كشف القيادي والعضو في الهيئة الرئاسية في حزب جبهة القوى الاشتراكية علي العسكري أن الأفافاس ومن خلال المؤتمر الاستثنائي الذي عقده الجمعة الماضية قدم درسا في الديمقراطية وأعطى جوابا لمن تنبأوا بنهايته بعد رحيل مؤسسه الراحل حسين آيت احمد وفند بالموازاة مع ذلك وجود أي خلاف بينه وبين عائلة مؤسس الحزب الراحل حسين آيت أحمد موضحا أن اللقاء الذي جمعه مع نجل مؤسس الأفافاس في فرنسا تناول الحالة التي يمر بها وضرورة إرجاعه لمناضليه كما نفى تلقيه طلبا من يوغرطة آيت أحمد بعدم الحديث باسم والده.
وقال العسكري خلال الندوة الصحفية التي عقدتها الهيئة الرئاسية أمس بمقر الحزب :”لقد قدمنا درسا في الديمقراطية بفضل النقاش الهادئ والمسؤول الذي طرأ على أشغال المؤتمر الاستثنائي أكثر من ذلك نفند كل الذين تنبأوا بنهاية الأفافاس بعد وفاة رئيسنا الراحل متناسين أن الأفافاس حزب ينتمي إلى مناضلين ملتزمين وبقوة وذو قاعدة موحدة ومسؤولة حزب يشهد تطورا مستمرا في كل أرجاء الوطن وبروز قيادات جديدة تقوي من هياكله.” وتابع :”تمكنا جميعا من كتابة صفحة جديدة في تاريخ حزبنا وإعطاء إجابة صارخة للذين توقعوا انهياره لقد خرجنا فائزين من هذا المؤتمر متحدين وأقوى أمام محاولات الزعزعة بل والانقسام”.
وأضاف في السياق ذاته :”قمنا كذلك بإحباط المناورات والتي سعت بعض الصحف ووسائل الاتصال الاجتماعي إلى نشرها من أجل تشويه سمعة الحزب وقيادته ومحاولة الإنقاص في الذاكرة الجماعية برئيسنا الراحل الحسين أيت أحمد رحمه الله الرجل السياسي وعمله من أجل الانتقام من معارضته للنظام ودفنه من طرف الشعب لا من طرف السلطة هذا دون الأخذ بالحسبان من الحيطة والوعي السياسي لمناضلينا المتمسكين تمسكا وثيقا بالحزب.”
وأشار العسكري إلى أن كفاح ونضال الأفافاس من أجل دولة القانون والديمقراطية يقلق الكثير وراحت بعض الجهات لإضعافه في هذه الفترة بمحاولة إظهاره أمام الرأي العام أنه في أزمة بهدف أساسي للنظام من أجل منعه من المرافقة السياسية للحركات الاجتماعية الحالية والمستقبلية وذلك على مقربة الانتخابات الرئاسية وبالتالي منع الحزب من فرض ثقله على هذا الحدث بخياراته السياسية بتقديم بديل ديمقراطي مسار تأسيسي وجمهورية ثانية.
ورد العسكري على الأسطوانة التي أثارتها ولا تزال بعض الجهات للتشويش على الحزب بالقول إنه أنحرف عن خط مؤسسه الراحل حسين آيت احمد بالتأكيد على أن الأمر لا أساس له من الصحة و أن هذا الأخير لا يزال وفيا لخطه السياسي الذي رسمه له مؤسسه وذكر :”نذكر أن خطنا السياسي لن نحيد عنه أبدا لأنه مكتوب بدماء شهدائنا وتضحيات حياة كاملة لرئيسنا الراحل والتي تتخلص محاوره في إرساء دولة القانون والديمقراطية ودستور من الشعب وإلى الشعب عن طريق مسار تأسيسي من أجل مجلس تأسيسي و لجمهورية ثانية واحترام حقوق الإنسان وكل الحريات الفردية والجماعية وإرساء مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية” وتابع : كما يسعى نضالنا إلى استبدال النظام الحالي ببديل ديمقراطي وموجهون بتوصيات مؤتمرنا الخامس والقائمة على إعادة بناء إجماع وطني وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية”.
وأبرز العسكري أن انتخاب الهيئة الرئاسية الجديدة هو منعرج تاريخي في الحزب لكونها انبثقت عن منافسة شفافة وديمقراطية بين مناضلين منافسة اعتبرها مثالية وبالسياسية التي ستكرس فصاعدا في كل الانتخابات الداخلية والخارجية عن الحزب باختيار ديمقراطي للمترشحين ومنح السيادة الكاملة للمناضلين في كل هياكله وذكر: “سنعمل في إطار جماعي وبالإجماع على كل المستويات هذا جواب صارخ للذين ينتقدون طريقة تنظيمنا بصفة جماعية هذه الطريقة التي نعتبرها نمط تسيير حديث يمنع من حدوث انزلاقات هذه الطريقة التي يتسنى لنصوصنا القادمة تحسينها تحسبا للمؤتمر القادم.”
وأفاد ذات المتحدث أن الأفافاس مصمم على أن يكون المؤتمر السادس مؤتمرا وسيتم لهذا الغرض إشراك كل المناضلين هيئاتهم وإطارهم في كل فضاءات جهاز تحضير المؤتمر سيتم السهر بكل حيطة على ضمان وحدة واستقرار الحزب .
وكشف العسكري عن الخارطة الحزب للمرحلة التي تسبق المؤتمر السادس للحزب والمنتظر عقده خلال الثلاثي الأول من سنة 2019 والمتضمنة في طياتها تنصيب الأمانة الوطنية ولجنة الأخلاقيات وتجديد الفيدراليات والفروع و لجان المجلس الوطني إلى جانب تنظيم الندوة الوطنية للمنتخبين وندوة الوطنية أخرى للإصغاء.
زينب بن عزوز