اقترح الوزير السابق للتعليم العالي والبحث العلمي، الطيب بوزيد، اعتماد استراتيجية محكمة تتضمن أربعة جوانب هامة، وجهها للأسرة الجامعية لنجاح الموسم الجامعي في ظل وباء “كورونا”.
وأوضح الطيب بوزيد عبر صفحته الرسمية ” الفايسبوك” إننا “نعيش حاليا وضعية غير مسبوقة تحتم علينا جميعا أن نتشاور ونتناقش فيما بيننا، ليس فقط من أجل أن نتمكّن من إنقاذ أرواح بشرية، بل أيضًا من أجل إنقاذ المستقبل البيداغوجي والعلمي لطلبتنا الأعزاء”، موضحا أنه على الرغم من أن الفترة المعتادة لعطلة الربيع قد انقضت، إلا أن استمرار الإحساس بعدم النشاط مازال ينتاب الجميع، ومع العلم أنه يستحيل في الوقت الراهن تقديم دروس وفق النمط الحضوري لأسباب صحية وأمنية، إلا أنه يمكن على الأقل اقتراح دروس وعمليات بيداغوجية أخرى عن بعد، لتمكين الطّالب، وهو في بيته، من الحصول على دروسه.
وأوضح المتحدث ذاته، إن هذا الأمر يتطلب اعتماد استراتيجية محكمة تتضمن أربعة جوانب هامة، أبرز في مقدمتها الجانب النفسي، حيث من الضروري أن يقوم الأساتذة، على الرغم من وجودهم في حالة حجر صحي في منازلهم، بالتوقيع عن طريق الخطّ على محاضر استئناف العمل لدى المؤسسات الجامعية المعنية، مبرزا أن هذا الفعل سيعطي الانطباع بالنسبة للأستاذ والإدارة على حد سواء بأن العمل قد تم استئنافه فعلًا، فضلا على أنه سيسمح للإدارة بمتابعة العمل المنجز من قِبل الأساتذة وتأطيره”.
وأشار الوزير السابق، إلى أنه “ينبغي أن يتأكد الأساتذة من مدى تقبّل دروسهم من قبل الطلبة، والتّأكّد فعلًا من أنهم بصدد متابعة الدروس، من خلال ملء بطاقات المتابعة البيداغوجية، ودعوتهم إلى توقيع إثبات حضورهم عن طريق الخط”.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه يجب يجب على وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وكذا المؤسسات العاملة في مجال الاتصالات أن تقترح عروض أنترنيت ذات أسعار تنافسية لفائدة الطّلبة، كما يجب على هذه الهيئات أيضًا أن تقترح منصات مجانية مخصصة للدروس على الخطّ والمحاضرات المرئية لفائدة الطّلبة، وذلك حتى لا يشعر ذوو الخصاصة منهم بالحيف والظّلم من جراء اللجوء إلى هذه الطرائق الجديدة للتعليم.
أما بخصوص الجانب البيداغوجي، ركز الطيب بوزيد على أن تكون الدروس مخففة وأن تحافظ على طابعها التفاعلي، لتمكين الأساتذة لطلبتهم بإعادة تنظيم الدروس التي سبق إرسالها لهم في شكل Word أو PDF، عبر سلسلة من التمارين التطبيقية من خلال حذف الجمل أو التّعابير الأكثر أهمية أو الصيغ أو كل ما يراه الأستاذ هاما.
وفي سياق متصل، دعا الوزير السابق الاساتذة الجامعيين ان يتيحوا للطالب إمكانية التواصل المباشر مع أستاذه عبر البريد الإلكتروني المهني من أجل استشارته، وإمكانية لجوء الأساتذة لاستعمال عدد من التّطبيقات على غرار “فيبر “أو “مسنجر”، لإرسال دروسهم للطّلبة الذين لا يتوفرون على حواسيب، حيث يمكنهم، على الرغم من ذلك، استعمال هواتفهم الذّكية التي عادة ما تكون أقل كلفة من الحواسيب، فضلا عن أن استعمالها غالبا ما يكون سائدا في أوساط الطلبة.
كما أوضح المتحدث ذاته، أنه ينبغي على المؤسسات العاملة في مجال الاتصالات أن تؤدي دورا هاما في إنجاح هذه العملية، وذلك بتقديم عروضٍ خاصة مثل الأنترنيت، هواتف ذكية، لوحات رقمية لفائدة الأساتذة والطلبة بأسعار تنافسية.
وابرز الطيب بوزيد في الجانب الصحي على دور الاطباء والممرضين والنفسانيين، موضحا “إنني أعلم أن كل جامعة أو مؤسسة للتعليم العالي تضم ضمن مستخدميها أطباء وممرضين ونفسانيين، إنما يقع على عاتقها وضع سياسة صحية ترمي إلى المواءمة بين الأولويات الوطنية والاحتياجات الحقيقية للمؤسسات الجامعية في مجال الصحة، لاسيما بعد التجربة المستخلصة من هذه الجائحة، مشيرا أنه ينبغي أن يعمل الأطباء والممرضون بالتعاون الوثيق مع المصالح الصحية على مستوى الولاية على وضع مخطّط صحي للمجمع الجامعي على غرار الجامعة والإقامات الجامعية من أجل ضمان عودة محتملة للطلبة بدون مخاطر، وإطلاع المسؤول الأول على كل التدابير المتخذة.
وبذات الصدد، اقترح المتحدث ذاته، أن يستعد النفسانيون من أجل القيام بمرافقة محتملة للطلبة والأساتذة الذين فقدوا أحد أقاربهم بسبب هذه الجائحة، أو الذين عانوا من أعراضها المرضية، وأن يقوم النّفسانيون بمرافقة الطلبة الذين يعانون من التوتر والإجهاد الناجمين عن تخوفهم من تضييع السنة الأكاديمية بسبب الحجر الصحي أو بسبب عدم قدرتهم على متابعة الدروس على الخط.
وفي سياق متصل، خص بالذكر الجانب الاتصالي وكيفية يمكن اعتماد نمط اتصال يكون بسيطا وفعالا، يسمح للأسرة الجامعية بأن يكون في تواصل طوال فترة المحنة، مضيفا أنه ينبغي على المؤسسات الجامعية أن تنشئ موقعا إعلاميّا خاصّا بجائحة كورونا فيروس (كوفيد-19) على النحو الذي يمكن الأسرة الجامعية من الاطّلاع باستمرار أولًا بأول على كل المعلومات ذات الصلة، بما فيها العمليات المبادر بها على مستوى الجامعة، العمليات المبادر بها في مجال البحث والمخابر وكذا المعلومات لفائدة مستخدمي الجامعة، ومعلومات تتعلق بالدروس والأعمال الموجهة، والأعمال التطبيقية لفائدة الطلبة، مشيرا الى اضافة معلومات تتعلّق بطلبة دراسات ما بعد التدرج، ومناقشة الرسائل، والاستعمالات المخبرية، ومعلومات ومصادر لفائدة الأساتذة والعمال وكل ما يتعلق بخصوص كوفيد-19.
أميرة أمكيدش
الرئيسية / الوطني / ركز على أربعة جوانب مهمة:
الطيب بوزيد يقترح اعتماد استراتيجية محكمة لإنجاح السنة الجامعية
الطيب بوزيد يقترح اعتماد استراتيجية محكمة لإنجاح السنة الجامعية