سيشهد الدخول الجامعي المقبل، استحداث تخصصين جديدين في مجال الصيدلة: الأول يتمثل في صناعة المنتجات الصيدلانية وأعوان في الصيدلة تكون فيهما أولوية التسجيل لحاملي شهادة البكالوريا شعبة العلوم التجريبية كأولوية أولى تليهم شعبة الرياضيات، ويتم الترتيب على أساس المعدل الموزون والمحسوب الذي ينبغي أن يساوي أو يفوق 12/20 فيما تأتي شعبة تقني رياضيي كأولوية ثالثة ويكون المعدل يساوي أو يفوق 13/20.
اعتبر الصيادلة أن هذين التخصصين يأتيان في إطار الديناميكية التي يعرفها قطاع الصناعة الصيدلانية، لاسيما بعد عامين من تأسيس وزارة خاصة به والرغبة في استحداث التخصصات التي من شأنها سد احتياجات هذا الميدان.
ثمنت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص استحداث تخصص عون صيدلي في الجامعات، وذلك من باب القضاء على التوظيف العشوائي وتقديم خدمة نوعية للمواطنين من خلال موظفين ذوي كفاءة ومتخرجين من الجامعة.
وفي هذا الصدد، ذكر نائب رئيس نقابة الصيادلة الخواص، كريم مرغمي، أن هذا التخصص الجديد كان من مطالب النقابة خلال السنوات الأخيرة، وأضاف المتحدث في تصريح لـ”الجزائر” أن “قطاع الصيدلة كان بحاجة كبيرة لمثل هذا التخصص وذلك لسد الفراغ الموجود حاليا من حيث عملية توظيف الكفاءات على مستوى الصيدليات ومن لهم تكوين في هذا الميدان بغية تقديم خدمة ذات نوعية للمواطن”.
وتابع المتحدث أن “استحداث هذا التخصص جاء بعد التوقيع على اتفاقية بين النقابة الوطنية للصيادلة الخواص وكلية الصيدلية شهر فيفري الفارط، لفتح هذا التخصص بداية من هذا السنة وهو الأمر الذي نثمنه كثيرا ولأنه أيضا كان من بين مطالبنا بغية امتصاص البطالة وتوفير مناصب شغل أخرى في قطاع الصيدلة”.
وتابع المتحدث “تخصص عون الصيدلي الذي تم اعتماده في كلية الصيدلة لهذه السنة جاء لمساعدة الصيدليات في مهامهم اليومية لاسيما وأن النشاطات التي تمارسها اليوم تطورت وهي بحاجة إلى كفاءات لتقوم بها إضافة لمهام الصيدلي والصيدلي المساعد”.
وأشار ميرغمي إلى أن عون الصيدلي والصيدلي المساعد الموجود حاليا مختلفين تماما عن بعضهما ولا يمكن القول أنهما متشابهان من حيث المهام، مؤكدا أن عون صيدلي متكون في الصيدلة بشهادة ليسانس على عكس الصيدلي المساعد المتكون في الجامعة برتبة دكتور لمدة 6 سنوات وله مهام مختلفة تماما عن عون الصيدلي ويمكن أن يعوض الصيدلي في حالة غيابه في عملية بيع الأدوية للمرضى.
وتابع أن كثيرين ذهبوا ليقول ما الفائدة من استحداث عون صيدلي، في الوقت أن الصيدلي المساعد موجود الآن متناسين أن الصيدلي والصيدلي المساعد لهم نفس التكوين والرتبة وتم اللجوء لاستحداث هذا المنصب بغية امتصاص البطالة الموجودة، فلا فرق بين الإثنين.
وأضاف في السياق ذاته أن أكثر من 4500 صيدلي مساعد يشتغلون في الصيدليات، واستحداث عون الصيدلي جاء ليسد الفراغ الذي كان موجودا، فهو سيلعب دور الممرض، إن صح التعبير.
واعتبر مرغمي أن من يدرس تخصص عون صيدلي سيدرسه برتبة ليسانس وسيكلف في الصيدليات عند توظيفه بتوضيب الأدوية ومتابعة المخزون وجرده، بما يعني أن مهامه ستكون بسيطة ولا يكلف بصرف الأدوية للمرضى.
من جانبه، أكد رئيس النقابة الوطنية للصيادلة المعتمدين، توفيق بن طويل، بأن الدخول الجامعي المقبل عرف إعادة بعث تخصص صناعة المنتجات الصيدلانية، الذي قال بأنه “كان موجودا في السابق يدرس في كلية الصيدلة بجامعة عنابة بتخصص مهندس الطرائق الصيدلانية قبل أن يلغى ويدرس تخصص صيدلة فقط”.
فيما اعتبر بأن استحداث منصب عون صيدلي خطوة إيجابية، غير أنه لا فرق بينه وبين الصيدلي المساعد الذي لم يصدر المرسوم التنفيذي الخاص به إلى غاية الساعة.
وذكر بن طويل في تصريح لـ”الجزائر” أن “تخصص صناعة المنتجات الصيدلانية كان موجودا في السابق، بل تم إعادة بعثه فقط وهو أمر إيجابي”، وفيما يتعلق بالتخصص الجديد عون صيدلي أكد بإيجابية التوجه ولكن السؤال الذي يطرح بحسب المتحدث ما الفرق بينه وبين الصيدلي المساعد؟، قبل أن يعتبر أنه من وجهة نظره المهام متشابهة.
وتابع في السياق ذاته، قائلا: “في قانون الصحة مادة تتحدث عن الصيدلي المساعد غير أنه ولغاية الساعة لا يوجد مرسوم تنفيذي خاص به، لهذا نطالب بالإسراع في الكشف عنه، ولابد أيضا من إيجاد حل للكم الهائل من البطالين في قطاع الصيدلة”.
زينب. ب