كان الموعد أول أمس خلال فعاليات الصالون الدولي للكتاب في طبعته الخامسة والعشرين، مع ندوة “ثورة التحرير، تضامن الشعب الايطالي مع القضية الجزائرية”، والتي سلطت الضوء على المواقف الصارمة التي اتصف بها الايطاليون في نصرة الثورة التحريرية العظمى.
وقد استعرضت الكاتبة الإيطالية برونيا بانياتو، كتابها “ايطاليا وحرب الجزائر 1954-1962” لمترجم إلى اللغة الفرنسية بدار دحلب في انتظار ترجمته إلى العربية نهاية العام الجاري، وقالت أن الحكومة الإيطالية في خمسينات القرن الماضي اتبعت سياستين واحدة صريحة رسمية وثانية ضمنية، مبرزة أنّ الحكومة الإيطالية سعت للحفاظ على علاقاتها الطيبة مع فرنسا وحلف الشمال الأطلسي، وفي نفس الوقت وتحت ضغط الرأي العام ساندت الثورة الجزائرية بشكل ضمني.
وأشارت بانتيانو إلى أنّ إيطاليا أرادت النهوض بنفسها بعد حرب عالمية مدمّرة وكذا العودة إلى منظمة الأمم المتحدة. كما سعت إلى البحث عن مصادر ثروات جديدة خارج حدودها لمواجهة النمو الاقتصادي الذي عرفته في تلك السنوات، كما توقفت بانياتو عند دعم الإعلام الإيطالي للثورة الجزائرية، مستدلة بمحاورة التلفزيون الحكومي لفرحات عباس. وتنظيم مظاهرات أمام سفارة فرنسا بروما.إلى جانب تنظيم أسبوع إعلامي حول القضية الجزائرية، وملتقى شارك فيه الرئيس الإيطالي والمناضل علي بومنجل، ما اعتبرته فرنسا دليلا على اصطفاف إيطاليا إلى جانب الجزائر.
من جهته، تناول اندريا برازودورو وقوف التيار اليساري مع طلب استقلال الشعب الجزائري من الاستعمار الفرنسي، حيث كانت المقاومة الجزائرية تذكرهم بمقاومتهم ضد الفاشية. وتحدث عن الترجمات الكثيرة للكتب التي تناولت الثورة الجزائرية والتعذيب، إلى اللغة الإيطالية وتأتي في مقدمتها ترجمة كتاب هنري علاق “السؤال” حيث ترجمة عنوانها إلى “التعذيب“.
أما ممثل مؤسسة فلترينلي، تارنتينو، فاستحضر مسار الناشر جاميجا كيموفلترينلي الذي إهتم كثيرا بنشر كتب مساندة للثورة الجزائرية ليس في ايطاليا وحسب بل حتى في فرنسا لتعريف الرأي العام العالمي بالقضية الجزائرية. واعتمدت ارنتينو، على وثائق المؤسسة لتبيان المساندة القوية للمناضلين الجزائريين من قبل فلترينلي.
صبرينة ك