شهد الصالون الدولي لمعدات السيارات وقطع الغيار المقام بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، وتختتم فعاليته اليوم الخميس، مشاركة العديد من المعارضين المحليين، إضافة إلى عارضين من مختلف الجنسيات، منهم من كانت لديهم تجربة سابقة بالسوق الوطنية، ومنها من يكتشفونها لأول مرة ويرغبون في إيجاد مكانة لهم بها، خاصة وأنهم يعتبرونها سوقا حيوية وبها فرصا للجميع.
شركات وطنية رائدة في التصنيع وأخرى في الإستيراد والتوزيع
تشارك في المعرض شركات وطنية خاصة، منها المتخصصة في استيراد قطع الغيار وإعادة بيعها، ومنها شركات تنتج قطع غيار وتطمح لأن تكون شريكا في عملية تصنيع السيارات التي ستباشرها الجزائر قريبا، عن طريق إنتاج قطع غيار جزائرية 100 بالمئة للمساهمة في الرفع من نسبة الإدماج.
ومن بين هذه الشركات، شركة”FTB” المتخصصة في صناعة قطع غيار السيارات المصنعة من مادة البلاستيك، منها قارورة مياه السيارات، مقياس الزيت ومروحة التبريد، ومنتجات أخرى سيتم إنجازها قريبا.
وفي هذا السياق، أكد المسؤول التجاري بالشركة، ضياء الدين، أن “الشركة تنتهج سياسة تصنيع قطع غيار ذات جودة تراعي فيها رغبات الزبائن، وطرح منتجات منافسة للمنتجات المستوردة وذات مقاييس عالمية”.
وأضاف أن “الشركة تقوم بتغيير المحفظة الإنتاجية على حسب احتياجات ومتغيرات المحيط”، وأشار إلى أن الشركة ستقوم الأيام القادمة باعتماد شهادة ايزو 9001” من أجل رفع جودة وأداء الشركة.
أما شركة “UTA” لمعدات المرآب، فقد أكد مسؤولها التجاري، مهلوب طارق، في تصريح لـ”الجزائر” أنها “شركة جزائرية، متخصصة في استيراد وإعادة البيع على الحالة لمعدات المرآب، بداية من المعدات الثقيلة من الجسر الرافع إلى المعدات الخفيفة”.
وأضاف المتحدث ذاته أن منتجات الشركة تستورد من 11 بلدا منها: إيطاليا، ألمانيا، وفرنسا، والهدف من المشاركة في المعرض الترويج أكثر لمنتجات الشركة لإثبات ريادتها في السوق الوطنية.
وأشار إلى أن الشركة لديها العديد من نقاط البيع عبر الوطن وتغطي ما يقارب 30 بالمئة من احتياجات السوق الوطنية فيما يتعلق بمعدات المرآب والتصليح.
شركات تركية تبحث عن التفرد
تشارك المؤسسات التركية المتخصصة في صناعة قطع الغيار بقوة في الصالون الدولي للسيارات وقطع الغيار بالجزائر، والمتجول في الصالون يلاحظ عددا كبيرا من هذه الشركات، كل واحدة متخصصة في إنجاز نوع معين من قطع الغيار، منها من لديها زبائن بالجزائر وترغب في توسيع مبيعاتها بالسوق الوطنية، ومنها من تبحث عن مكانة لها وتتواجد بالجزائر لأول مرة.
وكمثال عن إحدى الشركات التركية المشاركة في المعرض، شركة”يافيزسان” والمتخصصة في إنتاج المكابح سواء الخاصة بالسيارات أو الشاحنات الخاصة بنقل البضائع ذات الحجم المتوسط، ومشاركتها في المعرض تعد الثانية لها في أقل من سنة، حيث كانت قد شاركت في الطبعة السابقة، وتمكنت من كسب زبائن لهان وهي تشارك من أجل إثبات ذاتها في السوق الوطنية وخلق شراكات جديدة.
وقال ممثل الشركة ايمو كوسكين، إن الشركة متخصصة في المكابح ولديها أزيد من 1400 صنف، ومنتجاتها تتميز بجودتها وسعرها التنافسي وهذا ما جعل زبائنها الجزائريين يطالبونها بتزويدهم بالمزيد من هذه المعدات.
فيما شركة تركية أخرى تسمى”جاباك” متخصصة في قطع غيار لعلامة سوزوكي ومتسوبيشي اليابانية، فقد أكد مسؤول التصدير بها جابر طاهر، أنها “تتواجد بالجزائر منذ 2016، تشتغل قطع الغيار الخاصة بالمحركات والفرامل، وتشارك كل سنة بالمعارض التي تقام بالجزائر”.
وأضاف أن السوق الجزائرية سوق حية، وتعتبر السوق الثانية بالنسبة لمنتجات شركتهم التي تصدر إلى 62 دولة، كون القطع اليابانية في السوق الجزائرية مطلوبة بكثرة.
شركات روسية تبحث عن مكانة لها بالسوق الوطنية
تتواجد بالمعرض الدولي للسيارات وقطع الغيار، شركات روسية متخصصة في صناعة قطع الغيار، ومنها شركة “OKB MEL” تنتج معدات التغذية والتحويلات الكهربائية داخل السيارات والتي لها علاقة بالمحرك، وشركة “AVTOELEKTRONIKA” المتخصصة هي الأخرى في صناعة معدات وكوابل كهربائية، وأيضا كل من شركات “KMKzavod”، و”AVTOESIVER” المتخصصة في معدات إصلاح هيكل السيارات.
وأكدت ممثلة الشركات الروسية، تيموفيرا كسانيا، في تصريح لـ”الجزائر” اهتمام الشركات الروسية بالسوق الجزائرية، ومشاركتهم في المعرض لبحث ودراسة هذه السوق، كما تبحث عن شريك جزائري لتمثيل هذه الشركات بالجزائر، كما أكدت أن العلاقات القوية التي تجمع الجزائر وروسيا محفز كبير للشركات الروسية للتواجد بالسوق الجزائرية.
وأضافت المتحدثة ذاتها، أن هذه الشركات لديها زبائن بـ30 بلدا، وهي تريد التوسع أكثر، ولديها زبائن في عدد أيضا من الدول العربية والإفريقية، لكنها ترى أن تواجدها بالجزائر لديه ميزة خاصة بالنظر لحجم العلاقات القوية والتاريخية بين البلدين، فالأولوية للجزائر.
شركات صينية تطمح لإنجاز مصانع لقطع الغيار بالجزائر
أما الشركة الصينية “joycen lgnition coil “، والمتخصصة في صناعة مبردات ولفافات السيارات، فهي بدورها تبحث عن مكانة لها في السوق الوطنية، خاصة أنها تشارك ولأول مرة في صالون قطع غيار بالجزائر.
وفي هذا الصدد، أكدت مديرة التسويق بالشركة، أن المشاركة في الصالون الدولي فرصة للتعرف على السوق الجزائرية ودراسة متطلباتها، إضافة إلى أنه فرصة للتعرف على شركاء جزائريين، يمكن التعامل معهم مستقبلا، وترى أن السوق الجزائرية واعدة، وبها فرص كبيرة، خاصة بعد قرار الجزائر بالسماح مجددا باستيراد السيارات والعودة أيضا إلى تصنيع السيارات.
وأضافت ممثلة الشركة الصينية لـ”الجزائر” أن هذا القرار يسمح بحركية أكبر لسوق قطع الغيار”فكلما كانت سيارات أكبر تتحرك كلما كان هناك احتياج أكبر لقطع الغيار”، وكشفت في هذا السياق على رغبة الشركة في فتح مصنع لقطع الغيار بالجزائر مستقبلا.
شركات فرنسية تعرض منتجاتها لـ”سيارات ذكية”
أما أوجودي كريم مدير التسويقات بالشركة الفرنسية “launch” المختصصة في صناعة معدات تشخيص السيارات، ومعدات ورشات التصليح، فقال في حديثه مع “الجزائر” أن “الشركة تشارك في الصالون بغرض التعريف بمنتجاتها في السوق الجزائرية، وعرضها على زبائن الشركة المعتادين وعلى زبائن جدد محتملين”.
وأضاف ممثل شركة “لانش” الفرنسية، أن منتجاتها خاصة في جانبها المتعلق بمعدات تشخيص السيارات، تخضع لمعايير جد متطورة وتماشيا مع التطورات التي بلغتها صناعة السيارات في العالم والتي تحولت اليوم إلى “سيارات ذكية” ما يتطلب ولتشخيصها معدات ذكية كذلك.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن هناك طلب معتبر من قبل متعاملين جزائريين في مجال السيارات على منتجات الشركة، كونهم لديهم معرفة مسبقة بها، وهم من الزبائن الدائمين لها.
ويرى أوجودي أن السوق الجزائرية تطورت في السنوات الماضية، وسيارات اليوم في الجزائر أو في غيرها من الدول، بحاجة إلى تشخيص متخصص ومتطور وذكي، وهذا ما يجعل من الضروري ربطها بمعدات دقيقة بإمكانها تشخيص وضعية السيارات، وشركتنا تقدم مثل هذه المعدات ونعمل على أن تكون مواكبة دائما لهذه التطورات الحاصلة في مجال تصنيع السيارات.
وبخصوص عودة الجزائر لاستيراد السيارات وتصنيعها، فيراه المتحدث ذاته “أمر إيجابي” للغاية، لتجديد حظيرة السيارات في الجزائر، وهذا بالنسبة لشركته فرصة كبيرة لإيجاد زبائن جدد لها في الجزائر، فتجديد السيارة يعني تجديد كل المعدات المرتبطة بها ومنها معدات التشخيص الذكية، لاسيما وأن شباب اليوم يهتم كثيرا بكل ما هو تكنولوجي وعصري.
رزيقة. خ