يرتقب أن يعرض الفيلم السينمائي المنجز حول شخصية العربي بن مهيدي خلال السنة الجارية، حسب كشفه وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة بأم البواقي في إطار إحياء الذكرى 65 لاستشهاد العربي بن مهيدي (1923- 1957)
وأضاف الوزير أن اللجنة المنصبة المشتركة بين وزارتي المجاهدين و ذوي الحقوق و الثقافة و الفنون قد أنهت الدراسة المتعلقة بكل التحفظات التي كانت مرفوعة حول هذا الفيلم، مشيرا بأنه لن يكون هناك تسامح مهما كان نوعه في المساس بأي جزئية من جزئيات شخصية الشهيد العربي بن مهيدي لأنها مسؤولية تاريخية ولابد من الحفاظ على الصورة النمطية التي أخذها الجزائريون حول هذه الشخصية.
وقال ذات المسؤول أن الشركة التنفيذية لإنجاز هذا الفيلم ستنهي عملها وسيتم تسليمه خلال السنة الجارية، لافتا إلى أن هذه السنة ستعرف إحياء الذكرى الـستين لاسترجاع السيادة الوطنية والتي ستكون فضاء رائعا لعرض هذا الفيلم الذي لطالما انتظرناه.
وكان الفيلم قد أثار جدلا كبيرا في السنوات السابقة، بسبب ما اعتبر مغالطات كبيرة، سقط فيها المخرج بشير درايس، وكانت محل دراسة وتنسيق كبيرين بين وزارة الثقافة ووزارة المجاهدين للنظر مجددا في مضمون الفيلم، ليحدد المركز الوطني للدراسات و البحث حول الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر آنذاك التحفظات التي أبداها بخصوص الفيلم الذي يتطرق إلى حياة الشهيد العربي بن مهيدي، والتي قامت لجنة المشاهدة بإعلام بشير درايس بها، ودعوته للنظر فيها بعين الاعتبار بموجب القانون حول السينما و العقد المبرم بين الطرفين” قبل بث الفيلم.
وتم تصوير الفيلم الذي اقتبسه للسينما عبد الكريم بهلول و كتب السيناريو مراد بوربون استنادا إلى شهادات لرفقاء العربي بن مهيدي وعائلته في الجزائر العاصمة، الأخضرية، بسكرة، بشار، بجاية و تلمسان و 30 % في استوديوهات بتونس حيث قام الفريق المكلف بالفيلم بإعادة ديكور سنوات 1940.
والفيلم استفاد من ميزانية قدرت بحوالي 520 مليون دج بتمويل متساوي لوزارتي الثقافة و المجاهدين إضافة إلى مساهمات المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين “العموميين و الخواص” أي غلاف مالي إجمالي يقارب 700 مليون دج.
وشارك في الفيلم خالد بن عيسى (في دور العربي بن مهيدي)، نبيل عسلي، إيدير بن عيبوش وآخرون، وهو العمل الذي أنتجته الشركة الجزائرية “la source Les films de” التي قدمت سابقا “رحلة إلى الجزائر العاصمة” لعبد الكريم بهلول كما شاركت في إنتاج “فضل الليل على النهار” للسينمائي الفرنسي ألكسندر أكادي.
ويعتبر العربي بن مهيدي شخصية فاعلة في الحركة الوطنية، ناضل ضمن صفوف حزب الشعب الجزائري، ثم في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، قبل أن يلتحق باللجنة الثورية للوحدة والعمل سنة 1954.كما يعد عضوا مؤسسا لجبهة التحرير الوطني بحيث كان خلال حرب التحرير مسؤولا على ناحية وهران ثم على المنطقة الحرة للعاصمة عقب مشاركته في مؤتمر الصومام سنة 1956.ونظم و نسق بن مهيدي العمليات الأولى للمنطقة الحرة للعاصمة ضد المستعمر الفرنسي، وأوقفه جنود الجنرال ماسو في 23 فيفري 1957 شهرا بعد إطلاق معركة الجزائر، ليتعرض للتعذيب ثم يغتال ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957 بأمر من الجنرال بول أوساريس.
صبرينة ك