جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تشكل القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز التي انعقدت أشغالها الثلاثاء، بالعاصمة القطرية الدوحة، فرصة سانحة لبلورة رؤية مشتركة للدول الأعضاء لضمان إمدادات آمنة ومستدامة من الغاز الطبيعي، حسب الخبير في الطاقة، مهماه بوزيان.
واعتبر الخبير في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن القمة تعمل على الخروج برؤية مشتركة للدول الأعضاء وبحث مستقبل الغاز الطبيعي والدور الأساسي له في تحقيق التنمية المستدامة, مشيرا إلى مصادقة المفوضية الأوروبية على إدراج الغاز الطبيعي ضمن “السلة الخضراء” لتحقيق الحياد الكربوني في آفاق 2030 و2050.
وفي هذا الصدد، ذكر الخبير بالدور الذي تلعبه هذه المنظمة على مستوى السوق العالمية حيث تهيمن على 70 بالمائة من الاحتياطيات المؤكدة للغاز الطبيعي، و52 بالمائة من خطوط الأنابيب، و51 بالمائة من صادرات الغاز الطبيعي المميع في جميع أنحاء العالم, و40 بالمائة من مجمل الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي المسوق.
وتعتبر هذه القمة أيضا فرصة لهندسة خطط التنسيق بين السياسات الغازية ولتعزيز التعاون في الأبحاث والاستكشاف والتنقيب, لافتا إلى أن منتدى الدول المصدرة للغاز قد قام على فكرة جوهرية مفادها دعم “الحقوق السيادية” على موارد الغاز الطبيعي للبلدان الأعضاء في المنتدى والتنسيق لتعزيز قدراتهم في التخطيط والإدارة لمواردهم من الغاز الطبيعي لصالح شعوبهم, بشكل مستقل, ضمن أهداف التنمية المستدامة والفعالة والصديقة للبيئة.
ويتطلع المنتدى إلى تبادل الخبرات والآراء والتحاليل والمعلومات والتنسيق في جملة المواضيع المترابطة بالسوق الغازية والاتجاهات العالمية في التنقيب عن الغاز وإنتاجه في جميع أنحاء العالم, وكذلك حالة التوازن بين العرض والطلب على الغاز والتوقعات المستقبلية.
وهنا أكد الخبير ان القمة تمثل “فرصة للنأي بالمنتدى عن التجاذبات السياسية الطاغية على المشهد العالمي, والابتعاد بحكنة ورزانة عن كل تخندق وعن مرافعات العسكرة والتجييش”.
وأشار الى دور الجزائر في هذا المنتدى التي كانت من بين الدول المؤسسة له وهي تتولى حاليا رئاسة أمانته العامة, فضلا عن احتضانها لمعهد أبحاث الغاز, مذكرا بأن الجزائر ستستضيف القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في 2023.
بالإضافة الى ذلك – يقول الخبير- تحتل الجزائر المركز الرابع في قائمة كبار منتجي الغاز الطبيعي من بين أعضاء المنتدى, بـ 130 مليار متر مكعب, مباشرة خلف قطر التي تنتج 205,7 مليار متر مكعب.
ويعتبر الخبير الطاقوي مشاركة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون, بوفد رفيع المستوى في القمة السادسة, ذات “أهمية خاصة”, نظرا لكون هذه القمة تنعقد حضوريا بعد تأجيل عقدها العام الماضي, جراء تداعيات جائحة كورونا, وأيضا كون انعقاد هذه القمة تجري في فترة يطبع مشهدها عدة رهانات وتحديات.
وتتعلق هذه الرهانات بتداعيات الأزمة الصحية على سوق الطاقة العالمي وعلى تدفق الطاقة وأمنها, وتبعات ذلك على سلاسل التوريد والإمدادات, وهذا ما يستدعي “بحث آليات ضمان التدفقات الآمنة والمستدامة للطاقة, وأيضا تحضير منظور جديد شامل للتعامل التشاركي والتكاملي المستقبلي بين المنتجين والمستهلكين لتعزيز مطلب الأمن الطاقوي خصوصا في الأزمات”.
ومن التحديات الأخرى التي ذكرها الخبير قضية انتقال سوق الغاز الطبيعي من حالة الوفرة في الإمدادات المسجلة في 2020 إلى حالة “الذعر” من نقص الإمدادات أمام تراجع المخزونات بشكل قياسي فضلا عن تبعات الأزمة الأوكرانية.
وأج