يسدل اليوم الستار على الصالون الدولي للخشب والنجارة والمعدات والتكنولوجيات (Algeria Woodtech) والذي انطلقت فعاليته الاثنين المنصرم بقصر المعارض الصنوبر البحري “سافاكس” بالعاصمة، وقد أكد المشاركون فيه من عارضين محلين وأجانب أن الصالون كان فرصة لمعرفة آخر المستجدات والتكنولوجيات في مجال صناعة الخشب، وفرصة لتبادل الخبرات وإبرام اتفاقيات.
و قد شهد المعرض حضورا قويا للشركات من مختلف الجنسيات إضافة إلى شركات وطنية، وكان النصيب الأكبر للشركات التركية باعتبارها ضيفة شرف الصالون، حيث شاركت بأزيد من 30 مؤسسة متخصصة في صناعة و معالجة الخشب، و كذا المتخصصة في صناعة الأثاث و الديكور الخشبي، والمؤسسات المتخصصة في صناعة المعدات المستعلمة في تجفيف وتقطيع الخشب.
و في جولة قامت بها “الجزائر” في الصالون، كان لها حديث مع بعض العارضين المحليين وآخرين أجانب، و قد أعرب الجميع عن امتنانهم لتنظيم هذا الصالون الذي جمع المهنيين والمتخصصين في صناعة الخشب و معداته من مختلف إنحاء العالم، و كان فرصة أمام الجميع للتعرف على آخر ما توصل إليه في عالم صناعة الخشب، والاستفادة من خبرات بعضهم البعض، إضافة إلى أن المعرض حسب العارضين كان فرصة أيضا لخلق شراكات و التعرف على السوق الجزائرية و تحديد احتياجاتها.
شركات وطنية رائدة تفرض نفسها
و في هذا الصدد قال بن سياسي محمد السعيد، رئيس مصلحة المحاسبة التحليلية بمؤسسة الهندسة الريفية فرع شعبة الخشب -مؤسسة عمومية مقرها الرئيسي بولاية باتنة وفرعها بخنشلة- أن الشركة -فرع الخشب- متخصصة في صناعة الشاليهات الخشبية، ولديها زبائن كثر سواء من طرف مؤسسات الدولة أو الخواص أو الأشخاص العاديين.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الشركة ساهمت في إنجاز العديد من المؤسسات التربوية بمادة الخشب، ويرى أنه اليوم أصبح هناك طلبيات لا بأس بها لإنجاز مساكن خشبية عكس السنوات الماضية، و هذا بعد أن أصبح للمواطنين ثقة أكبر في هذا النوع من البنايات والمساكن.
وعن المادة الأولية وإن كانت متوفرة، و عن أسعارها إن كانت مقبولة بالنسبة للشركة، سيما مع ارتفاع أسعار الخشب في السوق العالمية، قال مسؤول قسم المحاسبة، إن الشركة تعتمد بالأساس على الخشب المحلي، سواء الخشب الأحمر أو الأبيض، ونسبة قليلة فقط يتم استيرادها، وأوضح أن الشركة عمومية وتتلقى دعما من الدولة من حيث أولوية إعطاء الصفقات لانجاز الشاليهات و المكاتب و المعدات و غيرها للشركة، ما يجعلها في أريحية، كما أن للشركة –كونها الشركة العمومية الوحيدة المتخصصة في انجاز الشاليهات من الخشب- اتفاقيات بينها وبين مديريات الغابات للحصول على المادة الأولية ومعالجتها واستخدامها في مختلف الصناعات ذات الصلة أو تصديرها.
و عن مشاركة الشركة في المعرض الدولي، قال المتحدث ذاته إنه فرصة للتعرف على آخر ما وصلت إليه التكنولوجيات في مجال صناعة الخشب وتدويره، و فضاء للقاء والتشاور بين المهنيين والفاعلين في مجال صناعة الخشب والنجارة الوطنيين والدوليين، وفرصة للتعريف بالمنتوج الوطني، كما أنه أيضا فرصة لإبرام اتفاقيات.
من جانبها، أكدت ممثلة عن شركة “بوعرد”، و هي شركة خاصة -عائلية- رائدة في مجال تجارة الخشب يتواجد مقرها بشرق البلاد بولاية ميلة، تأسست في أربعينيات القرن الماضي وتخصصت في صناعة الخشب وتحويله في الستينيات، وقد تمكنت الشركة بعد أزيد من نصف قرن من تواجدها من اكتساب خبرة واسعة في هذا المجال.
كما تؤكد ممثلة الشركة أن هذه الأخيرة استثمرت في أحدث التكنولوجيات الصناعية لتطوير وإتقان منتجاتها ما سمح لها بضمان مكانتها وفتح مجال أوسع للمنافسة. وتضم شركة “بوعرد” عدة وحدات، وحدتان لنشر و تقطيع الخشب، ووحدة التقشير ووحدة الصفائح.
واعتبرت ممثلة الشركة أن الصالون الدولي فرصة كبيرة أمام الشركة للتعرف على مستجدات صناعة الخشب في أوروبا وآسيا و ومن كل مناطق العالم، واكتساب خبرات وتقنيات جديدة قد تكون مستحدثة.
شركات تركية تبحث عن مكانة لها بالسوق الجزائرية
أما من تركيا فعرضت العديد من الشركات المتخصصة في صناعة الخشب و تدويره و صناعة المعدات التي تدخل في صناعته، جديدها، و في هذا السياق تقربت “الجزائر” من شركة تركية وهي “مايماك” متخصصة في صناعة معدات التقطيع و صناعة الأبواب الخشبية، وأكد المدير الفرعي للشركة، أحمد توركدونمار، أنه هذه الزيارة الأولى للشركة بالجزائر، و مسؤولو الشركة ممتنون لمشاركتهم في هذا المعرض، ويعتبرون أن السوق الجزائرية سوق واعدة ولديها سمعة جيدة في تركيا وهذا ما يشجع الشركات التركية على القدوم إلى الجزائر.
وقال إن هناك اهتماما كبيرا للتجار الأتراك بالسوق الجزائرية، بالنظر للتسهيلات التي تمنحها الجزائر للمستثمرين.
للتذكير، شارك في الصالون الدولي ستين عارضا من عدة دول، من بينها ألمانيا والصين وإيطاليا وبلغاريا والولايات المتحدة الأمريكية و كذا تركيا تمثلها أكثر من 30 شركة.
رزيقة. خ