تسعى الصين الى تنظيم منتدى يجمعها بدول من القارة الإفريقية شهر سبتمبر المقبل من اجل الارتقاء بالعلاقات الودية بين الطرفين إلى مستوى أعلى.
ويعزز منتدى التعاون الصيني الإفريقي ببكين التوافقات الإستراتيجية بين الجانبين ، وسوف يرسم هذا الحدث أيضا مسار تنمية العلاقات المستقبلية.
و يهدف المنتدى إلى التنسيق بين مبادرة الحزام والطريق وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة وأجندة الاتحاد الإفريقي 2063 وإستراتيجيات التنمية الخاصة بالدول الإفريقية. كما سيسعى إلى تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب وتحقيق تعاون جديد بين الدول النامية .
وقال رئيس جمعية العلاقات الجزائرية الصينية الدكتور “اسماعيل دبش” في تصريح لوكالة الأنباء الصينية “شينخوا ” أن العلاقات بين الصين والدول الإفريقية تاريخية حيث ساهمت الصين في ودعمت تحرير الدول الإفريقية من الاستعمار الغربي، ومن ثم فالعلاقات بين البلدين قديمة جدا وشهدت تطورا كبيرا خاصة في الشق الاقتصادي.
و أن حجم التعاون الاقتصادي وصل في السنوات الأخيرة إلى
180 مليار سنويا، بعدما كان يتراوح حجمه بين 20 و30 مليار دولار قبل 20 عاما.
وتمكنت الجزائر في ايطار الشراكة بين البلدين من بناء مصفاة لتكرير البترول في منطقة أدرار ،فضلا عن وجود ست مصافي أخرى في طور الإنجاز، و أكد ذلك وزير الصناعة يوسف يوسفي ،وأنه بعد دخول هذه المصافي الخدمة، فإن الجزائر ستستغني عن استيراد البنزين الذي يثقل كاهلها.
و أضاف دبش أن العلاقات الصينية الإفريقية نمت بشكل كبير بل وتضاعفت ارتكازا على مبدأين أساسيين وهما المنفعة المتبادلة والشراكة.
وأن “ما تقوم به الصين في إفريقيا قائم على الإرادة السياسية والاقتصادية للدول الإفريقية ويعني أن هناك شراكة إفريقية – صينية”، ضاربا مثالا على ذلك بالشراكة القائمة بين الصين والجزائر .
و ذكر دبش أن التعاون الصيني – الإفريقي والتعاون الصيني – العربي والتعاون الصيني – الدولي بصفة عامة قائم منذ عام 2013 على إستراتيجية الحزام والطريق.
اذ تريد الصين أن تقيم علاقات اقتصادية من أجل تنمية الدول التي تستثمر فيها وتقيم معها علاقات اقتصادية سواء في إفريقيا أو آسيا أو العالم العربي”.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد دعا مؤخرا في جنوب إفريقيا خلال قمة بريكس إلى ضرورة أن تحدد الدول الإفريقية برامج وأولويات اقتصادية، وأن الصين من جانبها مستعدة لدعم هذه الأولويات والبرامج .
ويقابل تعاظم حجم الاستثمارات الصينية بالجزائر تراجع نظيرتها الفرنسية التي سجلت تراجعا ملحوظا منذ ثلاث
سنوات، حسبما أكده سابقا سفير الجزائر بفرنسا عبد القادر مسدوة، مشيرا إلى الحصة “الهامشية” في الجزائر للاستثمارات المباشرة الفرنسية خارج المحروقات.
وكانت الجمعية الوطنية “البرلمان ” بفرنسا قد اصدر بيانا منذ فترة وجيزة ينبه الحكومة الفرنسية لتراجع حجم الاستثمارات بالجزائر مقابل ارتفاع رهيب للتواجد الصيني في المنطقة .
وطالب نواب من البرلمان الفرنسي من الحكومة،تدارك هذا التراجع ،والعودة بقوة إلى المنطقة لتنويع من مزيد الاستثمارات خارج قطاع الخدمات والمحروقات .
وسارعت باريس منذ مطلع السنة الى توقيع 19 اتفاقية مع الجزائر في إطار اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى في المجال الصناعي وقطاعات أخرى مثل التكوين.
وكشف السفير الفرنسي كزافيي دريانكورعن وجود مشاريع أخرى غير معلن عنها بسبب المفاوضات والمحادثات الجارية بين الشركاء.
رفيقة معريش