لم تدم فرحة المرحلين من البيوت الهشة و السكنات الفوضوية كثيرا حتى اصطدموا بواقع مرير في سكناتهم الجديدة التي اعتبروها هياكل إسمنتية معدة للسكن وسط انعدام أدنى المرافق الضرورية للعيش، و هو ما جعلهم يقطعون مسافات طويلة لقضاء حاجاتهم ما شكل عليهم مصاعب جديدة لم يكونوا يواجهونها حتى في بيوتهم القصديرية.
وفي جولة استطلاعية قادت ” الجزائر ” إلى بعض البلديات التي تم ترحيل إليها ، لاحظنا النقائص عديد يعاني منها السكان مما جعلهم يفضلون حياة ”البرارك'” على السكنات جديدة بحسب قولهم.
حي سيدي سليمان بالخرايسية خارج التنمية
طالب المرحلون الجدد إلى حي سيدي سليمان بالخرايسية السلطات المحلية النظر في المشاكل التي يتخبطون فيها ، حيث يعانون من غياب عدد من الهياكل الضرورية على غرار المرافق التجارية، إذ يضطرون للتنقل إلى الأحياء المجاورة لإقْتناء مستلزماتهم اليومية على الرغم من النقص الفادح في وسائل النقل، كما أدى غياب الهياكل الصحية إلى تعقد حياتهم والتي اعتبروها هي الأخرى من أهم المرافق التي يتوجب توفيرها قبل نقلهم إلى الحي الجديد، وذلك نظرا لتواجد الحي بعيدا عن مدينة الخرايسية، ناهيك على أن انقطاع التيار الكهربائي والمياه الشروب التي تغيب عن حنفياتهم يوميا ، وفي هذا الصدد أكدا السكان أن حياتهم باتت صعبة أكـتر مما كانت عليه مما جعلهم يناشدون تدخل زوخ في أقرب الآجال انتشالهم من الجحيم الذي يعشونها .
سكان الحي الجديد 3555 مسكنا بمفتاح يعانون في صمت
يعرف الحي الجديد 3555 مسكن بسيدي حماد ببلدية مفتاح في البليدة، العديد من النقائص أرقت حياة سكانها وحولت حياتهم إلى جحيم وجعلتهم يفضلون حياة القصديرية على حياة البدائية التي يعشونها،حيث يعرف الحي وجود عدة نقائص، من أهما نقص المؤسسات التربوية فبرغم من وجود المتوسطة والثانوية الابتدائيتين غير انه تعرف اكتظاظ كبير مما خلق فوضى كبير ، إضافة إلى غياب المحلات ومركز صحي وكذا مستوصف حيث ينتقلون إلى البلديات المجاورة مما سبب لهم مشقة.
حي رشيد كوريفة بالحراش يعرف جملة من النقائص
بعاني سكان المر حلين بحي رشيد كوريفة ببلدية الحراش بالعاصمة من جملة من النقائص والمشاكل ، فعدم الاستكمال لأشغال التهيئة عبر الطرقات والأرصفة، ما جعل الحي الجديد وكأنه عبارة عن ورشة مفتوحة بمجرد تهاطل الأمطار يتحول الحي إلى الأوحال ، ضف إلى ذلك فهو يغرق في مياه الصّرف الصحيّ ما نجم عن الوضع انتشار كبير ومريع للروائح الكريهة التي لا تطاق، إضافة إلى غياب الأسواق الجوارية والمحلات التجارية على مستوى الحي، إذ يضطرون للتنقل إلى البلديات المجاورة بغية التسوق وتلبية مختلف حاجياتهم اليومية، زاد على ذلك غياب مركز بريدي بالحي مما زاد من مشقتهم خاصة لكبار السن من المتقاعدين كونهم يقطعون مسافات بعيدة من سحب رواتبهم . وما زاد الطين بلة بحسب السكان هو غياب المرافق الترفيهية مما جعل أبناؤهم يضطرون للّعب بالمساحات الشاغرة التي تشكلا خطر عليهم.
المستفيدون من سكنات بالدويرة يعيشون في جحيم
يعانون المستفيدون من سكنات جديدة بحي الديوان العقاري لدار البيضاء ببلدية الدويرة من النقائص التي حولت حياتهم إلى مأساة حقيقة خاصة فيما يخص النقل ومحلات لاقتناء حاجياتهم اليومية ، وغياب وسائل النقل بالمنطقة، الأمر الذي بات ينغص عليهم حياتهم اليومية، ويرهن مشاغلهم التي غالبا ما يضطرون إلى التخلي عن القيام بها، حيث صرح بعض المواطنين أنهم يوميا يقضون أوقاتا طويلة في الانتظار أمام موقف الحافلات نظرا لقلة عدد الناقلين العاملين بالمنطقة، ما تسبب في تأخر الكثير من المسافرين عن عملهم، ناهيك عن الاكتظاظ الناجم عن تراكم أعداد من المسافرين، خاصة في الفترات الصباحية والمسائية، حيث بات الوضع يؤرقهم ويزعجهم كثيرا، مطالبين في ذات السياق الجهات المعنية بضرورة النظر إلى معاناتهم اليومية وتوفير أكبر عدد ممكن من الحافلات. إضافة إلى نقص المرافق الثقافية والرياضية بالمنطقة كقاعات رياضية وملاعب جوارية ودور للشباب، حيث تعتبر هذه المرافق بمثابة متنفس للجميع من الضغوط اليومية، وما زاد من معاناتهم تكبدهم عناء التنقل للأحياء المجاورة قصد ممارسة نشاطاتهم الرياضية، كما طالب محدثينا من الجهات المختصة تخصيص أماكن لبيع الخصر والفواكه و فتح المحلات المتواجدة بالحي وتزويد شققهم بالغاز وبناء مسجد لصلاة .
و رغم أن العديد من الخبراء نادوا بضرورة تغيير السياسة التي تنتهجها الجزائر في الترحيلات العشوائية و التي تمس أحياء بأكملها تنقل إلى ما يشبه المحتشدات التي بني معضمها في أماكن بعيدة عن المدن و الأضرار التي ستلحق بذلك، إلا أن السلطات المحلية لم تعر ذلك أي اهتمام و تستمر في أخطائها التي يتجرعها المرحلون الجدد.
فلة سلطاني