قال الكاتب والاعلامي حميد عبد القادر، أن أول من مارس الإقصاء على المفكر الجزائري الكبير محند تازروت، وأحاطه بالنّسيان والنكران، هي المنظومة الثقافية الفرنسية، فانتقلت للأسف إلى منظومتنا بعد الاستقلال.
وفي منشور فيسبوكي، أرجع حميد عبد القادر كل هذا الجُحود الفرنسي بالخصوص، إلى تعاطف محند تازروت مع الفلسفة الألمانية، فهو مترجم كتاب “تدهور الحضارة الغربية ” لـ “شبنغلر”، ومؤلف كتب أخرى منها “نقد التربية الألمانية”.. في ثلاثة أجزاء، جعلت منه مفكرا “جيرمانيا”.
وأضاف أن تازروت، كان طرفا في الصراع الحضاري الذي عرفته أوروبا بين البُعد الهيلليني، والتصور اليهودي – المسيحي الذي رفض كل الإرث الفلسفي الألماني من “فريديريك نيتشة” إلى “شبينغلر” وصولا إلى “مارتن هايدغر”. وبعد أن عرفت الساحة الثقافية الفرنسية في الأربعينات جدلا كبيرا بين محند تازروت من جهة، والمفكر الليبرالي المحافظ “ريمون آرون” جهة أخرى. علما أنّ “آرون” هو صاحب فكرة « critique de la philosophie spéculative de l’histoire » … من خلال النقد الذي وجّهه لهيغل و كارل ماركس، وشبنغلر، حفاظا على الروح “الكانطية” التي تأثر بها حينما قرأ الفلسفة الألمانية… من خلال هذا الجدل، ونظراً للمواقف التي اتخذها لصالح الفكر الألماني، ألصقت كل التُهم بالمفكر محند تازروت منها الولاء للنازية وغيرها من التُهم التي لحقت به، فجعلت منه مفكرا مجهولا، منسياً، بالرغم من أنه كتب وترك مؤلفات عظيمة حول تاريخ الحضارة. ومن أشهر مؤلفاته كتاب “بيان ضد العنصرية”. وكتاب آخر في غاية المتعة صدر بعنوان “في مؤتمر المتحضرين” (خمسة أجزاء) كتبه بين 1955 و 1959.
ص ك