الأحد , سبتمبر 29 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / ما بين "ثورة البيكيني" و"تخندق السلفيين":
الشواطئ الجزائرية ضحية التجاذبات الإيديولوجية

ما بين "ثورة البيكيني" و"تخندق السلفيين":
الشواطئ الجزائرية ضحية التجاذبات الإيديولوجية

منح الإعلام الفرنسي بمختلف أنواعه زخما كبيرا لما سماها بـ ” ثورة البيكيني ” في الشواطئ الجزائرية، مستلهما من تصريحات بعض الناشطات النسويات الداعية إلى حملة ليوم ” سباحة جمهوري ” في الشواطئ الجزائرية رداً على ما أسمتها حملة ” الظلاميين ” المعادية لحرية لباس المرأة في البحر، في الوقت ذاته تعرف بعض الشاطئ زحفا للسلفيين الذين يمنعون النساء من ارتياد هذه الشواطئ ” السلفية “.
أفاد الإعلام الفرنسي وبعض الإعلام الأوروبي عموما أن الشواطئ الجزائرية على موعد أمس، ليوم تاريخي للسباحة بالبيكيني تقوم به ناشطات نسويات في ولاية عنابة وبجاية تحديدا، ردا على الحملات التي أطلقها ما وصفنهم بـ ” السلفيين ” والمعاديين للحريات الشخصية الذين أطلقوا منذ شهر رمضان الفارط، دعوات عبر مواقع التواصل الإجتماعي ومن خلال الشواطئ لمنع ” التعري ” والتحلي بقيم المجتمع الجزائري المحافظ و الحشمة وغيرها من المصطلحات التي تعرف رواجا في الكثير من الأحيان داخل المجتمع وتم تحذير البنات من أن هناك من سيتم تصويرهن ووضع صورهن على مواقع ” الفايسبوك “، لكن هذه الدعوة تصدت لها مجموعات من الناشطات على ” الفايسبوك ” اللواتي قررن تنظيم يوم للسباحة بالبيكيني عبر الشواطئ الجزائرية يوم 7 أوت أي يوم أمس، لكن لم يحدث ما تم الدعوة إليه مما يطرح حقيقة ما تم الترويج له عبر وسائط التواصل الإجتماعي وكذلك يطرح جدية المواضيع التي تناولتها مختلف وسائل الإعلام الفرنسية بما فيها قنوات وصحف ذائعة الصيت ما وصفتها بـ ” ثورة البيكيني ” في الجزائر يوم 7 أوت وقبلها تم الحديث على يوم للسباحة عارية في شاطئ “تيشي” ببجاية، ولكن كل هذا الأمر لم يحدث. ويبقى الإعلام الفرنسي يروج لما وصفها بـ ” ثورة البيكيني ” في الشواطئ الجزائرية، بالرغم من أن الجميع يعلم أنه لا توجد بتاتا أزمة عنف ضد “البيكيني” في الجزائر، بحيث يمكن زيارة الكثير من الشواطئ في العاصمة، وهران، عنابة وبجاية وتيزي وزو وغيرهم لتشاهد السابحات بالبيكيني وغيره يرتادونها من دون أي مشكلة، وتبقى قضية التحرش مطروحة بقوة بالنظر إلى أن المجتمع الجزائري تكثر فيه هذا النوع من القضايا ليس فقط على مستوى شواطئ البحر وإنما في مكاتب العمل والشوارع، القضية في الأخير أن الدولة والمجتمع فشلا ولو بصورة أحادية في صنع صورة لائقة بهما في الخارج، وتركها لقمة سائغة وحكراً للإعلام الفرنسي القوي ليعجنها مثلما يريد وكيفما يريد.
من جانب آخر، أصبحت تنتشر بعض الشواطئ التي تفرض على مرتاديها الإلتزام الشرعي حيث تسمى في الجزائر بشواطئ ” الإخوة ” أو ” الشواطئ الإسلامية ” وبإطلالة على شاطئ ” المنارة ” بعين البنيان بالعاصمة تستنتج أن الشواطئ في الجزائر تتجه نحو حرب مواقع إن صح التعبير، نتيجة حجم هذا التباين الإيديولوجي بين الإسلاميين ومن يخالفهم الرأي من العلمانيين، ما جعل الشواطئ الجزائرية الخلابة في عوض تنميتها وتطوير البنى التحتية لتنمية السياحة الداخلية تحولت إلى ضحية وكبش فداء ما بين التيارات الإيديولوجية في ظل غياب الدولة عن هذا النقاش وتركه محط سلطة الخارجين عن القانون.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super