رغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها مختلف الهيئات المعنية والجهود المستمرة لإيجاد السبل الكفيلة للحد من مآسي حوادث المرور، إلا أن حصيلة الوفيات والجرحى تواصل ارتفاعها مما جعل خبراء يدقون ناقوس الخطر، مرجعين نسبة كبيرة من حوادث المرور بالجزائر إلى العامل البشري.
وشكّل مؤخرا موضوع حوادث المرور ومآسي الطرق بالنظر إلى خطورتها وحساسيتها، محور العديد من اللقاءات والندوات والأيام الدراسية المنظمة بهدف التحسيس بأهمية التقيد بقانون المرور للحفاظ على الأرواح، ولكن رغم ذلك تبقى إشكالية مستعصية الحل، مثلما يرى ذلك خبراء لعدة أسباب، لعل أهمها العامل البشري المتسبب في فقدان الأرواح.
أكد خبير في السلامة المرورية أن الجزائر تعرف ذروات لحوادث المرور، ذروة الدخول المدرسي والدخول الاجتماعي، ذروة التقلبات الجوية، موضحا أن حوادث المرور هي ظاهرة اجتماعية تطورت في المجتمع من مخالفة مرورية إلى عنف مروري ثم إلى إجرام مروري وأكثر من ذلك إرهاب الطرقات الذي ينتج عنه في بعض الأحيان إبادة أسر كاملة.
وأرجع امحمد كواش في تصريح لـ”الجزائر” أسباب حوادث المرور إلى غياب الوعي لدى بعض السائقين، إضافة إلى غياب الاحترافية، مشيرا إلى أن العنصر البشري يعتبر السبب الرئيسي بالدرجة الأولى بسبب الإفراط في السرعة وتبني سلوكيات خطيرة أثناء السياقة وعدم احترام مسافة الأمان.
وأضاف كواش أن سبب تسجيل عدة حوادث في المسافات الطويلة يرجع إلى عدم تغيير المركبات والحافلات وعدم صيانتها لمدة طويلة، إضافة إلى الإرهاق الذي يصيب السائقين الذين يقطعون المئات، وربما الآلاف من الكيلومترات دون أن يأخذوا القسط الكافي من الراحة.
في المقابل، أشار كواش إلى العيوب الفنية للطرق وبعض النقاط السوداء والمنحدرات والمنعرجات الخطيرة، ووضعية الزفت غير الجيدة، وبعض الحفر الخطيرة، أيضا مصدرا خطيرا يساهم يوميا في ارتفاع “إرهاب الطرقات”، مضيفا أنه “لا يمكن الحديث عن نهضة اقتصادية وتجارية وسياحية في ظل عنف مروري متواصل بشكل يومي”.
ودعا كواش إلى الصرامة في تطبيق القوانين وتفعيل إجراءات الردع والصرامة أكثر في محاربة هذه الآفة الخطيرة على المجتمع، وتفعيل العمل برخصة السياقة بالتنقيط كونه أسلوب بيداغوجي تربوي تكويني ردعي وتغير مناهج المتبعة لمواجهة حوادث وتفعيل السلامة المرورية على أعلى مستوى.
للإشارة، أطلقت العديد من الهيئات الوطنية على غرار الأمن الوطني والمندوبية المندوبية الوطنية للأمن في الطرق والحماية المدنية حملة وطنية تحسيسية توعوية للوقاية من حوادث المرور لاسيما لمستعملي الطرق من أجل الالتزام بقانون المرور والتحلي بالحيطة والحذر حفاظا على حياة المسافرين.
وفي هذا الصدد أكد الملازم الأول بالمديرية العامة لحماية المدنية، نايت إبراهيم، أن العامل البشري وعدم احترام قوانين المرور هي من أهم أسباب حوادث المرور، مشيرا إلى أن الحماية تسعى دائما لتحسيس المواطنين بمدى خطورة المناورات التي تحدث في الطريق.
ودعا الملازم الأول، نايت إبراهيم المواطنين إلى احترام قوانين المرور من أجل وضع حد لحوادث المرور، مشيرا إلى أن المديرية شاركت أول أمس، في حملة وطنية تحسيسية توعوية للوقاية من حوادث المرور التي نظمتها المندوبية الوطنية للأمن في الطرق من أجل التبليغ وغرس ثقافة مرورية لدى المواطنين والسائقين للتقليص من حوادث المرور، كما تم التعريف خلال الحملة بمختلف الأجهزة المستعملة لإنقاذ الجرحى والتكفل بالضحايا.
فلة. س
الرئيسية / الوطني / الحملات التحسيسية تتواصل للحدّ من مآسي الطرقات:
العامل البشري وراء أغلب حوادث المرور
العامل البشري وراء أغلب حوادث المرور