جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
سيحل المبعوث الخاص للوزير الأول البريطاني المكلف بالشراكة الاقتصادية، لورد ريشارد ريسبي، بالجزائر نهاية الشهر الجاري، مرفوقا بوفد رفيع المستوى من رجال الاعمال البريطانيين قصد إعطاء دفع إضافي للشراكة بين البلدين.
وسيشرف اللورد ريشارد ريسبي على منتدى اعمال البلدين والذي سيتم عقده في الجزائر، كما سيرافقه وفد مهم من رجال الاعمال الراغبين في الاستثمار وبحث ملفات الشراكة، معتبرا الجزائر وجهة طبيعية للاستثمار كونها بلد يتمتع بالاستقرار السياسي وبمعدل نمو منتظم.
و أكد ممثل رئيس الوزراء البريطاني على الأهمية التي توليها بريطانيا لترقية العلاقات الثنائية مع الجزائر، حيث وعد المستثمرين البريطانيين بأنهم سيجدون سوقا ناجحة في الجزائر، مذكرا بان الحكومتين تتقاسمان نفس المواقف حول عديد المسائل.
وقد أبدى السفير البريطاني بالجزائر باري روبرت لون في لقاء جمعه منذ اسابيع بوزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي اهتمام شركات بلاده بولوج السوق الجزائرية ورغبة رجال الأعمال البريطانيين في الاستثمار في الجزائر لاسيما فيما يتعلق بالتكنولوجيات الحديثة.
كما حث سفير بريطانيا في الجزائر المتعاملين الاقتصاديين البريطانيين على التوجه إلى الجزائر من أجل الاستفادة من الفرص المتاحة في مختلف قطاعات النشاط، مشيرا انه وفي حال ان تمت آفاق الشراكة الجزائرية البريطانية على أسس صحيحة فيما تعلق بالمنفعة المتبادلة وتقسيم الأرباح، سيفتح المجال واسعا نحو الاقتصاد الجزائري، على اعتبار أن الشراكة البريطانية مع الدول الأخرى كانت ناجحة بكل المقاييس، دون إغفال العلاقات السياسية الطيبة التي تجمع الطرفين والتي ستؤثر إيجابيا على الشراكة.
وفي هذا الخصوص، جدد يوسفي رغبة الجزائر في توطيد علاقاتها الاقتصادية مع المملكة المتحدة خارج قطاع المحروقات.
وأعرب في ذات السياق عن ترحيبه بالشركات البريطانية في الجزائر، داعيا إياها إلى الاستثمار في المجال الصناعي الذي يعرف ديناميكية حقيقية في الوقت الراهن على غرار صناعة الإلكترونيك، النسيج، الإسمنت.
كما عدد الوزير الإمكانيات الطبيعية والبشرية التي تحوزها الجزائر والمزايا التي تمنحها الحكومة للمستثمرين المحليين والأجانب والتي من شأنها تشجيع الشركات البريطانية للقدوم والتموقع في الجزائر.
الجزائر سوق جذابة وفرصة أعمال كبيرة
وترى الحكومة البريطانية في الجزائر فرصة أعمال كبيرة، حيث دعت رجال اعمالها الى بحث العلاقات في مجال التجارة والاستثمار وتعزيز التعاون واستكشاف فرص الاعمال المتاحة، معتبرة اياها سوقا جذابة.
واعتبر عمدة الحي المالي للندن اللورد بارملي الجزائر طرفا فعالا إقليميا هاما تأمل المملكة المتحدة تعزيز تعاونها معه، حيث أكد أن لندن مستعدة لتشارك خبرتها في مجال المالية مع الجزائر التي تتطلع إلى تطوير بنوكها لكون مدينة لندن رائدة في مجال المالية، وكذا فيما يخص خلق مناخ مواتي للأعمال.
وقد تبنت بريطانيا سياسة جديدة من أجل تنويع علاقاتها الاقتصادية الدولية بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبي، حيث ان إقامة شراكات مع بلدان أخرى هو الهدف الذي تسعى إلى بلوغه حاليا لندن التي تريد البقاء منفتحة على العالم.
و يتميز التعاون بين البلدين بحصول الشركات البريطانية على العديد من العقود على غرار الدراسات المتعلقة بإنجاز ثلاث محطات تكرير للنفط و تزويد شركة الخطوط الجوية الجزائرية بمحركات رولس رويس.
للاشارة، فقد كانت العلاقات التجارية بين الجزائر وبريطانيا في السنوات الماضية جد متطورة حيث بلغت صادرات الجزائر لهذا البلد 7 مليارات دولار سنة 2013، غير ان الازمة الاقتصادية ونظرا لهبوط أسعار النفط انخفض هذا الرقم إلى 1.2 مليار دولار خلال السداسي الاول من 2017.
وتتمثل صادرات المملكة المتحدة إلى الجزائر أساسا في المنتجات الكيميائية و مشتقات النفط و الآلات الصناعية و السيارات و المواد المصنعة أما أهم واردتها فتتمثل في النفط و الغاز بقيمة 46،2 مليار دولار.
نسرين محفوف