الجمعة , نوفمبر 22 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / في الذكرى 17 لحدوثها:
العاصميون متخوفون من تكرار سيناريو فيضانات باب الوادي

في الذكرى 17 لحدوثها:
العاصميون متخوفون من تكرار سيناريو فيضانات باب الوادي

تحل اليوم الذكرى السابعة عشرا لفيضانات باب الوادي التي خلفت 733 ضحية بشرية، في حالة نست فيه مدينة باب الوادي الحادثة، وإن لم ينسها سكانها، إذ شهدت العاصمة في هذا واحدة من أشد محنها، كان القدر قد خبّأها للعباد امتحانا لهم.. كانت كارثة على منطقة باب الوادي وأعاليها، كارثة مهّدت لها أياد بشرية، ولم يغش الليل نهار ذلك اليوم 10 نوفمبر الغاضب إلا وقد فعلت الأقدار في باب الوادي ما فعلت، إذ أخذت الأمطار المتهاطلة ليلة كاملة دون انقطاع في التدفق والتجمع بداية من بوزريعة ونزولا على بوفريزي وتريولي، جارفة معها كل ما في طريقها، ولتكون آخر نقطة تصل إليها الأوحال الجارفة شاطئ البحر الذي اكتسى بلون الدم والوحل، بحر غاضب هائج مائج أثار الرعب في كل من سوّلت له نفسه التدخل والإنقاذ.

وأهم ما يميز الذكرى هذه السنة هو تزامنها مع فيضانات مشابهة مست منذ أسابيع معدودة بعض أحياء العاصمة على غرار حسين داي والقبة وبعض الولايات الأخرى الأمر الذي يجعل الجميع يفكر في ضرورة اتخاذ تدابير وقائية لتفادي كوارث كهذه.

فتعد فيضانات باب الوادي أضخم فيضانات مست الجزائر لحد الآن نظرا للأضرار التي نتجت عنها سواء كانت بشرية أو مادية، إذ تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أكثر من 733 ضحية منهم 683 شخص لقوا مصرعهم بمحيط أزقة باب الوادي القديمة بالجزائر العاصمة، وذلك دون النظر إلى الخسائر المادية التي أحدثتها، والتي تضاف إليها الجهود التي قامت بها الدولة قصد إعادة إسكان من تضررت منازلهم، وقبلها التكفل بإيواء المتضررين سواء تعلق الأمر بالجانب المادي أو النفسي المعنوي كما أن هذه الكارثة التي لازالت إلى اليوم راسخة في ضمير سكان أحياء باب الوادي العتيقة وكل من كان يوم 10 نوفمبر 2001 بالعاصمة، نظرا لأن الزائر اليوم إلى باب الوادي 2008 يلحظ الاختلاف الكبير الذي حصل.

17 سنة تمر على الكارثة و لا شيء تغير

17 سنة تمر على الكارثة الطبيعية غير أنه ولا شيء تغير، فلا مخططات ولا دراسات تقنية جادة لمواجهة غضب الطبيعة رغم أن الفيضانات تتكرر سنويا وبمناطق مختلفة من الوطن ما يدعو للقلق ودق ناقوس الخطر لتجنب ما لا يحمد عقباه، سيما وأن كل المؤشرات والدراسات المنجزة من طرف الخبراء تؤكد على أن التغيرات المناخية تسوء من سنة لأخرى وتستدعي إجراءات استثنائية..

20 دقيقة تغرق العاصمة

أدى تساقط أولى أمطار الخريف على العاصمة لمدة لم تتجاوز نصف ساعة في الشهر الفارط حالة استنفار قصوى عبر العديد من الأحياء والطرق والأنفاق التي غمرتها المياه وتسببت في فيضانات عارمة، أدت إلى شلل في حركة المرور وانسداد مس حتى مؤسسات عمومية على غرار محطة مترو الحراش و الترامواي ومستشفى نفيسة حمود (باني سابقا) بحسين داي.. مما أثار مخاوف و رعب لدى المواطنين من تكرار نفس سيناريو فيضانات باب الوادي.

وفضحت الصور والمشاهد التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي وحتى شهادات السكان من البلديات والأحياء التي غرقت في مياه الأمطار على غرار حسين داي والقبة وشارع جيش التحرير وحي المعدومين المعروف باسم ”رويسو”… تقاعس السلطات المحلية والغياب التام لعمليات تهيئة قنوات صرف المياه التي أصبحت تسبب في كل مرة تتهاطل فيها الأمطار فيضانات تؤدي إلى خسائر مادية وحتى بشرية رغم تصريحات المسؤولين المحليين بالقضاء على هذا المشكل.

غرق مستشفى بارني و”الترامواي” و”ميترو” العاصمة

غرق شارع طرابلس الرئيسي بحسين داي في دقائق معدودات فقط بعد بدء تساقط الأمطار، حيث غمرت المياه المحلات، في حين بقي ركاب الترامواي رهائن داخل العربات بعد تعطل هذا الأخير بسبب ارتفاع منسوب المياه في الطرق.

حسين داي .. مهددة بالانهيار

شهدت البلدية وقع سقوط شرفة على شخص أربعيني كان مارا بمحاذاة شارع طرابلس في بلدية حسين داي، وأردته قتيلا، عادت الحادثة مجددا بعد غرق البلدية في مياه الأمطار التي سقطت مؤخرا و بالتحديد في الأسابيع الماضية أين تكررت الحادثة نفسها، أين كان شخص كهل على مستوى الشرفة لتسقط هذه الأخيرة في بضع لحظات مخلفة إصابة بليغة و أدخلته حياته في مرحلة خطيرة، و على وقع هذه الأحداث فقد خرج العديد من المواطنين و ساكني أحياء البلدية محتجين على هذه الأوضاع المزرية التي تعيشها البلدية، و على حسب ما نشرته مصادر إعلامية فإن رئيس بلدية حسين داي قد طالب مصالح الولاية بالخروج من أجل وضع معاينة ميدانية للحادثة و انتظار ما ستسفره عنه مصالح ولاية الجزائر بعد اطلاعها على تقرير المعاينة، و وضح أيضا أن السقوط يأتي كون البنايات هي من وقت الاستعمار و كذا الوتيرة البطيئة التي يعمل بها المقاولون المعنيون بترميم مثل هذه العمارات في حين وضح أن ترميم البنايات يأتي على حسب هشاشة البناية و خطورة سقوطها.

70 بالمائة من بنايات العاصمة مهددة بالانهيار

كشف عبد الحميد بوداود، رئيس المجمع الجزائري لخبراء المهندسين و المعماريين في حوار خص به جريدة “الجزائر” أن السبب الرئيسي لتساقط الأبنية هو قدم العمارات كونها مشيدة منذ وقت الاستعمار و هذه الأخيرة هي ما تحتويه العاصمة ،كما لا يمكن نفي أن المياه هي هاجس البناء، فيما يبقى أي اهتزاز طفيف ليس من حركة الترامواي وإنما من حركة هدم لجدران أو ما شابه سببا في سقوط واجهة، أو شرفة..،

وأضاف العاصمة بأكملها و بنسبة 70 بالمائة تعاني من المشكل بالنظر إلى بلديات سطاولي، الجزائر الوسطى، بلوزداد، حسين داي، المدنية.. معربا في ذات السياق أن الترميم يكون حلا متى تم ذلك من طرف خبير متمكن و ذو أهلية، في المقابل على هذا الأخير أن ينجز “دفترا صحيا” خاصا بالعمارة محل الترميم تدون عليه كل المعلومات المتعلقة بها و كذا بعملية الترميم، و من جهة أخرى أضاف بوداود، أن الصحيح في الأمر هو فرض الرقابة و تحميل المسؤولية من بداية العمل بما سماه “دفتر الورشة” و الذي يدون فيه الخبير مكان ورشة البناء، الرخصة، تحليلا للتربة التي سينجز عليها المشروع .. و كذا مراعاة متابعة المشروع خطوة بخطوة بإلزام فرض رقابة مستمرة و تحميل المسؤولية لكل من تجاوز المقاييس و المعايير في البناء، كما نوه ذات المصدر على أن الر قي بالمدينة يأتي بتكاتف جهود الجميع خاصة من وزارة السكن،الموارد المائية، المالية، وزارة الصحة، الإعلام و الاتصال كون أن المدينة تحتاج إلى كل هذه الخدمات.

100 واد بالعاصمة تهدّد المواطنين والمنشآت

وفيما يتعلق بالأودية، أشار خبراء إلى أن العاصمة تحوي على 102 واد يشكل خطرا على المواطنين من أهمها وادي الشراڤة، وادي بني مسوس، وادي زواوة ووادي الحلوف، خاصة وأنها قد شيّدت على بعضها مشاريع سكنية، على غرار ما حدث بالشراڤة أين تم تشييد بنايات من 12 طابقا على أرضية الوادي، وهي مهددة بالانهيار في حال حدوث زلزال جراء التربة الهشة والرطبة بالمنطقة.

العاصميون متخوفون من تكرار الكارثة

في هذا الوقت، يبقى التساؤل الكبير هو عن عودة الخسائر في كل مرة من جراء الفيضانات و التي تكون دائما من وراء تساقط الأمطار و نحن نتحدث عن أمطار موسمية في فصل الخريف و الشتاء ، كيف لا و أن فيضانات باب الوادي بالعاصمة هي أكبر حادثة يتذكرها سكان العاصمة، و كذا الفيضانات التي أغرقت العاصمة في الأشهر الماضية في العديد من البلديات بعد تساقط أمطار لمدة دقائق فقط أغرقت أحياءا بأكملها بعد أن تسللت إلى المحلات و المساكن، تساؤلات عديدة تبحث عن الإجابات خاصة بعد انعقاد الملتقى الوطني للكوارث الطبيعية و الذي كان الهدف من انعقاده وضع إستراتيجية حول كيفية تسيير مثل هذه الكوارث و عن مدى تحرك السلطات المحلية تجاه هذه الحوادث من خلال تنظيف البالوعات و تجسيد مشاريع الصرف الصحي و التي تعتبر من مشاريع البني التحتية المهم مراعاتها و التي يجب دراستها قبل إنجاز أي مشروع. في انتظار ما ستقوم به السلطات المحلية من إجراءات لمواجهة هذه الكوارث.

مع كل هذا أصبح سقوط الأمطار أو لنقول بمجرد مرور سحب غائمة، يدخل المواطن في دوامة القلق و الهلع من مخلفات الأمطار خاصة و أن سكان العاصمة يسكنون عديد العمارات المهددة بالسقوط أو الأحياء القصديرية التي تغمرها المياه أو محتمين بجدران لا تسلم من الانزلاق في أية لحظة مفاجئة.

فلة سلطاني / ياسين.سوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super