منذ إعلان منسق الهيئة المؤقتة لتسيير شؤون حزب جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب نهاية شهر نوفمبر الفارط عن عقد مؤتمر استثنائي لحزب جبهة التحرير الوطني لم تعقب هذه الخطوة تحديد تاريخ له ولا تنصيب لجنة تحضيرية ليفتح باب التساؤل عن مصير المؤتمر الاستثنائي لحزب جبهة التحرير عما إذا كان سيعقد أم لا في ظل الصمت المطبق عليه غير أن هذه التساؤلات سقطت في الماء بالنظر لموقف القيادات السابقة للأفالان والتي راح البعض للقول أن الأمر من صلاحيات الرئيس فيما ذهب آخرون للتأكيد أن الشروط غير متوفرة و عقده في الوقت الراهن هو مجازفة ومغامرة وفتح الباب لأخطاء أخرى تعيد الحزب لنقطة الصفر .
عبد الرحمن بلعياط :
“رئيس الحزب هو من يقرر عقد المؤتمر الاستثنائي”
و في الوقت الذي كان منسق الهيئة التنفيذية للقيادة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الرحمن بلعياط من اشد المطالبين بعقد مؤتمر استثنائي في العديد من تصريحاته قبل تنصيب الهيئة المؤقتة لتسيير شؤون الحزب ووصف الأمر بمثابة المنقذ والمعيد للحزب لسكته الصحيحة بعقده بصفة فورية غير أن هذا الأخير وفي تصريح ل ” الجزائر أمس أبرز أنه ليس هناك ما يدعو القيادة المؤقتة الحالية للإسراع في عقد المؤتمر الاتستثنائي في الوقت الراهن قبل أن يدرج الأمر في خانة الأمر الداخلي الخاص بالحزب ولا يجوز لأي أحد التدخل فيه ولا الحديث عنه باستثناء رئيس الجمهورية التي تعود له صلاحية تحديد تاريخ عقد المؤتمر الإستثنائي الذي كشف عنه منسق الحزب معاذ بوشارب في الاجتماع الأول لهيئته.
وقال بلعياط في هذا الصدد:” هذا أمر داخلي والحديث عنه سابق لأوانه لا يفصل فيه منسق هيئة تسيير الحزب معاذ بوشارب ولا غيره الكلمة الحسم في المؤتمر الإستثنائي تعود لرئيس الجمهورية والأمر غير مطروح للنقاش في القيادة الموحدة وننتظر رأي رئيس الحزب ” وتابع في السياق ذاته :”المؤتمر الإستثنائي لم يعد أولوية في الوقت الراهن الحمد لله تدخل رئيس الجمهورية الرئيس الفعلي للحزب عبد العزيز بوتفليقة و أنقذ الحزب من الأزمة التي كان يتخبط فيها وأعاده لسكته الصحيحة بوضح حد للممارسات السابقة من إقصاء و تهميش و تبني سياسة اليد الممدوة و لم الشتات وتقوية صفوف الحزب استعدادا لاستحقاقات التجديد النصفي لمجلس الأمة وبعدها رئاسيات 2019 .
وأضاف :” أمور الحزب تتجه للتحسن بصفة تدريجية لسنا متسرعين لعقد مؤتمر استثنائي طالبنا بضرورة حل أزمة الحزب الرئيس استجاب و المؤتمر الاستثنائي من صلاحيته ولا دخلنا لنا في ذلك”
القيادي السابق صالح قوجيل:
“الشروط غير متوفرة للذهاب لمؤتمر استثنائي”
ومن جهته اعتبر القيادي السابق صالح قوجيل على أنه من الصعب الحديث عن عقد مؤتمر استثنائي في الوقت الراهن بالنظر للوضعية التي يتواجد فيه الحزب والذي بعد حل كافة هياكله لم يتبق غير هيئة مؤقتة لتسيير الحزب فقط ومن غير المعقول الذهاب لمؤتمر استثنائي في هذا الوقت بالذات مؤكدا أن الجميع في قاعة انتظار و ترقب لما ستفرج عنه القيادة الحالية من قرارات.
و قال قوجيل في تصريح ل ” الجزائر” أمس :” صحيح انه تم الحديث عن مؤتمر إستثنائي لحزب جبهة التحرير الوطني وهذا أمر إيجابي يعقب القرارات التي صاحبت إنهاء أزمة الحزب التي كان يتخبط فيها لسنوات وتعيين قيادة جديدة مؤقتة وأعتقد أن المنسق الجديد معاذ بوشارب يسير في الطريق الصحيح وننتظر الكشف عن ورقة طريقه للمرحلة لمقبلة و لكن في نظر الظروف الحالية غير مساعدة للذهاب لمؤتمر استثنائي ” . و تابع :” عقد مؤتمر إستثنائي في غياب هياكل الحزب لا محافظات و لا قسمات فالمؤتمر هو مؤتمر القاعدة لا الإطارات و لا بد من تنظيم أمورها و رص صفوفها كما تعمل القيادة الحالية المؤقتة مع القيادات السابقة بلم الشتات والأمر ذاته ينبغي أن يتبع على مستوى القاعدة”.
وعن التوقيت الأنسب لعقده ” و الله من الصعب الفصل في تاريخ عقده المهم هو توفير الشروط لعقد و عقده في الوقت الراهن في نظري مغامرة كبيرة “.
القيادي السابق ابراهيم بولحية:
عقد مؤتمر استثنائي الآن مجازفة وفتح الباب لأخطاء
ومن جانبه ابرز القيادي السابق ابراهيم بولحية أن المؤتمر الاستثنائي و إن كان أمر إجباريا لمعالجة المشاكل العميقة التي يتخبط فيه الحزب منذ أكثر من 4 سنوات غير التعجيل و التسرع بعقده سيما في ظل الظروف الحالية و غياب الشروط اللازمة لعقده يعد بمثابة مجازفة و مغامرة ستوقع الحزب في أخطاء أخرى و قد تعيده لنقطة الصفر وهو الأمر لا يريده الجميع سيما في ظل السياسة المتبعة في الوقت الراهن من طرف القيادة المؤقتة الحالية من تبني سياسة لم الشتات و رص الصفوف و الأهم من ذلك السعي لتطهير الحزب من المضلين الذين فتحت لهم الأبواب في زمن إقصاء و تهميش القيادات الحقيقية و التي وجدت نفسها خارج اللعبة بطريقة تعسفية.
وذكر بولحية في تصريح ل ” الجزائر أمس” :” نحن نريد الذهاب لمؤتمر إستثنائي يكون جامعا يكون محصنا للحزب المقبل على إستحقاقات و تحديات كبيرة و قبلها إنتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة أما المؤتمر الإستثنائي فأعتقد أن الحديث عنه في الوقت الراهن و إن كان لابد منها غير أنه لا ينبغي التسرع و الذي سيدفع الحزب ثمنه غاليا “.
و أضاف في السياق ذاته :” صحيح أننا في أمس الحاجة لمؤتمر إستثنائي لمعالجة المشاكل العميقة التي كان الأفالان يتخبط فيها ولكن هناك أولويات من لم شتات الحزب والتي شرع فيها معاذ بوشارب والأهم هو تطهير الحزب من الدخلاء وبعدها إعادة هيكلة الحزب على المستوى البلدي والولائي والوطني وبعدها عقد مؤتمر استثنائي لمراجعة القانون الأساسي وانتخاب قيادة شرعية جديدة منبثقة عن الصندوق ليعود الحزب حقيقة لسكته الصحيحة “.
زينب بن عزوز