تعيش العلاقات الاقتصادية الجزائرية الروسية مخاضا عسيرا واختلالا بسبب ضعف حجم المبادلات التجارية بين البلدين والتي بلغت بنهاية السنة الماضية 590 مليون دولار أغلبها واردات من روسيا في حين أن الجزائر تصدر 5 ملايين دولار وهو تبادل تجاري في صالح روسيا.
وقد وصف خبراء اقتصاديون في حديثهم مع “الجزائر” واقع العلاقات الاقتصادية الجزائرية الروسية بالمختلة والزهيدة، حيث القوا اللوم على الطرف الجزائري ممثلا في الحكومة في تراجع التعامل مع هذه القارة
الخبير الاقتصادي كمال رزيق:
العلاقات الجزائرية الروسية لن ترقي إلا في حالة تطوير الصناعة النووية الوطنية
صرح المحلل الاقتصادي كمال رزيق ان روسيا تعتبر الجزائر شريكا اقتصاديا أساسيا في شمال أفريقيا، مشيرا الى انها تطمح لبلوغ التبادل التجاري بين البلدين حجم 4 مليارات دولار.
واشار المتحدث ان الجزائر بامكانها زيادة هذا الحجم وبشكل ملموس من خلال تطوير مجالات جديدة للعمل المشترك، خاصة في الصناعة النووية، مستدلا بتصريح رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف أكتوبر الماضي الى الجزائر والذي اكد الى ان علاقات البلدين سترتقي إلى المستوى الجيد والممتاز في حالة اتخاذ الجزائر قرار تطوير الصناعة النووية الوطنية.
وأرجع الخبير تأني روسيا في التوسع في السوق الجزائرية إلى القيود على الاستثمارات الأجنبية مثل منع امتلاك حصة تزيد عن 49% في المشاريع.
الخبير الاقتصادي الدولي عبد المالك سراي:
على الجزائر اعتماد استراتيجية واضحة للتصدير
شدد الخبير الاقتصادي الدولي عبد المالك سراي على ضرورة اعتماد استراتيجية واضحة للتصدير على المدى المتوسط حتى تتمكن الجزائر من تصدير منتوجاتها خاصة الفلاحية إلى روسيا بوتيرة أسرع.
وكشف المتحدث أن روسيا كانت ترغب في استيراد 90 بالمائة من الخضر والفواكه وكذا المواد الغذائية الجزائرية غير أن العملية لم تتم لعدة مشاكل تتعلق بالنقل البحري إلى جانب المنافسة العالمية الشرسة.
ودعا سراي الطرف الجزائري الى فتح سوق الطاقة على الشركات الروسية، والتي تولي اهتماما خاصا بدخول السوق الجزائرية، مشيرا الى أنه لدى البلدين فرصة توقيع عقود هامة لتصدير المنتجات الزراعية.
وبخصوص انعقاد الصالون الصناعي الدولي “اينوبروم 2018” من 08 الى 12 جويلية 2018 بمدينة ايكاتيرينبورغ بروسيا، في مجالات الصناعة، المعادن، الصناعات الأوتوماتيكية، صناعة المضافات، تكنولوجيات الهندسة الطاقوية، الصناعات الميكانيكية و اللواحق و الهندسة الميكانيكية، وتنقل وفد اقتصادي جزائري، اشار المتحدث ان هذه المهمة ستسمح للشركات الجزائرية باستكشاف المعرفة الروسية، وربما ستكون مؤشرا جديدا لتفتح الجزائر وبالاخص الشركات الخاصة على عالم التكنولوجيا والهندسة الميكانيكية.
للاشارة، فقد اكد رئيس غرفة التجارة الجزائرية الروسية رياض عمور في وقت سابق إلى ان هناك العديد من مشاريع الشراكة محل تفاوض بين متعاملين اقتصاديين جزائريين وروسيين و أخرى في مرحلة جد متقدمة خاصة في مجال الصناعات الغذائية و اللوجستيك والميكانيك، موضحا أن المبادلات الاقتصادية بين البلدين لا تعكس فرص التعاون الواعد.
وقد دعت روسيا المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين الى إقامة مشاريع مشتركة على الأراضي الروسية خاصة في مجال انتاج المنتوجات الفلاحية، عن طريق شركات مختلطة.
وحسب المعطيات التي تقدمها الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة فإن صادرات الجزائر نحو روسيا قد بلغت 5 مليون دولار خاصة فما يتعلق بالمنتوجات الزراعية والسلع الاستهلاكية في حين بلغت قيمة الواردات من روسيا 561 مليون دولار خاصة الطاقات ومواد التشحيم والمنتوجات الخام والسلع والمعدات الفلاحية والصناعية.
نسرين محفوف