جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
اعتبر الكاتب التعبيري والروائي الدكتور مراد نعمون بأن سبب اختيار عنوان “أسوجة الأدب” لكتابه الذي صدر مؤخرا عن دار خيال للنشر والتوزيع والترجمة، راجع لرؤيةٌ فنيّة تنتحل شخصيةَ الخيالِ الأدَبي، حيث يمثل هذا العنوان قاعدة و بند أو خطا عريضا في أهمية إدراك الإنسان أن لكل شيء سياج، وذلك السياج في حدّ ذاته يمثل الوصفة الأدبية التي يجب أن نتحلَّى بها أمام واجهة مجتمع، وهذا للابتعاد قدر الإمكان عن السوء و مقابلة الهرمية الأدبية بمستويات متناسقة إذا كانت من باب أدبها بدون تسريب حالات من التعسف و الفوضى و السخرية و انتهاز فرص أذية الطيبين.
وأضاف الكاتب لــ “الجزائر” بأنه لكل فعل رد فعل بالتأكيد، وأن نعطي مساحة من فرص الاحترام التي تؤهل الإنسان لبناء ذاته من خلال التعلم، النضج و الرشد، و كذلك تعزيز المفهوم السليم للفرد والمجتمع وكذا فهم العلاقات المتداخلة وخضوعها دائما و في مطلق الأحوال إلى الثوابت الإنسانية التي استعمرت كذلك بأبشع الصور مما أحدث هوَّة بين المتناقضات الاجتماعية، أضف إلى ذلك و كما جاء في كتابي عند الصفحتين(123-124)،حيث من خلالها يقدر الإنسان على ممارسة أفعاله و أقواله بشيء من الالتزام و عدم تخطي الحدود المسموح بها في أكثر الحالات تجنبا لتصعيد ما و تتمثل في:(…لكن هناك فرق شاسع بين قلَّة الأدب المحترم وقلَّة الأدب غير المحترم،لأنَّني أعلم جيِّدًا أنه حتى لقلَّة الأدب أسيجةً مثل أسيجةَ الأدبِ الذي يحتاج إلى معاقبة قلَّة أدبهم حتى نحصر قلَّة أدبهم في قفص أدبهم لكي يطرحوا طاقتهم الجسدية فضلات على أرض موقعهم حينما أرادوا…ولا أدري ما يريدون إظهاره من أدبهم أمام قلَّة أدبي، إذ أراهم يزدادون قلَّة أدب بعدما كنت أظنهم مؤدبون فيما مضى سوى أنهم انحرفوا عن أدبهم في قلَّة أدبهم. لم يتميَّزوا عني سوى أنهم قلَّلوا من أدبي رغم أدبي معهم. ربما هناك كشفٌ مذهلٌ عن الأقنعةِ الموضوعة في وجه خلقه الله بأتم معاني الشعورِ. لأنَّ قناعي هو إحساسي الصادق الملتصقِ شديدَ الالتصاقِ بفطرة قلَّة أدبي الذي يُجاهد من أجلِ إعدادِ أدبهِ. أتعلمون أكبر خطأ بين المؤدب وغير المؤدب، هو حينما يقع الشخص في نميمة القيل والقال لإبراز خصال الغير المؤدب متناسيًا أدبه، ولهذا فإنَّني غير مؤدب بكل فخر ولكنني أملك قيمًا رفيعةً تتعدى أدبكم في صدِّي لقلَّة أدبي.
ويقدم الكاتب في الإصدار تأمّلات في الأدب وما يحيط به من موضوعات، بلغة خاصة، تحتاج أكثر من قراءة لسبر المعنى الكامن في رؤاه للكتابة والحياة، حيث وفي هذا المنجز نصوص واقتباسات ومواقف مفيدة للقارئ ومن شأنها أن تكون مصدرا للإحاطة بتفاصيل ومعطيات أدبية قد يغفل عنها القراء والكُتاب في زحمة التثاقف.
ويميل الكاتب مراد نعمون –كما قال- إلى طابع تمثيل الواقع و محاكاته بصيغة خيال أو العكس، كذلك إلى التشبع بالمتناقضات والمتشعبات اللفظية لإخراج ترادفات مدهشة في عملية فهم المعنى بحقائب لونية مختلفة تتجه دائما لخدمة الإنسان، بحيث يتَّسم الكاتب باجراء بعدًا شكليا عن الموضوع للتقرب إلى مضمون المعنى المراد من فهم معين و الذي لا يتوقف عند فكرة محدَّدة. زيادة على ذلك يرغب الكاتب في تدفق المعاني للقارئ كأداة لصقل معنى يفهمه القارئ بطريقته و يرغب في تطبيقها كفكرة.
صبرينة ك