انضم الدولي الجزائري سعيد بن رحمة رسميا إلى نادي أولمبيك ليون الفرنسي، قادما من وست هام يونايتد الإنجليزي في صفقة أسالت الكثير من الحبر في الساعات الماضية بسبب ظروف انتقال نجم “الخضر” والأحداث التي صاحبتها بعدما كانت مهددة بالفشل، بسبب خطأ إداري من النادي اللندني، ليكون اللاعب أمام تجربة جديدة وطوق نجاة له لاستعادة مستوياته والتأكيد على إمكانياته ما يفتح له الأبواب مجددا للعودة إلى المنتخب الوطني.
وانتقل بن رحمة إلى ليون حتى نهاية الموسم الحالي على سبيل الإعارة، لمدة 6 أشهر مقابل 6 ملايين يورو، مع بند يتيح للنادي الفرنسي خيار الشراء مقابل 14.4 مليون يورو بعد نهاية فترة الإعارة.
وكان اللاعب قد تخطى الفحوص الطبية بنجاح مع ليون، الذي اتفق بدوره مع مسؤولي وست هام على جميع تفاصيل الصفقة، قبل أن تسقط الصفقة في الماء باللحظات الأخيرة، قبل غلق فترة الانتقالات ليلة أمس الخميس، بسبب عدم إرسال الوثائق المطلوبة بشكل صحيح من جانب إدارة النادي الإنجليزي، على نظام “تي أمس أس”.
لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم منح النادي الفرنسي ترخيصا استثنائيا لإتمام الصفقة بعد ساعات من غلق “الميركاتو”، ما جعل الصفقة تتأكد اليوم، ليتنفس اللاعب الصعداء ويحقق رغبته في خوض تجربة جديدة.
واجه مشاكل عديدة و”لوال” فرصته للاستدراك
وقرر الدولي الجزائري مغادرة وست هام بسبب خروجه من مخططات مدربه ديفيد مويس خلال الفترة الأخيرة، حيث بات لاعبا احتياطيا لا يشارك بانتظام، ليقرر العودة إلى الدوري الفرنسي، الذي بدأ فيه مشواره الاحترافي، واختار نادي ليون من أجل إحياء مشواره من جديد.
وعاش سعيد بن رحمة مؤخرا واحدة من أصعب الفترات في مشواره الكروي، حيث لم تتوقف المشاكل عن ملاحقته خلال عام 2023، والذي فقد فيه الكثير من بريقه، وتراجعت أهميته داخل فريقه وست هام والمنتخب الجزائري، كما تعرض لعدة صدمات معنوية في أشهر قليلة، ما جعله يصاب بالإحباط، على أمل أن يتجاوز ذلك مع أولمبيك ليون.
وكانت أولى مشاكل الجناح الجزائري في فشله بفرض نفسه كلاعب أساسي مع وست هام هذا الموسم، حيث فقد مكانته في الجهة اليسرى من خط هجوم “الهامرز”، ولم يستطع إقناع مدربه ديفيد مويس الذي يفضل عليه أسماء أخرى مثل الغاني محمد قدوس والبرازيلي لوكأس باكيتا، في وقت قرر وضع بن رحمة على كرسي الاحتياط، والاكتفاء بإشراكه في دقائق قليلة عكس ما كان يحدث سابقا.
وبعدها مر سعيد بن رحمة بأوقات عصيبة مع “الخضر”، حيث شهد تربص شهر أكتوبر الماضي وقائع كانت من بين أسباب استبعاده عن “الخضر”، فبالرغم من مشاركته أساسيا في وديتي جزر الرأس الأخضر ومصر، إلا أنه فشل في إقناع الناخب الوطني جمال بلماضي لتشتد الأزمة بينهما بعد حادثة تصرف هذا الأخير تجاه اللاعب في لقاء “الفراعنة”، ليتم بعد ذلك إسقاط اسمه من قائمة كأس إفريقيا 2023 بكوت ديفوار.
ووقع اختيار بن رحمة على نادي أولمبيك ليون لعدة عوامل، أبرزها معرفته الجيدة بخبايا الدوري الفرنسي، بعد أن سبق له خوض عدة تجارب هناك على غرار أجاكسيو وأونجي ونيس وهذا ما قد يساعده ويسمح له باستعادة بريقه، وهو هدفه على المستوى الشخصي لإثبات بأنه لم ينته كرويا ولا يزال باستطاعته تقديم الكثير، ما يجعله مؤهلا للعودة لتقمص ألوان “الخضر” مع مدرب جديد بعد مغادرة وشيكة للمدرب جمال بلماضي، فضلا على تحد آخر وهو مساعدة “لوال” على إنقاذ موسمه من شبح السقوط في ظل معاناته ضمن أندية أسفل الترتيب.
ع. ب