أكد نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح يوم امس الاربعاء بالجزائر العاصمة, أن النتائج الميدانية والاشواط المقطوعة في السنوات الاخيرة في مجال تطوير القوات البحرية, بفضل الدعم المتواصل والتوجيهات المستمرة اللذين ما فتئ يحظى بهما الجيش الوطني الشعبي, بات أمرا واضحا وغنيا عن كل بيان.
وفي زيارة عمل قادته الى قيادة القوات البحرية التي أشرف بالمناسبة على تفتيش السفينة الفرقاطة “المدمر” أعتبر الفريق قايد صالح أن “النتائج الميدانية والفعلية المحققة والأشواط المقطوعة في السنوات الأخيرة في مجال تطوير القوات البحرية بكل عقلانية وتبصر أمرا واضحا وغنيا عن كل بيان وذلك بفضل الدعم المتواصل والتوجيهات المستمرة اللذين ما فتئ يحظى بهما الجيش الوطني الشعبي من لدن رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني ثم بفضل الحرص العازم والسهر الصارم على تطبيق المخطط التطويري والتحديثي الشامل والمتكامل سواء المتعلق بالقوات البحرية أو بغيرها من القوات الأخرى للجيش الوطني الشعبي”.
وأضاف القول أن “وضوح رؤية العمل المستقبلي بالنسبة للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني وحسن استقراء متطلباته وكذلك إخلاص النية ورشادة العمل والرغبة الجامحة في النجاح في كل ما فيه خير قواتنا المسلحة وخير وطننا هي كلها عوامل محفزة لنا ودافعة نحو بلوغ هذه النتائج المعتبرة التي نرمي من خلالها مواصلة اكتساب عوامل القوة وتطويع بواعث التفوق المتكيف تكيفا صحيحا وسليما مع التطورات المتسارعة التي بات يعرفها عالم اليوم.
وأبرز في نفس السياق أن “العمل المخلص والمتفاني الذي درجنا على اتباعه وعلى انتهاجه في السنوات القليلة الماضية هو وحده ودون سواه استطعنا أن نصل هذه المستويات المتقدمة من التطوير والتحديث للقوات البحرية ولغيرها من القوات الأخرى للجيش الوطني الشعبي”.
وكان الفريق قايد صالح قد ترحم لدى وصوله الى مقر القيادة, رفقة قائد القوات البحرية, اللواء محمد العربي حولي, على روح الشهيد سويداني بوجمعة الذي يحمل اسمه مقر قيادة القوات البحرية ووضع باقة ورد عند النصب التذكاري وقراءة فاتحة الكتب على روحه وأرواح الشهداء ليلتقي بعدها بإطارات وأفراد هذه القوات في وقفة ترحم على أرواح الضباط الثلاثة أعضاء طاقم مروحية البحث والإنقاذ الذين وافتهم المنية يوم 21 مايو الجاري بعد الحادث الأليم الذي تعرضت له معبرا عن تعازيه الصادقة ومواساته لعائلات الضحايا.
وقال الفريق في هذا الشأن “بنفوس عامرة بالإيمان ومؤمنة بقضاء الله وقدره أترحم اليوم على أرواح شهداء الواجب الوطني الذين وافتهم المنية يوم 21 ماي الجاري إثر الفاجعة التي ألمت بنا جميعا بعد الحادث الأليم الذي تعرضت له المروحية التابعة للبحث والإنقاذ للقوات البحرية خلال قيامها بحصة تدريبية ليلية وإنني إذ أترحم على أرواحهم الطاهرة وأعبر لعائلاتهم عن بالغ تعازينا
وتضامننا الشديد فإنني أعتبرهم رمزا من رموز التضحية والعمل الجاد والجهد المتفاني نسأل الله لهم في هذه الأيام المباركة التي تخيم عليها نفحات شهر رمضان الفضيل الرحمة والغفران ولأهلهم الصبر والسلوان”.
“ولا أختم دون التنويه بالحرص الشديد الذي أبداه قائد المروحية المقدم باشا رياض وطاقمها على تجنيب إخواننا المواطنين سكان المنطقة التي وقع فيها هذا الحادث أي أذى وهي شيم ليست غريبة أبدا عن أفراد الجيش الوطني الشعبي الذين يستمدون قيم التضحية والفداء من موروث أسلافهم الميامين في جيش التحرير الوطني هؤلاء الذين وجدوا من لدن فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني كل عبارات التعزية والمواساة والتعاطف عبر الرسالة الموجهة للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي”–أضاف القول.
إثر ذلك تليت رسالة التعزية التي بعث بها رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني إلى قيادة الجيش الوطني الشعبي ومن خلالها إلى عائلات الضحايا.
وجاء في رسالة التعزية “شاء القدر أن ترزأ المؤسسة العسكرية والشعب الجزائري في ثلاثة من خيرة الأبناء من ضباط الجيش الوطني الشعبي في حادث أليم على إثر ارتطام مروحيتهم تغمدهم الله برحمته الواسعة وأدخلهم مدخل صدق مع من ارتضاهم من الصالحين جنات الخلد والنعيم”.
“إن هؤلاء الشباب الضباط الذين كانوا في خدمة الواجب المقدس يسهرون مع زملائهم عبر ربوع وطننا الشاسع على تأمين حدود وطننا وسلامة شعبنا والدفاع عن مجالنا الجوي الرحب كتب لهم المولى اليوم شهادة الواجب في هذا الحادث الأليم”.
وختم رئيس الجمهورية رسالته بالقول “وإذ أعرب باسمي وباسم الشعب الجزائري عامة بقلوب خاشعة راضية بقدر الله وقضائه عن خالص العزاء وصادق المواساة لأسرهم الكريمة وذويهم البررة ولقيادة مؤسسة جيشنا الوطني الشعبي أسأل المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويبوئهم مكانة يرضونها في عليين بين الشهداء والصديقين من عباده الأبرار وحسن أولئك رفيقا كما أتضرع إليه جل وعلا أن ينزل الصبر الجميل في قلوب أهلهم وذويهم ورفاقهم في الجيش الوطني الشعبي إنه سميع مجيب الدعاء”.
وخلال الزيارة, التي تندرج في اطار متابعة مدى تنفيذ مخطط تطوير القوات الهادف إلى ترقية وتحديث وعصرنة قدرات الأسطول البحري, أشرف ا الفريق على تفتيش السفينة الفرقاطة “المدمر” رقم المتن 911 حيث قام بتدشين وتفتيش ومعاينة هذه السفينة الحربية المزودة بأحدث التكنولوجيات ذات الدقة العالية في المجال العسكري البحري والتي باستطاعتها العمل والتدخل في نطاق واسع لأداء مهام متعددة وهي الفرقاطة التي تعززت بها القوات البحرية في إطار المخطط التطويري الرامي إلى تحديث وعصرنة أسطولها البحري والذي سيسهم في الرفع من القدرات الدفاعية للجيش الوطني الشعبي.
وطاف الفريق قايد صالح بمختلف أقسام الفرقاطة واطلع على جميع أجزائها حيث قدمت له شروحات وافية حول مكوناتها وخصائصها وتسليحها بما في ذلك تزويدها بمروحيتين لتنفيذ مختلف المهام القتالية ومهام الإنقاذ.
كما هنأ طاقم السفينة على هذا الإنجاز الحديث الهام مجددا التذكير بالجهود التي تبذل من أجل تطوير وعصرنة قواتنا البحرية عملا بتوجيهات رئيس الجمهورية.
وقدم بالمناسبة تعليمات لقيادة الفرقاطة والقائمين على استغلالها تعليمات حول ضرورة الحرص على الحفاظ عليها وصيانتها الدورية وفقا للمعايير المحددة بغية الحفاظ على جاهزيتها العملياتية في أعلى مستوياتها.
نسرين محفوف
الرئيسية / الحدث / بفضل التوجيهات المستمرة التي يحظى بها الجيش الوطني الشعبي :
المجهودات المبذولة لتطوير القوات البحرية غنية عن كل بيان
المجهودات المبذولة لتطوير القوات البحرية غنية عن كل بيان