أبرز المسرحي شوقي بوزيد بأنه وفي كل مرة كان يحدث بينه وبين بعض النقاد صراع فيه احتدام، لان منطلقهم كان الحاكمية، التي تأتي لتحكم على ما قدمته للمتلقي من باب العريف، مضيفا بأنه كان يرفض دائما هذا لان الانتقاد و النقد ليسا نفس الشيء، فالنقد سمو و بناء، و المتفق عليه ان الفنان يعايش الفكرة ككائن حي تغضبه و يغضبها كذلك يصارع الهامه.
وقال شوقي بوزيد –وهو من أهم الوجوه المسرحية- أن هذا التنزيل الذي لا يفقه رعشته الفنان ذاته، في خضم كل هذا يستطيع الفنان ان يعشق فكرة فتستدرجه إلى ان يفتر الايقاع في لحظة حيث منطقيا كان يجب ان يكون العكس، هنا يكون تدخل الناقد على سبيل المثال ليقنع المبدع المسكون بفكرته ان الايقاع قد نقص … و هذه الجملة فقط تتطلب شرحا عظيم لتقنع المبدع، فقط هذا يتطلب من الناقد اكثر من الكتب التي قرأها و المذاهب و المدارس التي عرج عليها … ما ينقص الناقد هنا( الجزائر) هو النزول من عرش ربوبيته التعليمية و الجلوس بين الفنانين ليتعلم و يقترب من ارواحهم، حضور البروفات لعدة اعمال مع مخرجين اكفاء ليلج عالم الارواح تلك، ان يحظر عروض تيترالية وهو جالس بالكواليس يتفرج على الممثل كيف يخرج شخصيته الى الركح و يعيدها الى الكواليس طائعة بين المشاهد، يتفرج كذلك على الكاتب و هو يرى كلماته تتحول الى ارواح مجسدة في البروفة، ان لم يفعل الناقد هذا، فكل ما يقول قد اخذه من كتب كذلك المخرج كان قد قرا مثلها، ان تكون ناقدا لا يعني انك تمتلك الحقيقة و تلقنها غيرك. قد قرانا كلنا عن جنون الفنان ولم نقرأ عن حكمة الناقد، في الاخير الفنان يستمع للنقد ناصت، اما امام الانتقاد فقد يتحول اله عمله.
صبرينة ك