أكدت التنظيمات الطلابية من خلال اختلاف آرائها عن سبب مساواة الناجحين بتقدير جيد مع الناجحين بتقدير مقبول في تخصص واحد بعد تهاوي معدلات عدد من التخصصات إلى الحضيض، و ارتفاع معدلات أخرى كانت في الأعوام الماضية لا تستهوي أصحاب المعدلات المرتفعة هذه السنة عن غياب معيار حقيقي للتوجيه في الجامعة، فمنهم من حمل وزارة التربية الوطنية مسؤولية ذلك بعد تضخيمها لنسبة النجاح في شهادة البكالوريا، واعتبار الأمر بالبديهي من قبل آخرين مادامت جل الجامعات تعمل بمبدأ العرض والطلب، في حين اعتبرها آخرون ضربا لمصداقية التخصصات التي خُفّضت معدلاتها بعد أن كانت موجهة للنخبة.
الكناس: “وزارة التربية وراء ارتفاع معدلات التخصصات الجامعية”
ربط المنسق الوطني لنقابة الكناس عبد الحفيظ ميلاط في تصريح لـ”الجزائر”، تدني بعض المعدلات وارتفاع البعض الآخر منها في تخصصات وتوجيهات كانت في المدى القريب لا تستهوي الناجحين الجدد في شهادة البكالوريا إلى التضخيم الذي شهدته نسبة النجاح في شهادة البكالوريا 2017 والذي افرز نجاح عدد كبير من الطلبة، مؤكدا أن هذا الأخير خلق ضغطا كبيرا على المؤسسات الجامعية وبالتحديد على بعض التخصصات عن غيرها كالإعلام الآلي وغيرها، معتبرا أن وزارة التعليم العالي عمدت إلى رفع معدلات هذه التخصصات حتى تتمكن من موافقتها مع سعة الاستيعاب المحددة لها.
وحمل ميلاط في هذا الصدد وزارة التربية الوطنية مسؤولية الفوضى الذي تشهدها فترة التوجيه و ارتفاع معدلات العديد من التخصصات وانخفاض أخرى، مشيرا إلى أن وزارة التربية بالغت في نسبة النجاح في شهادة البكالوريا لهذا العام في محاولة منها للتأكيد على نجاعة الإصلاحات، مستدلا في كلامه على تدني نتائج الطلبة ومعدلاتهم في الجامعة، و الناتجة عن تضخيم نقاط المترشحين لشهادة البكالوريا مؤكدا ان النسبة الحقيقية لم تفق 20 بالمائة، لافتا الانتباه إلى عديد التلاميذ الذين تحصلوا على نتيجة 19 و18 في مادة الفلسفة هذه الأخيرة التي من المستحيل على أي طالب الحصول على هذه النقطة مهما كان مستواه الدراسة خاصة أنها مجرد علوم إنسانية يستحيل تقييمها بهذه الطريقة، وطالب المتحدث بإعادة النظر في نسبة النجاح في البكالوريا حتى تتماشى مع قدرة استيعاب الجامعات الجزائرية.
وفي حديثه عن تدني معدلات العديد من التخصصات، تأسف ميلاط عن العشوائية التي أصبحت تطبع تسيير الجامعات ضاربا المثل بما تشهده مخرجات الفترة الجامعية والمتمثلة في شهادة الماستير التي جاءت مع النظام الـ”ل م دي” هذا الأخير الذي يعتبر توأمة بين المؤسسات الجامعية والمؤسسات الاقتصادية، معتبرا أن هذه المفهوم بالذات لم يتم أخذه بعين الاعتبار خلال المجئ بهذا النظام و تطبيقه في الجزائر.
الأوجيا: “ارتفاع وانخفاض معدلات التخصصات الجامعية مرهون بالعرض والطلب”
اعتبر مسؤول التنظيم بالإتحاد العام للطلبة الجزائريين بومليط زين العابدين قيام وزارة التعليم العالي بتضخيم معدلات العديد من التخصصات هذا العام بالشئ البديهي مادامت كل المؤسسات الجامعية تعمل بمبدأ العرض والطلب، أي كل مؤسسة واحتياجاتها، ووصف الطريقة التي تعتمدها وزارة التعليم في تحديد معدلات التخصصات اثناء فترة التوجيه بـ”المجحفة” في حق العديد من الناجحين، خاصة أنهم يحرمون من التمكن من دخول التخصصات التي يرغبون فيها و تحويلهم الى تخصصات لا يرغبون فيها أساسا، معتبرا إياه بالعامل الرئيسي في رسوب العدد الكبير من الطلبة في فترة الجامعة.
واقترح بومليط في حديثه مع “الجزائر” تمكين الناجحين في البكالوريا من التخصصات التي يرغبون في دراستها لتفادي الوقوع في المشكل المشهود كل سنة والمتمثل في تسجيل عدد كبير من الناجحين بدون اختيار، مجددا الحديث عن الخطأ الذي تقوم به وزارة التعليم العالي و الذي يكون له يد في ارتفاع معدلات القبول في تخصصات عن أخرى والمتعلقة بمنح الفرصة لعدد قليل من الطلبة لدخول المدارس التحضيرية، مطالبا إياها بفتح المجال أمام عدد اكبر للتخفيف من الضغط على المؤسسات الجامعية العمومية، و أضاف بومليط في حديثه مقترح يتمثل في العمل بمنح الطلبة الدارسين لأي تخصص ما في فترة الثانوية الأولوية في إكماله في الجامعة مهما كان معدل نجاحه في البكالوريا قائلا” نظرتنا تتمحور حول منح أي طالب درس في الثانوية تخصص تسيير و اقتصاد أو هندسة مدنية أو أي تخصص، الأولوية في دراسته في الجامعة و لو كان معدله 10″ وهذا لتوفره على حقيبة معلومات عن التخصص أكثر من أي ناجح آخر.
الإيجال: “انخفاض معدلات التخصصات الموجهة للنخبة ضرب في مصداقيتها”
و أكد الأمين العام للاتحاد الطلابي الحر صلاح الدين دواجي أن المعايير الخاطئة التي يتم اعتمادها في قبول توجيهات الطلبة غير منطقية و الدليل على ذلك هو ماشهدته فترة التسجيلات مؤخرا و المتمثل في اصطدام أصحاب المعدلات العالية بواقع الدراسة مع أصحاب معدلات متدنية، واصفا الأمر بالغير عادل، كاشفا عن وضع وزارة التعليم العالي لما أسماه بـ”الفخ المجحف” و المتمثل في إجبارية الطلبة في اختيار تخصصا من ال” ل م دي” من اجل الابتعاد عن كساد هذه التخصصات.
ولم يمنع دواجي نفسه من تحميل الطالب أيضا مسؤولية عدم حصوله على التخصص الحقيقي الذي يرغب فيه باختياره لتخصصات معدلات القبول بها أكثر من معدل نجاحه، كما اعتبر دواجي التدني الرهيب الذي تم تسجيله في معدلات بعض التخصصات، ضرب لمصداقية العديد من التخصصات بعد تراجع معدل القبول فيها إلى 10 وهو حال تخصص إعلام واتصال الذي لم يتجاوز المعدل المذكور آنفا، مطالبا بإعادة النظر في معدلات القبول والبحث عن النوعية بدل الكمية بفتح مجال للطلبة خلال فترة الطعون والتحويلات.
وفاء مرشدي