يحتضن المسرح الوطني “محي الدين بشطارزي” خلال الفترة الممتدة من 29 جويلية الجاري إلى 3 أوت المقبل، فعاليات الدورة التاسعة لمسرح الجنوب، حيث ستكون جانت ضيف شرف الطبعة، وهو مااعتبر تنشيطا للساحة الثقافية والفنية الراكدة منذ أشهر حسبما كشفه مدير المسرح محمد يحياوي.
وفي ندوة عقدت أمس بالمسرح الوطني “محي الدين بشطارزي”، نشطها مدير المسرح محمد يحياوي، إلى جانب مسؤول الاعلام بوبكر سكيني ومسؤول الدائرة الفنية جمال قرمي، فإنه يشارك في التظاهرة أزيد من 120 مسرحيا يمثلون 8 فرق من ولايات: جانت، تمنراست، أدرار، تيندوف، البيض، الواد، بشار وغرداية، تقدم عروضا مسرحية على خشبة “محي الدين بشطارزي” بالقاعة الكبرى “مصطفى كاتب” إلى جانب عروض أخرى بالشارع، ناهيك عن معرض خاص بالحرف والفنون التقليدية التي تبصم بيئة جانت وتميزها…، وتنظيم العديد من الورشات التكوينية المرتقبة لفائدة المواهب المسرحية الشابة، وبيع بالتوقيق والنشاطات الجوارية.
وستعرف العروض جلسات نقاش ونقد بعد كل عرض، مما يسمح للمشاركين بفتح حلقات نقاش هامة، من شأنها أن توسع من معارف الهواة والمحترفين معا، واكتساب أفكار جديدة وعلاقات أيضا، كما ستعقد ندوات فكرية موضوعاتية، كما ستعرف قاعة حاج عمر بالمسرح الوطني الجزائري عروضا موسيقية، حيث الجمهور العاصمي مدعو للنهل من الثقافة الموسيقية التي تزخر بها منطقة الصحراء، إذ سيشارك عدد من الجمعيات والفرق الموسيقية في هذا المحفل المسرحي. وستكتفي أيام مسرح الجنوب التاسعة بتقديم عرض واحد في اليوم. كما سيمنح فرصة للنشاطات الثقافية الأخرى، على غرار الموسيقى والشعر للراغبين في المشاركة.
وشكّل مسرح الجنوب منذ بدايات انطلاق هذه التظاهرة التي أسسها الراحل بن قطاف لتكون يد عون ومشجعة لمسرحيي الجنوب، جدلا في الوسط المسرحي الجزائري.
وحسب بيان للمسرح الوطني تلقت “الجزائر” نسخة منه فإنه سيوازي العروض المسرحية نشاطات مرافقة وجوارية على غرار ورشات تكوينية لفائدة أعضاء الفرق المشاركة تجمع بين: ورشة التعبير الجسماني من تنشيط الكوريغرافي “سليمان الحابس”، ورشة الإخراج المسرحي من تأطير المخرج “هارون الكيلاني”، وورشة تقنية حول فنيات الإضاءة وتوظيفها، من تأطير كل من السيد “ليونال لونغيبوردو” والدكتور “كمال جايب”.
ويرى المسرح الوطني في المناسبة، فرصة للكشف عن الصيغ الجمالية الجديدة للفعل المسرحي بالجنوب، سواء من حيث توظيف التراث أو في الخيارات السينوغرافيا المعتمدة في العروض، وعلى هذا ستقدم مداخلات حول “شعرية السينوغرافيا في المسرح الصحراوي، قراءة في تجربة هارون الكيلاني” من طرف الدكتورة ليلى بن عائشة، وعن “توظيف التراث في العرض المسرحي، فرقة الجمعية الثقافية للفنون الدرامية صرخة الركح بتمنراست نموذجا” من قبل الدكتور عبد الكريم غريبي، وحول “اشتغالات الأسطورة في مسرح الجنوب” من تقديم الدكتورة جميلة زقاي.
أما باب نقاشات فسيتدعم ما سبق بحلقات للنقاش التي ستحاول طرح جام من القضايا المرتبطة بالمسرح في الجنوب الجزائري، في شكل شهادات عن التجربة المسرحية بكل من غرداية وتمنراست وورقلة، تجمع في فصولها: النشأة أو البدايات الأولى، أهم الرواد من مخرجين وكتاب نصوص وممثلين، إلى الخلفية المعرفية والرؤى الفكرية والجمالية التي يقوم عليها المسرح بهذه المنطقة، من تنشيط السادة: الدكتور العيد جلولي، الفنان بن محمد محي الدين حمد، وصالح بوعروة.
في سياق آخر وبالشراكة مع جمعية بيت الشعر الجزائري، ستنظم على هامش الأيام فضاءات لعرض التجربة عن “ثقافة طاسيلي نازدجر بجانت” و”الأشكال الشعرية في الثقافة الحسانية وعلاقتها بالمسرح والموسيقى”، وعن آلة “التيدينيت” ودورها في الحياة الفنية والاجتماعية…
وفي باب الإصدارات سينظم خلال الطبعة “فضاء إصدارات” ببهو المسرح الوطني للبيع بالتوقيع لمؤلفات كلّ من: الروائي واسيني الأعرج، والأكاديميين عبد القادر بوزيدة، أحسن تليلاني ومحمد أمين بحري.
يذكر أن أيام المسرح للجنوب في طبعتها التاسعة (09 تهدف الأيام إلى تمكين الفرق القادمة من الجنوب الجزائري من عرض أعمالهم على جمهور الشمال، صانعين الفرجة من خلال الخيارات الإخراجية والجمالية المتبناة في العروض والمواضيع المطروحة، كما تهدف إلى تمكين المشاركين من الاحتكاك والتواصل والاستفادة من مختلف التجارب المسرحية المبرمجة…
صبرينة ك