مع قرب حلول سنة 2019 المتزامنة مع انتهاء عقود الغاز التي أبرمتها الجزائر مع عدة دول أوروبية، لازال الغموض يكتنف المفاوضات الثانئية بين الجزائر وزبائنها لتمديد العقود التي تربطها بهم، سيما في ظل بروز منتجين ومصدرين جدد.
وبات الكثير من المراقبين يتساءلون عن مصير المفاوضات التي تجريها الجزائر لتمديد عقود الغاز لسنوات أخرى طويلة، سيما في ظل عدم تحمس بعض الدول الأوروبية على تجديد عقوها في صورة ايطاليا التي عبرت صراحة عن ذلك السنة الماضية، وهو ما دفع الجزائر نحو التحرك للإبقاء على حصتها في السوق الأوروبية دون تخفيض أسعار الغاز مع الفوز بعقود طويلة الأمد، وهو أمر يبدو صعبا في ظل المنافسة الشرسة من الولايات المتحدة الامريكية التي بدأ غازها يتدفق على السوق الأوروبي، ناهيك عن مضاعفة روسيا إمداداتها الغازية، فضلا عن ارتفاع الحصة القطرية.
وفي هذا الصدد كشفت “إنرجي آسبكتس” للخدمات الاستشارية أن سوق الغاز الطبيعي المسال سيواجه فترة تبدأ فيها عقود الغاز السارية حاليا في الانتهاء، في وقت نقلت وكالة “بلومبرج” إن الكميات التعاقدية ستصل إلى ذروتها في 2019 بما يقرب من 439 مليون طن سنويا بموجب التعاقدات الآجلة، وبحلول عام 2025 ستتراجع الكميات إلى 355 مليون طن سنويا.
وأشار إلى أن زيادة حجم المشاريع التي توفر المزيد من الإمدادات أمام المشترين ستعني ضرورة تقديم عروض شديدة التنافسية. وذكر أن المشاريع الجديدة ستظل بحاجة إلى عقود آجلة تتجاوز مدتها العشر سنوات من أجل تأمين التمويل، وأن الكميات المتاحة ستكون قادرة على سد الطلب المتنامي في الأسواق على العقود قصيرة الأجل من ثلاث إلى خمس سنوات، في وقت رأى أن التسليم على ظهر السفن سيحل محل التسليم في الموانئ، لافتا إلى أن أكبر الدول الموردة التي ستنتهي عقودها الحالية هي قطر وماليزيا والجزائر.
ومعلوم أن الجزائر تحتل المرتبة الثالثة بين كبار موردي الغاز للاتحاد الأوروبي بعد روسيا والنرويج، غير أن طاقتها التصديرية عبر ثلاثة خطوط أنابيب تمتد عبر البحر المتوسط غير مستغلة بشكل كبير، ففي سنة 2013، أشارت تقديرات الاتحاد الأوروبي إلى أن الجزائر صدرت 25 مليار متر مكعَّب من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب إلى إسبانيا وإيطاليا، وهو ما يقل عن نصف طاقتها التصديرية البالغة 54 مليار متر مكعَّب، بينما صدرت 15 مليار متر مكعّب من الغاز الطبيعي المسيل من طاقة قدرها 40 مليار متر مكعَّب، وقد بلغت قيمة صادرات الغاز الطبيعي بالنسبة للجزائر في 2013 حوالى 12.82 مليار دولار، مقابل 15.81 مليار دولار في 2012 ونحو 37.3 مليار متر مكعب في 2012.
عمر ح
الرئيسية / الاقتصاد / دول أوروبية تساوم الجزائر مع قرب سنة 2019 :
الغموض يكتنف تمديد عقود استغلال الغاز الجزائري
الغموض يكتنف تمديد عقود استغلال الغاز الجزائري