يتحدث الشاعر عبد الرحمن كرومي، في حوار مقتضب مع “الجزائر” عن بداياته في عالم الكتابة والشعر على وجه الخصوص، كيف لا وهو ابن الجنوب، الذي كان رفيقا للحرف منذ الصغر، وولد في بيئة صحراوية آية في الجمال، وتشجع على الإبداع… وفي هذا الصدد، يؤكد ابن أدرار أن المبدعون في الجنوب بحاجة إلى منابر إعلامية ومنصات تواصلية تجعلهم يتصدرون الحياة الثقافية لأنهم أهل لها… فيما يلي نص الحوار:
بداية… من هو عبد الرحمن كرومي؟
عبد الرحمن بن الطاهر كرومي، من بلدة صغيرة تسمى عريان الراس في أقصى الصحراء التواتية بولاية أدرار، مهندس في الإعلام الآلي، متحصل على شهادة ماجستير في تحقيق المخطوطات اللغوية والأدبية، وأحضّر أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في اللسانيات التطبيقية.
كيف دخلت الشعر؟
حاوت أن أكون شاعرا منذ صغري، بدايتي الشعرية بدأت تتجلى في بعض الجمل المسجوعة التي كنت أرددها أثناء دراسته الابتدائية، حاولت أن أكتب أول قصيدة موزونة وأنا في بداية الثانوية ومنها:
إكرامك للضيف والحبيب***في رمضان ابتدئ بالترحيب
ثم التمور معْ شرب الحليب*** مع ذرذوره بعد المغيب
الديسير الزلابية والبنان*** ذا كونه في مغلب الأحيان.
وفي نفس العام طلب المعلم في المدرسة القرآنية محاولات أدبية من التلاميذ فكانت قصيدة وصية طالب العلم أول منظومة موزونة فصيحة ومنها:
يا طالبا للعلم كن متميزا** بعقيدة تبنى على الإيمان
كن مؤمنا بالحق منشرحا له** ومعاملا باللطف للإخون
لا ساخرا لا صارخا متكبرا** متماديا في اللهو والخذلان
شاركت في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم… ممكن تفاصيل عن المشاركة؟
نعم، قدّمت قصيدة في مسابقة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في فئة الشعر الفصيح سنة 2019 مع ما يزيد عن 1080 مشاركا فكانت من بين 15 قصيدة مرشحة للجائزة
كان عنوان القصيدة “الحيرة البكر” ومنها:
نثرا تهيأت الصحراء باهتة**من كل فج رياح الجبت تعتصف
فقام ينظمها عِقدا وواسطة **والشاردات بهدي النظم تأتلف
تسري الظعينة من صنعا فيحرُسها** يهدي خطاها فلا يدنو لها تلف
في كل نبض يضيء المنتهى سعة**يضمد الحزن ما ضلوا وما ضعفوا
يعتق الدهر مما شاب فطرته**يخيط لليل إشراقا فيلتحف
من صمته نسج الأحلامُ سيرتهم**من سمته عكف الإعجاز يغترف
يذكر أن ذات الجائزة أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا بقطر في عام 2015، على ضوء مقترح تم تقديمه من قناة الرسول، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة.
بصفتك شاب من الجنوب الجزائري… ما هو تعليقك عن الإبداع في الجنوب؟
أرى أن الصحراء تزخر بقامات إبداعية متنوعة جلّها في الشعر الفصيح والملحون بالإضافة إلى الفنون النثرية التي لها روادها مثل الرواية والقصة وأدب الرحلة. وليس ذلك بالغريب عن معمورة ينمو صغارها على حفظ متون اللغة وفهمها في الكتاتيب والمدارس القرآنية، وينامون على القصص الشعبية التي كانت إلى عهد قريب تُروى ليلا على كانون الأمهات والجدات لتكون جامعا للأطفال ومانعا لشغبهم. لكن هؤلاء المبدعين بحاجة إلى منابر إعلامية ومنصات تواصلية لتفجير ما ينطوون عليه من طاقات، وإن كانت متاحة أحيانا في شكلها المحلي متمثلة في دور ثقافة وفي مبادرات فردية وجماعية في الغالب.
هل من دواوين شعرية في الأفق؟
بعد انقطاع عن الشعر فاق الست سنوات عدت من جديد، حيث طبعت مجموعتي الشعرية الأولى بتشجيع من مديرية الثقافة لولاية أدرار في مارس 2019 بدار الكتاب العربي-الجزائر عنوانها “جِرار الشوق”. جمعت فيها معظم قصائده القديمة، وأسعى لجمع مختارات من أشعاري لأضيف إليها قصائد أخرى حديثة وأكوّن بذلك مجموعة أخرى جاهزة للطبع.
كلمة أخيرة:
بعدنا عن الأشعار دهرا وأزيد ***وعدنا لها من بعد والعود أحمد
وجدنا الذي كنا ألِفناه سابقا***تبدل أطلالا وعاثت بها يد.
صبرينة ك