رد الآلاف من المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية بطريقتهم على الرئيس الأمريكي عقب اعترافة بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، حيث أقامت حشود كبيرة الصلاة في إحدى الساحات في صورة تقشعر لها الأبدان.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن الأربعاء، أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وستنقل سفارتها إلى هناك، في مخالفة لما جرت عليه السياسة الأمريكية منذ فترة طويلة. ووقع دونالد ترامب، إثر كلمة ألقاها بالمناسبة، مرسوم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. ووصف ترامب هذا التحرك بأنه “خطوة متأخرة جدا” من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم. وأكد الرئيس الأمريكي في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون، مؤكدا أن قرار نقل السفارة لا يعني وقف التزامات واشنطن بالتوصل لسلام دائم. وأضاف الرئيس الأمريكي في كلمته أنه لا يمكن حل كل المشكلات بنفس المقاربة الفاشلة، مشددا على أن إعلانه سيكون بمثابة مقاربة جديدة تجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال ترامب، من البيت الأبيض، إنه يرى أن هذا التحرك يصب في مصلحة الولايات المتحدة وفي مسعى تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وطالب وزارة الخارجية الأمريكية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، والمتوقع أن يستغرق أعواما. وجاء قرار ترامب بالرغم من اعتراض حلفاء الولايات المتحدة. وكان الرئيس الأمريكي قد صرح في اجتماع لحكومته قبل الإعلان عن قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قائلا: “أعتقد أنه (هذا القرار) تأخر كثيرا.. رؤساء (أمريكيون) كثيرون قالوا إنهم يريدون فعل ذلك ولم يفعلوا”. ومن الجدير بالذكر أن الكونغرس الأمريكي أقر هذه الخطوة في العام 1995، إلا أن رؤساء الولايات المتحدة قبل ترامب أجلوا المصادقة عليها.
وتمثل قضية القدس إحدى أهم القضايا المتنازع عليها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى الرغم من أن جميع القرارات الدولية حول هذه المسألة تؤكد على ضرورة أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية، ويمثل الجانب الغربي من المدينة عاصمة لدولة إسرائيلية، إلا أن إسرائيل تصر على أن القدس بشقيها هي “عاصمتها الأبدية والموحدة”. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حزيران عام 1967، وأعلنت لاحقا ضمها إلى القدس الغربية، واصفة المدينة كلها بأنها “عاصمة موحدة وأبدية” لإسرائيل، وهو ما يرفضه المجتمع الدولي.
وكان ترامب وعد، خلال حملته الانتخابية نهاية العام 2016، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس من موقعها الحالي في تل أبيب، وكرر في أكثر من مناسبة أن الأمر “مرتبط فقط بالتوقيت”.