تعرف المدارس الخاصة في الجزائر مخاضا عسيرا، بين الواقع الدراسي الكارثي والذي كشفته نتائج الامتحانات المصيرية في الأطوار الثلاث ومنظور الأولياء الذين يرونها بر أمان لحماية أبنائهم، بالإضافة إلى نظامها نصف الداخلي وخدمة النقل التي توفرها مما يضمن حضانة الأطفال ما بين الفترتين الصباحية والمسائية وهو الشيء الذي يشكل هاجس الأولياء العاملين والذين لا يسمح لهم توقيتهم من البقاء مع أبنائهم في منتصف النهار.
وحسب ما أكده المتدخلون ممن اتصلت بهم “الجزائر”، تشهد المدارس الخاصة هجرة جماعية بسبب تكلفة التسجيل المرتفعة وضعف المستوى التعليمي، مؤكدة أن السبب الوحيد الذي يجعل الأولياء يتجهون إليها هو توفرها على النظام النصف داخلي واستقطابها للمطرودين أو الراسبين في المدرسة العمومية والتي لم تسمح لهم السن القانونية باستكمال دراستهم.
رئيس جمعية أولياء التلاميذ احمد خالد:
هجرة جماعية نحو العمومية
كشف رئيس جمعية اولياء التلاميذ احمد خالد ان المدارس الخاصة تشهد هجرة جماعية للتلاميذ نحو مؤسسات التعليم العمومية، بسبب تكلفة التسجيل المرتفعة من جهة، وضعف المستوى التعليمي، والتي تعززها النتائج الكارثية التي تم تحقيقها خلال امتحانات البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط والابتدائي والتي لم ترق إلى المستوى المتوقع.
وأورد احمد خالد ان اغلب الفئات التي تتوجه الى القطاع الخاص تكون من المطرودين او الراسبين في المدرسة العمومية والتي لم تسمح لهم السن القانونية باستكمال دراستهم، حتى يستفيدوا من تبييض مسارهم الدراسي، وهو الامر الذي يؤثر سلبا على نسبة النجاح الوطنية.
بالاضافة الى هذا، فان اغلب الاولياء العاملين يفضلون وضع ابنائهم بالمدارس الخاصة قصد الاطمئنان عليهم لتوفرها على الاطعام المدرسي والحماية، ناهيك عن ارتفاع التكلفة الإجمالية للتمدرس التي عرفت زيادة مفاجئة وغير متوقعة وغير مدروسة، إلى جانب عدم الاستقرار وسط الأساتذة الذين ينتقلون من مؤسسة إلى أخرى، الأمر الذي أدى إلى تسجيل تراجع رهيب في المستوى التعليمي للمتمدرسين.
واضاف في ذات السياق ” لا يلبي التعليم الخاص فعلا ما ينتظره الاولياء، فـ 95 بالمئة من المدارس الخاصة تشغل المتقاعدين من التعليم العام والمتعاقدين، والفئة الاولى تجدها غالبا مرهقة و لا تتحلى بإرادة أكبر من إرادة المدرسين في المدارس العمومية ولا تزيد كفاءتهم إن قبضوا أجرا أكبر في القطاع الخاص”.
المستشار التربوي وعضو نقابة سناباب، نبيل فرقنيس:
الأولياء يتجهون للقطاع الخاص لحماية أبنائهم متناسين مصيرهم
صرح المستشار التربوي وعضو نقابة سناباب، نبيل فرقنيس ان الشيء الايجابي الوحيد الذي تستطيع المدارس الخاصة توفيره هو النظام النصف داخلي وخدمة النقل مما يضمن حضانة الأطفال ما بين الفترتين الصباحية و المسائية و هو الشيء الذي يشكل هاجس الأولياء العاملين والذين لا يسمح لهم توقيتهم من البقاء مع ابنائهم في منتصف النهار.
وسجل فرقنيس حوالي 800 مدرسة خاصة معتمدة تنشط بالجزائر، كما كشف عن وضع 700 أخرى طلب اعتماد جديد.
واعاب ذات المستشار التربوي ما تقوم به البعض من هذه المؤسسات الخاصة وهو تضخيم النقاط، بسبب العقلية التجارية والربحية لبعض مالكيها، والتي تحول دون الوصول إلى تأدية المهمة المرجوة من تلك المدارس ألا وهي تكوين النخبة، أضف إلى ذلك انعدام وجود تخطيط استراتيجي للمؤسسة مما يدخلها في فوضى، لأنه إذا لم يكن هناك برنامج تكويني فلن يكون هناك استقرار، وبالتالي لن يكون هناك تكوين، لأن التكوين هو مشروع، والمشروع بحاجة إلى تخطيط.
نسرين محفوف