تعيش الطبقة السياسية في الجزائر حالة من التوجس، قبل دخول المحليات المقبلة، ففي وقت يتخوف الافلان من “تغول” غريمه التقليدي الارندي الذي يتواجد في أحسن رواق لإحراز الفوز، تخشى السلطة و الأحزاب سياسية من تأثير هاجس العزوف الذي يضرب مصداقية النتائج.
انطلق رؤساء الأحزاب بداية هذا الأسبوع بتحركات سياسية تُعني بالدرجة الأولى بترتيبات الانتخابات المحلية التي يرتقب تنظيمها يوم 23 نوفمبر المقبل.
وشرعت حركة النهضة التي يشرف أمينها العام محمد ذويبي، على تنصيب اللجنة الولائية لتحضير الانتخابات المحلية لولاية الجزائر العاصمة، والتحالف الوطني الجمهوري، الذي قرر عقد ندوة صحفية تخصص لتحضيرات الانتخابات المحلية وموقفه من المستجدات الوطنية والدولية.
واجتمع المكتب السياسي لحزب العمال مستعرضا مستجدات الساحة السياسة، ويصارع حزب جبهة التحرير الوطني، مشاكل بالجملة بسبب التحضير للمحليات، والتخوف من التراجع أمام الارندي الذي يشق طريقه بقوة، منذ التشريعيات السابقة، إضافة إلى مواجهة غضب المناضلين في القواعد الشعبية.
وتراقب الأحزاب الإسلامية الأوضاع عن كثب مرتبة الانتخابات المقبلة ضمن حساباتها قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة التي بدأت بوادرها منذ فترة وجيزة في التحرك.
وبحسب آخر التطورات في الساحة الحزبية فإن الأرندي، يتواجد في أحسن رواق للمنافسة في المحليات، وتبدو قواعده الشعبية واثقة من إحراز مزيد من التقدم في المجالس البلدية والولائية ، خاصة بعد أن تقدم الامين العام للحزب السيد احمد اويحي ليقود الجهاز التنفيذي .
العزوف يهدد شرعية النظام
تصارع السلطة والأحزاب السياسية كل موعد انتخابي هاجس العزوف ،وتخصص الإدارة ميزانية مالية ضخمة للترويج للحدث الانتخابي للدفع بنسبة المشاركة ، وتراهن السلطات هذه المرة على رفع نسبة المنتخبين أكثر من الانتخابات السابقة لأن المواطن يدرك أما المنتخبين المحليين سيكونون على مقربة منهم خلال الخمس سنوات المقبلة.
وتواجه السلطة مخاوف من الفشل في إقناع المواطنين العازفين عن المشاركة ،خاصة بعد دخول الحكومة في تطبيق التقشف وتقليص الميزانيات المتعلقة بالدوائر والبلديات .
كما أن المترشحين سيجدون صعوبات في إقناع المواطنين لتحسين ظروفهم الاجتماعية ،بسبب سياسة التقشف وتقليص صلاحيات المجالس البلدية امام الدوائر والأمناء العامين للبلديات الذين لهم الكلمة العليا مقارنة بمنتخبي الشعب .
ودخلت التحضيرات الخاصة بمحليات 2017، منعرجها الأخير، باستدعاء الرئيس بوتفليقة الهيئة الناخبة ليوم 23 نوفمبر القادم لانتخاب أعضاء المجالس الشعبية البلدية التي تبلغ 1541 بلدية، إضافة الى المجالس الولائية، لتجد الأحزاب السياسية نفسها في سباق مع الزمن لضبط قوائمها الانتخابية وتجاوز مشكلة التكتلات القبلية والعشائرية، فيما ستكون السلطة أمام رهان إعادة الناخبين إلى صناديق الاقتراع والقضاء على هاجس الأوراق الملغاة الذي تصدر نتائج تشريعيات الرابع ماي الماضي .
رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان
العزوف سيجبر السلطة على تضخيم النتائج من جديد
كشف جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد أن السلطة ستواجه عزوفا جماهيريا عريضا دون شك، وستجد الإدارة نفسها مجبرة على تضخيم النتائج من جديد لتغطية مشكل شرعية النظام.
وعلق أيضا المكلف الإعلام للحزب السيد “صابر شريف ” أن المشاركة المزعومة التي سيتحدث عنها النظام هي مشاركة مستحيلة ،الا أذا تم تزوير النتائج والمشاركات.
و كشف صابر شريف أن صورة النظام قد اهتزت لدى المواطن، وظهر ذلك جليا خلال الانتخابات التشريعية السابقة، والانتخابات في الجزائر هي آخر اهتمامات المواطنين.
وقال المكلف بالاعلام أنه لحد اللحظة لا يزال الحزب لم يفصل بقياداته في قرار المشاركة من عدمه، لذلك فان تجنيد الناخبين وجمع قوائم المترشحين لن يكون إلا بعد قرار المشاركة النهائي الذي سيفصل فيه يوم 16 سبتمبر المقبل .
وأضاف المتحدث أن الساحة السياسية تشهد تجاذبات وتغيرات منذ قرابة شهرين، لذلك فإن الحزب بحاجة إلى ضبط المشهد السياسي حتى يقرر المشاركة، لعلمه المسبق أن السلطة لا تريد في كل مرة انتخابات نزيهة .
الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري
المشاركة سترتفع ،لارتباطها بمصالح المواطن.
ناقضت تصريحات مقري سابقه في حزب جيل جديد،وبدى مقري متفائلا بمستقبل الانتخابات،و
كشف عبد الرزاق الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم إحدى أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر أن الانتخابات المحلية المقبلة المزمع إجراؤها في 23 نوفمبر المقبل ستشهد ارتفاعا مقارنة بالانتخابات المحلية التي نظمتها الجزائر في 4 ماي الفارط .
وعلل مقري سبب الارتفاع إلى ارتباط هذه الاستحقاقات بمصالح المواطن ، وبمستقبل الجزائريين، وأضاف أن خيار المشاركة بأنه ليس رهان السلطة والأحزاب لوحدها إنما رهان الجميع.
وبدت تصريحات مقري، متفائلة وعازمة على المشاركة بقوة، ومرتبطة ومتوافقة مع التصريحات التي كشف عنها عبد المجيد مناصرة، الرئيس الحالي لحركة مجتمع السلم، الذي كشف أمس خلال ندوة صحفية عقدها بمقر حزبه بأن حمس تعتبر صاحبة قضية وطنية وهي مهتمة بمستقبل الجزائر.
و أضاف سندخل الاستحقاقات المحليات المقبلة بكل قوة وعزم وإرادة لتحقيق نتائج إيجابية” .
و أكد مقري أن حمس ستسعى لتجنيد أكبر عدد ممكن من الناخبين وتقديم أحسن ما لديها من كفاءات ،للتمكن من الإصلاح والتغيير ،على الرغم من كل العراقيل التي يمكن ان تحد من طموحها السياسي.
رفيقة معريش