لا يزال سكان بلدية الكاليتوس في العاصمة يعانون في ظل المشاكل التي يتخبطون فيها ناهيك عن عدم استجابة السلطات المحلية لمطالب السكان والتي تخص بالدرجة الأول تسوية الوضعية القانونية للسكان وكذا اهتراء الطرقات الباقية في وضعية مزرية.
وابدى سكان تذمرهم من تحول حواف الطرقات ومداخل المجمعات السكنية إلى مفرغة عشوائية لرمي النفايات المختلفة، من طرف الباعة الذين يملكون محلات أو الذين يمارسون نشاطهم على طول الطريق، حيث يقومون بترك علب الكرتون ومخلّفات السلع دون مبالاتهم بالأضرار التي تنجر عن تلك السلوكيات، رغم وجود لافتات تحثّ الأشخاص على رميها في المكان المخصص لها، إلا أن غياب ثقافة الحفاظ على البيئة والمحيط من جهة والعائلات لا تحترم وقت وضع النفايات المنزلية في الحاويات المخصصة لها من جهة أخرى ، ولذلك لن تستطيع أي شركة نظافة إخفاء الوجه الملوّث للمحيط، فيما يوجه بعض المواطنين أصابع الاتهام لمؤسسة النظافة، التي لا تتقن – حسبهم – العمل، ولا ترفع كل النفايات، ومثال ذلك الحاويات الموضوعة بالطريق المؤدي إلى حي 500 مسكن بالقرب من متوسطة عيسى مسعودي، التي تبقى أكبر نقطة سوداء بالبلدية، علما أنها تقع بالقرب من الطريق الرئيس الذي يمر بوسط المدينة.
الطرق بحاجة إلى تهيئة
يعد مشكل اهتراء الطرقات من النقاط السوداء التي يطرحها السكان بقوة، حيث لم تعرف بعض المسالك أي عملية تعبيد منذ سنوات وخلال حديثنا مع بعض المواطنين، أبدى هؤلاء تذمرهم واستيائهم الشديدين من هذا الوضع المأساوي التي يتخبطون فيه كما استغربوا سياسة التهميش واللامبالاة المنتهجة في حق حيهم، فهم يعانون من انعدام تهيئة الطرقات الرئيسية بالحي التي تعرف انتشارا كبيرا للحفر والمطبات مما يصعب على أصحاب السيارات المرور إلى بيوتهم خلال هطول الأمطار، أما خلال فصل الصيف يصبح الغبار المادة الأساسية التي ترافق السكان في كل تنقلاتهم وفي كل زاوية من بيوتهم، هذه المسالك التي لم تشهد أي عملية تزفيت حسب السكان جعل بعض المجمعات السكنية التابعة للحي في عزلة، فوضعية الطرق المتدهورة خلفت مشاكل عديدة للعائلات المقيمة به، حيث أصبح أصحاب السيارات يرفضون ركن سياراتهم بالحي تفاديا للطريق التي تحدث بمركباتهم أعطاب تكبدهم مصاريف إضافية لذا ونظرا لتفاقم الوضع يطالب سكان الحي بالتدخل العاجل لمسؤوليهم من أجل إعادة بعث الحياة في حيهم، الذي يعاني العزلة والتهميش منذ سنوات طويلة.
بريد الكاليتوس بحاجة إلى توسعة
ويشهد مركز بريد بلدية الكاليتوس وضعية حرجة، وزحمة لا تطاق، أثرت على الخدمات المقدمة للزبائن رغم فتح مكاتب صغيرة ببعض الأحياء، منها حي 500 مسكن، الذي خفف من الضغط الحاصل بالمركز الواقع بوسط المدينة. ويتساءلون عن تأخر توسيع هذا المرفق العمومي الذي يؤمه آلاف المواطنين، لا سيما أن بلدية الكاليتوس ارتفع عدد سكانها بشكل محسوس في السنوات الأخيرة جراء التوسع العمراني وعمليات الترحيل، مما يستلزم دعم هذا المرافق العمومي بفروع أخرى، تخفف الزحمة ومعاناة المواطنين، الذين يضطرون في أيام الذروة، للانتظار في طوابير خارج مبنى البريد.
سوق مغطاة مطلب السكان
هذا وفي ظل غياب سوق يومي بالحي يلبي احتياجاتهم، يتنقل السكان إلى وسط البلدية أو الأحياء المجاورة من أجل اقتناء كل لوازمهم من مواد غذائية وغيرها من المستلزمات، مشيرين إلى أن الوضع أثقل كاهلهم خاصة بالنسبة للأسر المحدودة الدخل التي تضطر لاقتناء ما يلزمها من المحلات التجارية التي تبيع بأسعار مرتفعة.
وقال السكان أنهم رفعوا مطلب انجاز سوق جواري في مناسبات عدة إلا أنه لم يجسد، ولحسن الحظ يتنقل الباعة الفوضويين لعرض سلعهم بالحي من وقت لآخر ما ساهم في تخفيف متاعبهم بعض الشيء مثلما أشار إليه هؤلاء. وأبدى السكان استغرابهم من تأخر السلطات المحلية في انجاز سوق يومي منظم يلبي احتياجاتهم اليومية ويجنبهم عناء التنقل إلى الأحياء المجاورة أو البلديات التي تتوفر على أسواق والسماح لأصحاب المحلات التجاري برفع الأسعار.
المرافق الصحية غير كافية
وفي الشأن الصحي، تبقى بلدية الكاليتوس التي يزيد عدد سكانها عن 120 ألف نسمة، بحاجة ماسة إلى مستشفى يفي بالغرض المطلوب، لا سيما أن الكاليتوس تغطي العديد من البلديات المجاورة إذا تم تجسيد هذا المرفق، ومنها سيدي موسى وبراقي.
ويعتبر مشكل نقص مراكز الصحة الجوارية من بين أهم المشاكل التي تؤثر على صحة السكان، وهو الأمر الذي دفع بهم إلى الاستعانة بخدمات المرافق الصحية للبلديات المجاورة، من أجل العلاج، وما زاد من غضبهم وجود بعض المصحات الجوارية التي تفتقر لأدنى شروط العلاج الضرورية، من نقص الإمكانيات والتخصصات، ولكنها في المقابل لا تكفي للتكفل بكامل المرضى المترددين عليها من مختلف الأحياء، كالشراربة والأمير وأولاد الحاج وغيرها من الأحياء الأخرى في المنطقة التي توفر الحد الأدنى من الخدمات ليلا.
ويبقى حي سلماني الجديد الذي يضم 1200 مسكن اجتماعي، بدون مرافق صحية رغم وجود قاعة علاج تقع أسفل عمارات حي 500 مسكن، التي بقيت هيكلا بلا روح لأزيد من سبع سنوات، لم تحرك خلالها السلطات المحلية ومديرية الصحة لولاية الجزائر، أي ساكن رغم حاجة السكان لهذا المرفق الصحي العمومي، خاصة مع ارتفاع عدد المرحّلين بهذه الجهة.
وفي ظل هذه الظروف، يجد سكان عدة أحياء صعوبة كبيرة في البحث عن مصحات؛ إذ يضطرون لقطع عدة كيلومترات للوصول إلى مستوصف مجاورة، مطالبين الجهات الوصية بالإسراع في تجهيز هذا المرفق الهام، وتقريبه من المواطنين لتوفير تغطية صحية لائقة.
من جهة أخرى، أوضح بعض السكان، أنه في الوقت الراهن، الأولوية تكمن في انجاز عيادة للأمومة والطفولة بالمساحة المسترجعة التي قدرت بـ 1960 مترا بالحي القصديري “موني”، التي إن جسدت على أرض الواقع ستنهي على حد قولهم، المعاناة التي تتجرعها عدة عائلات، من أجل الاستفادة من الخدمات الصحية بعدة عيادات أخرى المتواجدة بالبلديات المجاورة، مشيرين في ذات الوقت، إلى أن انجاز عيادة للتوليد بالمنطقة، سيخفف الضغط عن باقي مستشفيات العاصمة، على غرار مستشفى “بلفور” بالحراش و”بارني” بحسين داي، اللذين يستقبلان يوميا أعدادا هائلة من سكان هذه البلدية، ما يستلزم، حسبهم، تجسيدها في أقرب وقت، نظرا لعدد سكان البلدية الذي يفوق 200 ألف نسمة، في حين يتم إنجاز مرافق أخرى في المساحة المسترجعة في حي “أولاد الحاج”، الذي كان يضم 173عائلة.
المرافق الشبانية مطلب
بلدية الكاليتوس من البلديات التي تسجل عجزا كبيرا في المرافق الشبانية. فالشباب محرومون من حقهم من هذه المرافق العمومية، لا سيما ملاعب كرة القدم، مما جعل المئات من أبناء الأحياء يتخذون الطرق والمسالك للتنفيس وممارسة اللعبة الشعبية الأكثر انتشارا.
وتستمر هذه الوضعية غير المريحة في وقت يبقى مشروع الملعب البلدي بالكاليتوس يراوح مكانه لأزيد من ثماني سنوات رغم تداول عدة مجالس بلدية وولاة، لم يستطيعوا إكمال هذا المشروع الشباني، وهي الوضعية التي تضطر الفريق المحلي لكرة القدم، للتنقل إلى سيدي موسى لإجراء تدريباته.
وفي هذا الصدد، عبر بعض سكان الكاليتوس، عن مدى رغبتهم في تجسيد مرافق رياضية، كقاعة للرياضات ومسبح، يستفيد منها الشباب، لاسيما وأن البلدية تفتقر لمختلف الهياكل الرياضية، بالرغم من أنها تضم العديد من الجمعيات التي تنشط بصفة منفردة و بالاعتماد على إمكانياتها الخاصة، وغالبا ما تكون محدودة في هذا المجال، حسب ما أكده هؤلاء، مبدين فرحتهم بقرار المصالح المحلية ببرمجة مشروع انجاز مسبح شبه أولمبي سيكون قبلة للعديد من الشباب الهاوي من مختلف الأحياء وحتى البلديات المجاورة لهم، بالنظر إلى مساحته الكبيرة وما يضمه من قاعات لمختلف النشاطات الرياضية.
ف. س