خرج الجزائريون في ثامن جمعة، بالملايين للتظاهر ضد عبد القادر بن صالح، وبقية “الباءات” الأخرى التي يطالبون برحيلها، ونزل المتظاهرون بكثافة إلى الشارع في أول يوم جمعة بعد تحديد تاريخ الانتخابات الرئاسية، رافضين التركيبة التي خلفت عبد العزيز بوتفليقة في الرئاسة والتي يعتبرونها جزءا من النظام ويطالبون برحيلها.
وإنطلقت المسيرات قبل موعدها المعتاد بالعاصمة وهو بعد صلاة الجمعة، عكس الجمعات السابقة، حيث توافد الآلاف منذ الصباح على ساحة البريد المركزي، في مشاهد تؤكد حرص الشعب الجزائري على تحقيق كل مطالبه غير منقوصة، وذلك رغم الحواجز الأمنية المفروضة على مداخل الجزائر العاصمة، وردد المتظاهرون شعارات متنوعة منها “يا عميروش يا حواس دزاير راهي لاباس”، و”يا علي يا لابوانت والجزائر راهي ولات”، و” الله الله يا بابا جينا نحو العصابة” .. وغيرها من الشعارات الأخرة.
هذا واتسمت المسيرة بالطابع السلمي، وحسب ما وقفت عليه “الجزائر” فإنه ومنذ تعيين بن صالح رئيسا للدولة بحكم الدستور، انتقلت الشعارات من استهداف الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة الى مهاجمة بن صالح، أين صرخ المتظاهرون بصوت عال “حرة حرة-ديموقراطية”، و”بن صالح إرحل!”.
هذا ولم يثن الحصار الأمني المفروض على العاصمة والتعزيزات غير المسبوقة، المتظاهرين من الخروج إلى الشارع على تعيين عبد القادر بن صالح رئيسا مؤقتا للبلاد، وخطابه الآخير وحتى توقيعه على قرار استدعاء الهيئة الناخبة لإجراء الانتخابات الرئاسية يوم 4 جويلية القادم.
وبصوت واحد ردد المتظاهرون شعارات من قبيل “الشعب يريد أشخاص نزيهة للمرحلة الإنتقالية” و “الشعب من يقرر ” و” ياجيشنا كيف نقبل أشخاص إحترفوا التزوير” في إشارة واضحة إلى خطاب الفريق أحمد قايد صالح الذي أعلن مباركته ودعمه لتولي عبد القادر بن صالح للمرحلة الإنتقالية، من خلال مسيارتها.
هذا وأبدى المتظاهرون قبيل لحظات قليلة من انطلاقة المسيرة الشعبية ليوم 12 أفريل في ثامن جمعة على التوالي، للمطالبة برحيل جميع رموز النظام الحالي، الكثير من السلوكيات الحضارية التي عكست أخلاقا عالية، وذلك في مختلف ربوع الوطن، واكتفى المتظاهرون في التعبير عن غضبهم الشديد من المسؤولين وقادة الأحزاب الحاكمة، بتحضير لافتات وضعت عليها صور المسؤولين، وكتبت عليها عبارات تدعوهم للتنحي والرحيل بشكل نهائي، بعيدا عن العنف والتكسير ومظاهر الشغب، كما انسحب عناصر الأمن قبيل انطلاقة المظاهرات من ساحة البريد المركزي بهدوء بسبب الأعداد الهائلة للمتظاهرين.
وللإشارة شهدت باقي ولايات الوطن نفس الحراك مطالبين برحيل كل وجوه النظام
قوات الدرك تحكم قبضتها على مداخل العاصمة
هذا و شهدت مداخل العاصمة قبضة محكمة لقوات الدرك الوطني خاصة على المدخلين الشرقي والغربي للجزائر العاصمة منذ الساعات الأولى لنهار يوم الخميس منعا لوصول بعض المحتجين من باقي الولايات إلى أماكن المسيرات وسط العاصمة، وفرضت فرق الدرك حواجز أمنية عبر الطرقات الرئيسية متسببة في عرقلة حركة السير و خلق اختناق مروري كبير، وعلى غير العادة سجل الطريق السريع الرابط بين البليدة والعاصمة، تواجدا مكثفا لفرق الدرك الوطني، كما لاحظته “الجزائر” حيث تم تنصيب حاجزين أولهما على مستوى “الطرق الأربعة” والذي تسبب في امتداد الاختناق المروري من بوفاريك وإلى غاية بئر توتة، فيما نصب الحاجز الثاني على مستوى بلدية بابا علي، وبعدما اضطر مستعملو هذا الطريق إلى قضاء أكثر من ساعة ونصف للخروج من الحاجزين، كان عليهم تحمل ضغط الاختناق المروري المعتاد على مستوى الطريق الرابط بين بلدية بئر خادم وبئر مراد رايس بسبب الحاجز الروتيني للأمن.
هذا ولم تكن الضاحية الشرقية للعاصمة على أحسن حالا، حيث شهدت الطرق الرئيسية المؤدية للعاصمة حالة غير معتادة من الاختناق المروري حسب ما نقلته صفحة “انفو ترافيك” المتخصصة في نقل أحوال الطرقات، وقد سجل الطريق الرابط بين ولاية البويرة والعاصمة حالة اختناق مروري حاد أرجعه أكثر المعلقين على الصفحة إلى محاولات تخفيف وصول السيارات إلى العاصمة تجنبا لالتحاق المواطنين بالمظاهرات، وعلى نفس الضاحية سجلت الطرقات الفرعية هي الأخرى حالة من الازدحام المروري الذي تسبب في توقيف الحركة لساعات، على غرار الطريق الرابط بين برج الكيفان والعاصمة، وبين الحميز والعاصمة حيث أشارت صفحة انفو ترفيك بالعلامة الحمراء تلك الطرقات تأكيدا على الانسداد التام لتلك الممرات.
وتجدر الإشارة إلى أن قوات الأمن تسجل حالة تأهب كبير منذ وصول رئيس الدولة عبد القادر بن صالح إلى قصر المرادية يوم 9 أفريل، وذلك بسبب الرفض الشعبي الكبير الذي يواجهه بن صالح والذي زاد من احتقان الحراك الشعبي المطالب بأسقاط رموز نظام بوتفليقة الرئيس المستقيل.
رزاقي.جميلة