جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
استهل أمس، الرئيس التركي الطيب رجب اوردوغان زيارته للجزائر وفي جعبته أمال بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي، هذا الأخير بدأ يأخذ حيزا كبيرا من اهتمامات البلدين سيما فيما يخص حجم المبادلات التجارية التي أضحت تتراوح بين 3.5 و5 مليارات دولار سنويا بعدما كانت لا تتجاوز 1 مليار دولار، في الوقت تجاوز عدد الشركات التركية المستثمرة بالجزائر 700 شركة.
منذ أن وطأت أقدام الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان الجزائر سنة 2014 والعلاقات الثنائية بين البلدين في المجال الاقتصادي تتخذ منحنى تصاعدي، فتركيا التي كانت تستورد من الجزائر نحو 4 مليارات متر مكعب من الغاز المسال سنويا منذ 1988، أصبحت تستورد ما قدره 6 مليارات متر مكعب سنويا بعد الاتفاقية التي وقعتها سنة 2014 القاضية بتمديد تزويد الجزائر لتركيا بالغاز المسال لـ10سنوات أخرى، لتصبح بذلك الجزائر رابع دولة في العالم تمون تركيا بالغاز الطبيعي.
بالمقابل، على صعيد الاستثمار بدأت تركيا تصوب توجهاتها الاقتصادية نحو الجزائر، بدليل انه في ظرف سنوات معدودة تحولت الجزائر لوجهة الشركات التركية الراغبة في الاستثمار، حيث أصبحت تحتضن لقرابة 800 شركة تركية تنشط في ميادين مختلفة، بعدد عمال يصل إلى حوالي 30 ألف شخص.
ولعل أهم المشاريع بين تركيا والجزائر هو إنشاء أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا، بغليزان باستثمار يقدر بـ1.5 مليار دولار، كلفت مؤسسة “تايبا” للنسيج في تركيا بانجازه على مساحة تقدر بـ 250 هكتارا، إضافة الى استثمارات الشركة التركية “توسيالي أيرون أند ستيل” كلفت بإنشاء مصنع للحديد والصلب بوهران، بتكلفة تفوق 750 مليون دولار، وبقدرة إنتاجية بلغت 1.2 مليون طن سنويا من المواد الحديدية، حيث يختص هذا المصنع التركي الجزائري الذي يعتبر أكبر مصنع خاص لتحويل الحديد والصلب في الجزائر، في استعمال النفايات الحديدية وغير الحديدية لإنتاج عدة أصناف من الحديد والفولاذ الموجّهة للصناعة والبناء، ناهيك عن إنشاء مصنع بعين تيموشنت متخصص في صناعة الفولاذ والقضبان المسطحة، وتأتي هذه المشاريع على خلفية اتفاقية الصداقة التي عقدت بين الجزائر وتركيا في ماي 2006، ما مكن من رفع نسبة الاستثمارات التركية في الجزائر، لتحتل بذلك الجزائر أكبر شريك تجاري لتركيا في إفريقيا، بحجم مبادلات تجارية يتراوح ما بين 3.5 و5 مليارات دولار سنويا.
عمر ح