تنطلق اليوم مساء فعاليات الصالون الدولي للكتاب في طبعته الرابعة والعشرين “سيلا 2019″، بقصر المعارض الصنوبر البحري “صافكس”، بالعاصمة، حيث يرتقب أن يشرف على افتتاح الحدث الوزير الأول نور الدين بدوي، ووزير الاتصال وزير الثقافة المكلف بالنيابة الناطق باسم الحكومة حسن رابحي وعدد من الوزراء وسفراء الدول.
المعرض الذي يأتي في ظروف صعبة واستثنائية تعيشها الجزائر، بسبب حالة اللا استقرار التي تميز المشهد السياسي والوطني، والحراك الشعبي، الذي يقوم به الشعب، سيواجه -حسب المختصين والمهتمين- به، صعوبات جمة، أولها تنبؤ بعدم إقبال الزوار عليه مقارنة بالسنوات السابقة، بسبب انخفاض القدرة الشرائية للمواطن، فضلا عن حالة الاستنفار التي تشهدها الجزائر، بسبب الفراغ السياسي الرهيب، والتأهب للانتخابات الرئاسية، مرورا بتقليص وزارة الثقافة الميزانية، والتي انعكست سلبا على البرنامج.
في سياق ذي صلة، وفي وقت سابق كانت قد عينت وزيرة الثقافة السابقة مريم مرداسي محمد ايقارب محافظا للصالون الدولي للكتاب خلفا لحميدو مسعودي، ورغم هذا التغيير فإن أكثر المتفائلين فقد الأمل في إمكانية أن تكون طبعة مميزة، خاصة وأن المحافظة، حافظت تقريبا على نفس الوجوه التي كانت في السابق، وهو ماجعل الكثير يتساءل عن البصمة التي سيقدمها ايقارب للحدث الثقافي والأدبي الأهم في الجزائر.
محمد ايقارب وفي تصريحات إعلامية سابقة، قال أن المحافظة التي عين على رأسها رفعت التحدي، وأصرت أن تنظم الطبعة الرابعة والعشرين رغم كل الظروف، التي تعيشها الجزائر حاليا، حفاظا على سيرورة هذا الحدث الابرز على الصعيد الوطني، الإقليمي والدولي، فرغم تخفيض قيمة الإعانة المالية التي تمنحها وزارة الثقافة للمعرض المقدرة هذه السنة بـ5 ملايير سنتيم، فإن المحافظة شددت على تنظيمها، مع ضرورة تقليص أجندة النشاطات والضيوف اضطراريا، نظرا إلى محدودية الموارد المالية.
الصالون الدولي للكتاب الذي ينطلق اليوم ويستمر إلى غاية 09 نوفمبر المقبل، تحت شعار “الكتاب قارة”، سيتم الاحتفاء فيه بالأقلام الشابة، وهو مؤشر واضح أرادت من خلاله المحافظة، أن تقول أنها تساير مطالب الشعب الذي ينادي بالتغيير وبإشراك الشباب في مختلف الميادين والقطاعات، في حين أوله المهتمين والمتتبعين بأن المسؤولين عن التظاهرة وفي عز البحبوحة كانت تشدد على تكريس الأسماء الثقيلة وتغفل عن الأسماء الشابة، واليوم وفي عز هذه الظروف والأزمة المالية، هاهي تظهر اهتمامها بالشباب.
وسيستضيف الحدث حوالي 1030 دار نشر من بينها زهاء 300 دار نشر جزائرية ستعرض حوالي 183 ألف عنوان، كما سيكون الجمهور هذه السنة على موعد بلقاء حول التاريخ بعنوان “1919: الجزائر أمام تحديات الحرية و القرن” فضلا عن محاضرات حول الأدب و المسرح و الشعر الملحون و الشريط المرسوم.
وتحل دولة السنغال ضيف شرف الطبعة، خلفا للكويت، التي اعتذر مسؤولو قطاع الثقافة فيها، دون تقديم أسباب فعلية، وهو ماطرح ألف علامة استفهام، حيث سيكون الوفد السنغالي مكونا من مؤلفين على غرار حميدو سال و خليل ديالو، رحماتو سيك سامب أو أيضا عبد اللاي راسين سنغور، كما سيتم في ختام الصالون تنظيم لقاءات بين ناشرين جزائريين و سنغاليين.
في السياق، فإن “روح الباناف” الفضاء الذي خصص للمهرجان الثقافي الافريقي الذي أنشئ سنة 2009 فسيكون فرصة للتطرق للمهرجان العالمي لفن الزنوج بداكار (1966)، كما برمج المنظمون يوما خصص للاكتشافات الاثرية الاخيرة التي جرت بعين بوشريط (سطيف) ينشطها مجموعة من علماء الآثار.
وسيحتضن هذا الفضاء استذكارا خاصا، جاء به الصالون لإحياء الذكرى ال30 من وفاة المؤلف و الكاتب المسرحي كاتب ياسين، أما الممثل سيد احمد أقومي فسيقرأ بعض نصوص الكاتب.
صبرينة ك