الجمعة , نوفمبر 15 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / في ذكرى حدوثها :
العاصميون يطالبون باتخاذ إجراءات استباقية لتفادي تكرار فيضانات باب الواد

في ذكرى حدوثها :
العاصميون يطالبون باتخاذ إجراءات استباقية لتفادي تكرار فيضانات باب الواد

عادت أمس ذكرى فيضانات باب الواد بالعاصمة التي راح ضحيتها 800 شخص منهم من التهمه البحر ومنهم من لا يزال مفقودا فقد تحولت أمطار ليلة 9 إلى 10 نوفمبر 2001، إلى أمواج عاتية تجتاح العاصمة من باب الواد وتلتهم العشرات والمئات من سكانها… فقد كانت المشاهد مروعة واستغرب سكان باقي الولايات تلك المشاهد التي كانت تصلهم في نشرات الأخبار.. حيث تظهر الأمواج تتلاعب بالسيارات والشاحنات كأنها لعب صغيرة… في حين نجا العديد من سياراتهم وسط تلك الأمواج المتلاطمة التي بقي شبحها في النهار على شكل أكوام من التراب فاقت 4 أمتار في بعض الأحياء
سبت أسود أخذ مع غروب شمسه مئات الأرواح لتشرق شمس الأحد كاشفة بشاعة الوضع ومدى الدمار.

19 سنة تمر على الكارثة

الكارثة قد تتكرر في العاصمة. ويشير مسؤولون في الحماية المدنية الى أن الكارثة التي حلت بالعاصمة كان يمكن التقليل من حجمها لو كانت الجزائر تمتلك مركزاً خاصاً بالوقاية وادارة الكوارث الكبرى لإبعاد الناس عن المناطق التي حولتها السيول الجارفة من أعالي العاصمة الى خراب. ولا تزال الجزائر في عداد الدول التي تتعامل مع الكوارث الطبيعية مباشرة بعد وقوعها، على رغم تعرضها في السابق لأكثر من 14 كارثة بين طبيعية وتكنولوجية. وبحسب الأوساط المختصة فإن الجزائر تكتفي منذ الاستقلال، سنة 1962، بإدارة التدخلات مباشرة بعد وقوع الكوارث من دون أن يشمل ذلك وضع استراتيجية عملية لتسيير الكوارث والوقاية منها.

الأمطار الخريفية ترعب سكان العاصمة

وفي هذا السياق تسببت الأمطار الغزيرة الخريفية التي تهاطلت في شهر سبتمبر الماضي على مستوى العاصمة، إلى إحداث حالة طوارئ حقيقية بعد ما سدت حركة السير عن آخرها بالعديد من الطرقات، خاصة مداخل العاصمة، فيما غمرت المياه العديد من الأنفاق على غرار نفق الرويسو الذي جرف معه سيارتين بعد ما تحول الموقع وصولا إلى وادى كنيس إلى منطقة منكوبة بمعنى الكلمة بعد ما اقتلعت السيول معها حتى زفت الطرقات فيما تم تسجيل حفرة بالقرب من الحامة في انهيار ارضي، أما المحلات التجارية فقد سجل أصحابها خسائر معتبرة بعد ما غمرتها المياه، كما عرف نفق شارع حسيبة بن بوعلي بوسط العاصمة نفس المشاهد بعد ما تحول إلى مسبح سحب معه عددا من السيارات.. بلدية حيدرة سدت مختلف مداخلها بعد تسجيل انهيار جدار لسفارة فرنسا، حيث جند للحادث مختلف الوسائل المادية والبشرية لإصلاح ما يمكن إصلاحه، أما عين النعجة بجسر قسنطينة فقد عرفت العديد من مواقعها ارتفاع منسوب مياه الأمطار المتراكمة ما تسبب في عرقلة حركة السير سواء داخل الأحياء أو على الطريق السريع وهو ما حل كذلك بمنطقة وادى الرمان وحتى درقانة ببرج الكيفان التي عاشت ليلة سوداء بسبب ارتفاع منسوب المياه على الطريق وسدت معها حركة السير، وببني مسوس شهد الطريق القريب من المستشفى انسدادا كليا بعد ما غمرته كميات كبيرة من الأمطار التي تراكمت بشكل واضح بعد ما استحال على أصحاب المركبات اجتيازه مثلها مثل حوش الميهوب ببراقي الذي تحول إلى مسبح حقيقي بعد ما تراكمت المياه بنسبة عالية.
أما بدرارية فقد سجل انهيار للتربة بالعديد من طرقات الأحياء مثل ما حل بالقرب من ملعب سيروري شأن أعالي بوزريعة التي صنفت بعض أحيائها بشبه المنكوبة بسبب الانهيارات التي سجلت بحي “روبار”على اثر سقوط جدار وجزء من الرصيف والطريق العام للبلدية ما تسبب عنه سد في حركة السير وهي الصور التي تكررت بالجهة الغربية للعاصمة شأن الشراقة التي شهدت بعض أحيائها تسرب المياه إلى عدد من السكنات، فيما سدت بعض الطرقات التي غمرت بالمياه نتيجة انسداد البالوعات.. كما توقفت حركة السير بالترامواي من “لاقلاسيار” إلى غاية محطة الرويسو بسبب استحالة السير على الخط، خاصة بشارع طرابلس بحسين داي بسبب تراكم كميات كبيرة من المياه بالمنطقة التي تحولت إلى نقطة سوداء منذ سنوات دون أن تجد لها الجهات المعنية الحلول اللازمة لتسريح مياه الأمطار.. ولم تسلم بلدية بن عكنون من الفيضانات هي الأخرى، حيث غمرت مياه الأمطار المركز العائلي ما تسبب في تسجيل خسائر معتبرة في عدد من السيارات، كما عرفت كل من بلدية بئر مراد رايس وبئر خادم تراكم كميات كبيرة من المياه بالعديد من الطرقات بسبب انسداد البالوعات سدت معها حركة السير، حيث لم يتمكن أصحاب السيارات من اجتياز وسط بئر مراد رايس إلا بالفرار من جهات أخرى..

انسداد المجاري والبالوعات السبب الرئيسي للفيضانات

ولعل ابرز الأسباب التي يتفق عليها القاصي والداني حول تكرار سيناريو الفيضانات في كل موسم تساقط بالعاصمة، تؤكد كل الآراء أن اللامبالاة وتواصل مشاريع “البريكولاج” بالإضافة إلى عدم المتابعة والصيانة الدورية للبالوعات والمجاري المائية من حيث التنقية وحمل الأتربة والأوساخ، تبقى وصمة عار على جبين المسؤولين الذين يُتهمون وفي كل كارثة مماثلة تحل على عاصمة البلاد بغير المؤهلين لتسيير شؤونها..
الخرجات الميدانية الأخيرة لمؤسسة “اسروت” ورغم أنها مباركة، غير أنها ناقصة، حيث كان ينبغي أن لا تتوقف تدخلاتها في التنظيف وتنقية البالوعات طيلة هذه الفترة وقبلها بكثير على أن تمتد إلى غاية نهاية موسم الشتاء وبشكل دوري يومي حتى نتجنب ولو بشكل نسبي من حدة هذه الكوارث، وتساءل البعض عن حجم الكارثة التي كانت ستحل لولا التدخلات الأخيرة لأعوان هذه المؤسسة.. فإلى جانب مشكل البالوعات، يجب ذكر مشكل غياب الحاويات ونقصها في العديد من الأحياء والمواقع، حيث تعتبر سببا حقيقيا في الرمي العشوائي للنفايات والتي بدورها تنتقل بفعل الرياح والأمطار من موقع رميها إلى المجاري والبالوعات لتتحول إلى سد منيع لولوج مياه الأمطار بها، كما أن الحفر المستمر الذي تعمد إليه بعض المؤسسات لتجديد مختلف شبكاتها أو إيصالها لبعض الأحياء سبب من الأسباب نظرا للتربة التي عادة ما تبقى فوق سطح الطرقات أو الأرصفة بعد سد الحفر، في حين يبقى الرمي العشوائي لمخلفات البناء جانب من الأزمة التي تحل كل تساقط في ظل غياب الردع.

إجراءات استباقية لتفادي الفيضانات بالعاصمة

وفي هذا الإطار ،اتّخذت مديرية الموارد المائية لولاية الجزائر، كلّ التدابير والإجراءات اللازمة لتفادي حدوث الفيضانات خلال فصل الشتاء القادم، حيث قامت المديرية بتجنيد مختلف الأعوان الذين يمثلون المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري للتدخل على مستوى 57 بلدية مع القضاء على النقاط السوداء بها.
ف س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super