الجمعة , نوفمبر 15 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / الخبير الاقتصادي محمد حميدوش لـ "الجزائر"::
“العودة لعمليات استكشاف النفط والغاز ضرورية، وأسعار النفط ستواصل الارتفاع”

الخبير الاقتصادي محمد حميدوش لـ "الجزائر"::
“العودة لعمليات استكشاف النفط والغاز ضرورية، وأسعار النفط ستواصل الارتفاع”

قال الخبير الاقتصادي محمد حميدوش، إن تراجع اكتشافات النفط والغاز عبر العالم بدأ منذ عشر سنوات بعد الأزمة المالية العالمية لـ 2008، بعد تراجع الطلب العالمي على الطاقة، واليوم العودة لعمليات الاستكشاف لتلبية الطلب العالمي بعد عودة النمو الاقتصادي ضروري، لكنه لن يكون سريعا، وتوقع أن تواصل أسعار النفط منحناها التصاعدي وستصل الذروة في شهر أوت القادم.
وأوضح حميدوش، أمس، في تصريح لـ “الجزائر”، أنه وبعد انخفاض أسعار النفط منذ أكثر من 10 سنوات بسبب الأزمة المالية العالمية لسنة 2008، و التي أدى إلى تراجع النمو في الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا، و هذا أدى إلى تراجع الطلب على الطاقة، و العودة للنمو يبنى على السياسة المالية التي تتبعها الحكومات و السياسية النقدية التي تبعها البنوك المركزية، و عودة النمو في الولايات في المتحدة الأمريكية تطلب عامين بعد أن اتبع البنك المركزي الأمريكي سياسة نقدية قائمة على شراء كل الأوراق السامة التي تضم مخاطر و أبقى على الأصول بهدف توفير سيولة بالبنوك، في حين اتبعت الحكومة الأمريكية سياسية مالية مبنية على السندات، وصلت من خلالها ديون الحكومة 1000مليار دولار، وهذا بضمان إنفاق حكومي يسرع عملية النمو، و أضاف حميدوش أن هذه السياسية النقدية للولايات المتحدة طبقتها كل من أوروبا و اليابان، و السياسية المالية الأمريكية طبقتها ألمانيا و اليابان، و هو ما جعل هذه الدول تخرج من الحلقة الضيقة وترفع نموها في ظرف سنتين إلى ثلاث سنوات فقط، في حين أن باقي الدول التي لم تتبع هذه الطرق، استغرق رجوع النمو بها 10 سنوات، و خلال هذه العشر سنوات تراجع الطلب على النفط بسبب بطئ النمو العالمي، وهو ما دفع بالشركات البترولية و التي تنشط في الغاز إلى تقليص الاستكشافات، إذ يشر إلى أن أغلب الشركات الطاقوية العالمية وضعت خلال السنوات العشر الأخير في مخططها الاستثماري تقليص الاستكشافات بسبب تراجع الطلب على الطاقة.
وأشار الخبير الاقتصادي أنه في سنة 2010 كان متوسط الاستثمار العالمي في مجال الاستكشافات 750 مليار دولار سنويا، و قد تقلص إلى النصف أي إلى 438 مليار دولار في العشر سنوات الأخيرة، وهذا ما يجعل عدد الآبار الجديد ضعيفة، إضافة إلى عامل آخر-يضيف حميدوش- و يتعلق أن الشركات المتخصصة في النفط الصخري و الغاز الصخري، و هي طاقة بمنية على الاستكشافات في الأحواض، قررت في 2018 تغيير سياستهم الانتاجية، إذ لا يعتمدون على كمية الطلب، إنما ينظرون إلى “المردودية” و ليس إلى “رقم الأعمال”، و أوضح هنا أن منتجي النفط الصخري يبحثون عن مردودية الإنتاج ولا يسعون إلى توسيع رقم أعمالهم بإنتاج كميات كبيرة قد تجعلهم في الكثير من الأحيان تحت “المديونية”.
وبخصوص مجمع سوناطراك، قال الخبير الاقتصادي إن مخطط المجمع خلال السنوات الثلاث الماضية لم يعط أهمية للاستكشاف، كما تزامن ذلك مع خروج عدد من الشركات الأجنبية العاملة في مجال الطاقة من الجزائر، ما أثر كثيرا على تمويل العمليات الاستكشافية، وأشار هنا إلى أن المجمع في بداية الألفية الجديدة-2000 إلى غاية 2004-كان عدد الآبار التي تكتشف سنويا يتراوح ما بين 120 إلى 150 بئرا، وهذا ما كان يجعل المجمع قادرا على الحفاظ على وتيرة الإنتاج ما بين مليون و 200 ألف برميل يوميا، أما منذ 5 سنوات فلم تتجاوز عدد الآبار المكتشفة 20 بئرا سنويا، وفي 2020 أقل من 10 آبار جديدة، وهذا أدى حتما إلى تراجع الإنتاج .

“أسعار النفط ستواصل منحناها التصاعدي والذروة ستكون في شهر أوت القادم”
وفي رده على سؤال حول تأثير تراجع الاستكشافات على أسعار النفط في السوق العالمية، قال الخبير الاقتصادي، إن أسعار النفط حاليا مرتفعة وهي عامل قد يساعد المستثمرين على رفع عدد عمليات الاستكشاف، لكن هذا لا يعني أن هذه العمليات سوف تعود مباشرة، فالمسألة مرتبطة بالمساهمين والذين يبحثون عن الربح على المدى القصير وليس الطويل.
وقال إن توقعات أسعار النفط للمرحلة القادمة مبنية على تقديرات، وتأخذ بالدرجة الأولى تقديرات على المدى القصير، ويرى أن الأسعار سوف تبقى تعرف منحنى تصاعديا إلى غاية 22 فيفري القادم رغم أنها خلال هذه الفترة -من الآن إلى غاية 22 فيفري-، ستعرف في بعض الأحيان تراجعا لكنه سيكون طفيفا، ويتوقع أن تصل الأسعار إلى الذروة خلال شهر أوت القادم.
وجاء في تقرير جديد صادر عن شركة الأبحاث المتخصصة في مجال الطاقة “ويستوود إنرجي”، أن حجم اكتشافات النفط والغاز حول العالم شهد تراجعا ملحوظا خلال سنة 2021، وأوضح التقرير أن حجم اكتشافات النفط والغاز العالمية تراجع إلى 6،6 مليار برميل مكافئ نفط في العام الماضي، مقارنة بـ19 مليار برميل مكافئ نفط في العام السابق له.و كانت أحجام اكتشافات الغاز الطبيعي أكبر من النفط خلال سنة 2021، إذ بلغت 64 بالمائة للوقود الأحفوري الأقل تلويثا، مقابل 36 بالمائة لنفط للخام.‪ ‬
وحسب التقرير، باستثناء روسيا، فقد سجلت اكتشافات النفط والغاز حول العالم في العام الماضي أقل مستوى منذ 2008 على الأقل، حينما بلغت 3،4 مليار برميل مكافئ نفط.وفيما يخص روسيا، أشار التقرير إلى اكتشاف هام في منطقة “كيه بي” في حوض “ينساي خاتانغا”، الذي يحوي 2.3 مليار برميل من النفط.
فيما كان اكتشاف شركة “إيني” الإيطالية لحقل “بالين” في ساحل العاج أكبر اكتشاف خارج روسيا، مع ما يتراوح بين 1،5 و2 مليار برميل نفط، و2،4 تريليون قدم مكعبة من الغاز.‪ ‬
ووفق التقرير، كانت شركتا “بي بي” البريطانية و “روسنفت” الروسية الوحيدتين اللتين توصلتا إلى أكثر من مليار برميل مكافئ نفط في اكتشافات العام الماضي، بسبب نشاطهما في روسيا، الذي أسفر عن 48 بالمائة من أحجام اكتشافات النفط والغاز حول العالم.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super