في رصيدك موسوم “أوراق فوق الجرح”… ماذا لخصت في الديوان؟
صدور أول ديوان لي هو بمثابة الانطلاقة الرسمية للشاعرة فاطمة الزهراء بوكتاب، الديوان لخص مسيرة سنوات من الكتابة الإبداعية والبوح، جمعت فيه مجموعة قصائد تحكي حياة الشاعرة زهرة بوكتاب الإنسانة والشاعرة وأيضا مواضيع مختلفة تحكي واقع الإنسان المتعب في كل مكان تحدثت أيضا عن قضية الوطن العربي، عن كل ما يسيء للإنسانية بلغة حزينة آملة في غد أجمل .. كتبت عن الحب والأم والوطن في طابع رومنسي حزين، قصائدي منها النثري والحر تميل إلى الرومنسية والواقعية و فيها الكثير من الرمزية .
نعيش أصعب فترة بسبب “كورونا” التي أجهضت العديد من النشاطات الثقافية والفنية… هل كانت هناك أمسيات افتراضية لهذا الجنس الأدبي؟
جائحة “كورونا” ورغم كل ماعشناه من توتر وقلق وخوف من هذا المرض إلا أنها كانت فرصة سانحة للكثير من المبدعين من أجل إتمام مشاريعهم الإبداعية وأنا أول هؤلاء المبدعين إذ تمكنت من جمع مجموعتي الشعرية في هذه الفترة الصعبة، أيضا شاركت في العديد من الملتقيات الافتراضية من بينها “بليدة تحكي” وكان هذا الملتقى افتراضي جمع شعراء البليدة خاصة في بداية الجائحة، أين كانت الولاية تعاني وتمر تمر بظرف صعب جدا وهي أول الولايات المتضررة بشكل كبير وهذا العمل كان بمثابة تضامن شعراء البليدة مع بعضهم البعض العمل كان من طرف الأستاذ عبد القادر مشاوي بالتنسيق مع زهرة بوكتاب في جمع عدة أسماء شعرية بولاية البليدة العمل لاقى استحسان الكثير من المشاهدين عبر التواصل الاجتماعي.. شاركت أيضا في ملتقى وجيب الشعراء المغرب الكبير الذي جمع شعراء من داخل وخارج الوطن من تونس، المغرب، الجزائر، ليبيا، موريتانيا العمل كان جميل جدا.. شاركت أيضا في عديد من البرامج الإعلامية التي تخص الشعر. وقعت حضوري أيضا في ملتقى الخيمة الذي نظمه نادي التوت للإبداع الفكري الأدبي بولاية أدرار والذي شاركت فيه أسماء كبيرة من داخل وخارج الوطن .. كانت هذه بعض مشاركاتي الافتراضية خلال هذه الجائحة التي بكل صراحة لم تؤثر على مشواري الأدبي.
شاركت سابقا في ملتقيات كثيرة للشعر والأدب… هل ترين أن هذه النشاطات تقدم المطلوب؟
نعم، شاركت في عدة ملتقيات شعرية على أرض الواقع هذه الملتقيات قدمت لي أمورا كثيرة كنت احتاجها مثل التعريف بكتاباتي، الالتقاء بالكثير من الشعراء والكثير من الأصدقاء من جميع أنحاء الوطن.
الملتقى في حد ذاته هو فرصة جميلة للتعارف بين المبدعين وتبادل الآراء والأفكار، والالتقاء أيضا بالأساتذة والدكاترة والنقاد المختصين في هذا الميدان.. حضوري لهذه الملتقيات أكسبني تجربة وصداقات كثيرة، ومن أجمل هذه الملتقيات التي حضرتها الملتقى الدولي للربيع البليدي وملتقى سردية الشعر المعاصر بالعاصمة، ملتقى يوم الشهيد لسيدي بالعباس.
هل فكرت المشاركة في مسابقات دولية للشعر على غرار “أمير الشعراء” لكسب شهرة تتعدى حدود الوطن؟
بصراحة لا تستهويني فكرة المشاركة في المسابقات لأني أعرف جيدا كيف تسير هذه المسابقات، لذلك أنا شاعرة تكتب من وحي معاناتها بعيدا عن أي توجهات، أكتب للوطن للحب، للحياة بكثير من الصدق والإحساس، أريد لكتاباتي أن تصل إلى القلوب القراء ببساطتها وتعابيرها الجميلة دون أي تكلف، وهو ماجعل الأصدقاء يعتبرونني شاعرة الشجن بامتياز… أريد لكتاباتي أن تتعدى الشهرة إلى خارج الوطن وذلك بترجمة كتاباتي، لذلك أسعى في أن تتحقق..
بما أنك من البليدة، وتنشطين كثيرا على مستوى الولاية… برأيك ماذا يليق حتى تسترجع مدينة الورود بريقها السابق؟
أنا شاعرة من مدينة العفرون، بدأت الكتابة منذ زمن بعيد اشتركت في تحريك الفعل الثقافي منذ بداياتي كمبدعة، أقمت عدة أمسيات شعرية بمدينة العفرون بالتعاون مع بعض الأصدقاء الشعراء وفعلا نجحنا في فترة معينة من إقامة عدة نشاطات، إلى أن استطعنا تحقيق هدفنا وهو إنشاء فرع اتحاد الكتاب الجزائريين لولاية البليدة.. ومن هنا كانت الانطلاقة على مستوى الولاية ونسعى جاهدين مع ثلة من كتاب وشعراء البليدة إلى أن تسترجع مدينة الورود بريقها ورونقها الأدبي بعد جائحة “كورونا”… وهناك عدة مشاريع وعدة لقاءات نسعى من خلالها إلى جمع شمل كل مبدعي الولاية لأن مدينة البليدة تزخر بأسماء كثيرة وكبيرة قادرة على الإبداع والعطاء ..
حدثينا عن إصداراتك الجماعية على غرار الكتاب الجماعي حول البليدة؟
مشاركاتي في الكتب الجماعية متنوعة، أول مشاركة لي كانت في كتاب “إبداعات نسوية مغاربية” للسيدة سامية بن أحمد التي جمعت فيه مبدعات من الجزائر، تونس والمغرب وقد شاركت في هذا الكتاب بقصيدتين.. “معزوفة جرح” و”تغيرنا إلى الأسوء”.
مشاركاتي الثانية كانت في كتاب “مشاعل جزائرية” للأستاذ الأديب والناقد السعودي مشعل العبادي الذي جمع فيه أسماء شعرية وأدبية من الجزائر العميقة شاركت في هذا الديوان بقصيدة “أدوار امرأة”.
والمشاركة الثالثة كانت في كتاب “ورود البليدة” و”عبق الحرف” الذي تكفل بنشره الأستاذ مشعل العبادي تحت إشراف الشاعرة وفاء بن حمودة، حيث جمع كل كتاب وشعراء البليدة هو عمل جميل جدا وجدير بالذكر والتنويه.. استطاع هذا الكتاب توحيد الفكر وجمع شمل مبدعي ولاية البليدة على أرض الواقع حيث كانت هناك عدة لقاءات بعد صدور الكتاب.
هناك مشاريع مستقبلية؟
يمكن أن أقول أنه بعد صدور ديواني الأول “أوراق فوق الجرح”، سأتفرغ لجمع مجموعتي الشعرية الثانية التي عنونتها “أنفاس الورد”، أضف إلى ذلك رغبتي الكبيرة وميولاتي في كتابة القصة القصيرة، فضلا عن مشاريع أخرى.
كلمة أخيرة:
شكرا جزيلا على منحي هذه المساحة الدافئة للبوح والاعتراف الجميل شكرا لكل من ساندني من قريب أو بعيد من الأهل والأقارب والأصدقاء وتحية حب للجميع خاصة الشاعر محمد خبشر والرائعة سمراء الليل.
صبرينة ك