عكس ما كان منتظرا من أن موجة الاحتجاجات التي عرفها الثلاثي الأول من هذه السنة كان ستعصف بالكثير من الوزراء لاسيما وزيرة التربية نورية بن غبريط ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي فاجأت رئاسة الجمهورية الرأي العام أمس بتعديل جزئي مس كل من وزارات الشباب والرياضة والتجارة والسياحة والصناعة التقليدية وكذا العلاقات مع البرلمان، وهو ثالث تعديل جزئي يمس حكومة الوزير الأول احمد أويحيى.
وحسب البيان الذي أوردته رئاسة الجمهورية فإنه طبقا لأحكام المادة 93 من الدستور وبعد استشارة الوزير الأول قرر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إجراء تعديل في الحكومة.
و قام رئيس الجمهورية بتعيين كل من محمد حطاب، وزيرا للشباب والرياضة خلفا لهادي ولد علي، وقد شغل الوزير الجديد، عدة مناصب منها والي بلعباس، وأمين عام لولايتي الجزائر العاصمة وسطيف ووالي منتدب للحراش وهو من مواليد 29 أكتوبر 1964 ببرج منايل.
اما والي ولاية تيسمسيلت عبد القادر بن مسعود، فقد منح له منصب وزير للسياحة والصناعة التقليدية خلفا لحسن مرموري، متحصل على شهادة الليسانس في العلوم السياسية، وشغل منصب رئيس دائرة في كل من تمنراست وغليزان وعين تموشنت وأمين عام لولاية سعيدة، قبل تعيينه واليا منتدبا لدائرة سيدي امحمد بالعاصمة ثم واليا بتيسمسيلت.
فيما حاز وزير الصناعة الأسبق محجوب بدة على منصب وزير العلاقات مع البرلمان خلفا للطاهر خاوة، وكان نائبا برلمانيا عن ولاية المدية لعدة عهدات تشريعية، ويحوز الوزير الجديد على شهادة الماجيستير ودكتوراه دولة في الإقتصاد وهو خبير اقتصادي، كما كان لاعبا في صفوف إتحاد الحراش وأندية أخرى.
كما تم تعيين مدير التجارة الخارجية سعيد جلاب، وزيرا للتجارة خلفا لمحمد بن مرادي، حيث تحسب له خبرته في إدارة فواتير الاستيراد، وهو ملف تعول عليه الحكومة تقليص أكبر في فواتير الاستيراد، خصوصا في المرحلة الحالية، التي تعرف شدا وجذبا كبيرا بسبب متعاملي السيارات.
ومن المتوقع أن يعيّن الوزراء المقالون من حكومة أويحيى خلال التجديد النصفي القادم لأعضاء مجلس الأمة في الثلث الرئاسي، كما حدث في جوان 2016 مع الوزراء السابقين عمار غول، وقبله بوبكر بن بوزيد، وسعيد بركات، وجمال ولد عباس.
الوزراء المثيرون للجدل هنا قاعدون
للإشارة، فقد ساد الحديث في الأسابيع الأخيرة عن تعديل حكومي شامل يمس العديد من الوزراء بما فيهم الوزير الأول احمد أويحيى، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عديد القوائم غيب فيها اسم اويحيى اين تم استخلافه بوزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح، ليأتي بيان الرئاسة بتعديل جزئي مس وزارات لم تكن في الحسبان عكس ما توقعه العديد.
وتفاجأ المتتبعون بعدم تنحية وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط ووزير الصحة مختار حسبلاوي، بعد أن أثارا الجدل في الفترة الأخيرة، بسبب المشاكل الجمة مع عمال ونقابات قطاعاتهم الوزارية، ناهيك عن الاضرابات التي ارهقت كاهل كلا الطرفين دون الوصول إلى حل توافقي، وقع فيها الضحية المريض والتلميذ.
كما أعرب المتتبعون عن تفاجئهم من عدم إدراج اسم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ضمن قائمة الوزراء المنتهية مهامهم، وهو الذي احدث ضجة منذ اسابيع خلت بقبة زيغود يوسف حين هاجم نوابا بسبب تمثال عين الفوارة بالقول إنّ النواب او الأشخاص الذين يطرحون مسألة نقل تمثال عين الفوارة إلى المتحف هم أولى بالدخول إلى المتحف، ما أثار حفيظة العديد من النواب الذين طالبوا برد الاعتبار او إقالته.
إعادة الاعتبار لمحجوب بدة
يبدو أن رئيس الجمهورية قد أعاد الاعتبار لوزير الصناعة الأسبق محجوب بدة، بمنحه منصب وزير العلاقات مع البرلمان، بعد أقل من سنة من إقالته خلال حكومة الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون، على خلفية الاتهامات التي طالته ابرزها تعطيله لمشاريع مصانع تركيب السيارات، والبزنسة في قوائم التشريعيات السابقة.
كما منحه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس صفة المشرف على حصيلة انجازات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ما يدل على رضا محيط الرئيس على الوزير الجديد، ناهيك عن خبرته في إدارة كواليس البرلمان عبر مساره النيابي.
مرموري يغادر بعد 10 أشهر
تفاجأ العديد بإنهاء مهام وزير السياحة حسان مرموري بعد 10 أشهر من اعتلائه كرسي الاستوزار، رغم أنه بذل كل جهوده لتحسين القطاع وترقية الوجهة السياحية للجزائر.
الولاة بقوة في الحكومة
الملاحظ انه منذ اعتلاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سدة الحكم، تم ترقية العديد من ولاة الجمهورية الى منصب وزير، ربما تشجيعا منه ام مكافأة لاتقانهم في عملهم وحسن تسييرهم لولاياتهم، كما ظهر جليا الاستناد الى الكوادر القادمة من الجماعات المحلية وهو ارتكاز يقلل من الوجود السياسي للمتحزبين في الحكومة، او ما يعرف بالتكنوقراطيين.
نسرين محفوف