الثلاثاء , أكتوبر 1 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / الباحث السياسي، توفيق بوقعدة لـ"الجزائر"::
“المبادرة المصرية الأخيرة حول ليبيا ولدت ميتة”

الباحث السياسي، توفيق بوقعدة لـ"الجزائر"::
“المبادرة المصرية الأخيرة حول ليبيا ولدت ميتة”

يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية توفيق بوقعدة، أن بيان وزارة الخارجية الذي ذكرت من خلاله بموقف الجزائر “القائم على الوقوف على مسافة واحدة من الأشقاء الليبيين وبالجهود التي بذلتها على مختلف الأصعدة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية بدء بوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار هو رد غير مباشر على المبادرة المصرية”، وأن “اللاتعليق على هذه المبادرة من قبل الجزائر هو في حد ذاته إشارة إلى أن الجزائر لا ترى أي جدوى منها”، وقال الباحث السياسي بوقعدة أن “المبادرة المصرية ولدت ميتة كونها لا تتوفر على أي شروط تؤسس لوقف إطلاق النار وبدء المشاورات السياسية لغياب أحد أطراف النزاع وهو حكومة الوفاق الوطني”.

– أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن مبادرة لحل الأزمة الليبية، ما قراءتكم لها؟
المبادرة المصرية ولدت من الأساس ميتة، فهي لا تتوفر على أي شروط مؤسسة لوقف إطلاق النار والابتعاد عن لغة السلاح والتوجه نحو المشاورات السياسية والحوار بين الأطراف المتنازعة، فالرئيس السيسي لم يجتمع مع جميع أطراف الصراع الليبي، حيث استقبل بالقاهرة كل من رئيس مجلس النواب الليبي بشرق ليبيا، عقيلة صالح واللواء خليفة حفتر، وغاب رئيس حكومة الوفاق الوطني- الحكومة المعترف بها دوليا- فايز السراج، وغياب أي طرف من أطراف النزاع وعدم استشاراته يجعل من المبادرة “ميتة و بلا جدوى”، كما أنها جاءت بعد تفوق حكومة الوفاق الوطني الليبية على الأرض، حيث حققت انتصارات كبيرة ومتلاحقة واستعادت العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرت حفتر، ما يجعل- أي المبادرة- تبدو أنها جاءت من أجل إنقاذ حفتر والوقوف ضد هجمات حكومة الوفاق وسيطرتها على الأراضي التي كانت تخضع للواء المتقاعد حفتر.

– إذا هل تعتبرون أن هذه المبادرة المصرية بلا جدوى؟
المبادرة جاءت في الوقت الخطأ وجاءت من أجل ربح الوقت لإنقاذ حفتر وحفظ مكانته في أي تسوية قد تكون مستقبلا، كما أن مصر حين فكرت في إطلاق مبادرة لحل هذه الأزمة لم تستشر فيها دول الجوار كالجزائر وتونس والمغرب، خصوصا وأن هذه الدول –أي الجوار الليبي- تعمل مع بعض من أجل إيجاد مخرج للمأزق الليبي الذي أصبح مقلقا للغاية ويهددها، فالمبادرة الفردية هي لنصرة طرف على حساب طرف آخر ولحمايته وليس غايتها البحث عن حلول حقيقية للأزمة، والمبادرة التي تنطلق من هذه الأسس فهي أكيد لن تكون ذات جدوى.

– وزارة الخارجية الجزائرية أصدرت بيانا ذكرت فيه بموقف الجزائر “القائم على الوقوف على مسافة واحدة من الليبيين وبالجهود التي بذلتها على مختلف الأصعدة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية بدء بوقف إطلاق النار والجلوس على طاولة الحوار إضافة تمسكها بالدور المحوري لدول الجوار من أجل تقريب وجهات النظر بين الليبيين، ما قراءتكم لهذا البيان؟
بيان الخارجية جاء كرد غير مباشر المبادرة المصرية، فالأسلوب الذي جاء به البيان جاءت فيه عبارة “الجزائر تأخذ علما بالمبادرة السياسية الأخيرة من أجل حل سياسي للأزمة الليبية”، هي إشارة إلى أن هذه المبادرة لا تعني الجزائر، وأنه وحتى “اللا تعليق” على المبادرة هو في حد ذاته، إشارة من الجزائر على أنها تعتبرها بلا جدوى، وأعتقد أنه عندما يرتفع صوت السلاح لا يمكن إقناع المتصارعين بالدخول في تسويات سياسية كما يحدث حاليا، لأن هناك طرف منتصر وآخر منهزم، والتسويات تأتي عادة عندما يكون نكون في حالة توازن للقوى بين الأطراف المتصارعة، أو عندما تكون هناك لدى الطرفان المتصارعان القدرة على تحقيق أي تقدم.

– تجري الجزائر وتونس مشاورات مع أطراف النزاع في ليبيا، كانت آخرها السبت المنصرم، إذ أشار بيان لوزارة الخارجية بحكومة الوفاق الوطني الليبية أن وزير الخارجية، محمد الطاهر سيالة أجرى اتصالات هاتفية مع وزير الخارجية صبري بوقادوم وكذا نظيره التونسي لإبلاغهم بآخر التطورات السياسية والأمنية في ليبيا، دون باقي دول الجوار الأخرى، فماذا يعني هذا في رأيكم ؟
الهدف الأساسي من الاتصالات الهاتفية بين وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني ونظيريه في الجزائر وتونس، هو إعلام الجزائر وتونس بحالة التقدم التي أحرزتها القوات التابعة لحكومة الوفاق على أرض الواقع، وفي اللغة الدبلوماسية هي السعي لوضع خارطة طريق بعد إنهاء حالة الحرب، وإعلام دول الجوار بأنهم شركاء في مرحلة البناء بعد الحرب، فأي دولة لما تحرز انتصارات ترسل ببرقيات للدول التي لها علاقات جيدة معها أو التي تعتبرها دولا صديقة لإعلامها.
حاورته: رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super