كشف وزير الخارجية الجزائري الأسبق، الأخضر الإبراهيمي، أمس عن إعجابه بخروج المتظاهرين السلمي من أجل إحداث قطيعة مع الماضي.
وقال الإبراهيمي ،”جميل ما يحدث، لكن لا يمكننا أن نواصل هكذا “، في إشارة إلى إصرار المحتجين على مطلبهم بضرورة رحيل كل رجال السلطة بشكل فوري وشامل .
واعتبر المفوض الأممي السابق أن مطلب المحتجين: “ارحلوا جميعا وفورا”، هو ما تسبب في تدمير بلد كبير مثل العراق. وقال الأخضر الإبراهيمي، في تصريحات للقناة الثالثة الجزائرية الناطقة بالفرنسية، أمس، إن “المطالبة برحيل الجميع سهلة، لكن تطبيقها صعب، لأن الجزائر بحاجة لرجال يبقون على الاستقرار والأمن.
وحاول الابراهيمي خلال المحادثة الإعلامية أن يجمع بين التعاطف مع الحراك والإقرار بعدالة المطالب والحاجة إلى السلطة من جهة أخرى، معترفا أحيانا بعيوب النظام منذ الاستقلال، وكأن ما حدث تعود تداعياته إلى مؤسسي النظام غداة الاستقلال، وأن الحراك بقدر ما فيه من مخاطر فإن من محاسنه أنه يقاد من شباب شبيه بجيل الثورة قائلا :” النظام ارتكب أخطاء منذ الاستقلال حيث لم تكن القيادة جماعية لكن يمكن تدارك كل ذلك من أجل الشعب”.
وبدأ دفاع الابراهيمي هزيلا وهو يعترف مرة بصعوبة مهمته في التوفيق بين مطالب الشارع وبقاء السلطة وبين زعمه أنه ضيف في الجزائر وأنه جاء للاطمئنان على سلامته.
وقال الإبراهيمي أن التغيير مطلوبـ ، لكنه لا يمكن أن يحدث بعصا سحرية إنما بكون ببرنامج يتم تفعيله للوصول إلى الجمهورية الثانية.
ودافع وزير الخارجية الأسبق والمبعوث الاممي ،عن تاريخ الآفلان الذي ارتبط بشخصية الفرد الجزائري و قال أن: “الافلان يمثل جنسية ثانية للشعب الجزائري”.
وأشار المتحدث أن الحراك لا يزال في بدايته وأن كل الاطراف لا يزالون لا يملكون خطة طريق توافق عليها الغالبية العظمى من الجزائريين،و أضاف أن كل التحركات لابد أن تكون مدروسة، و أن بداية هذا المشروع تبدأ بخطوة نحو الأمام .
وقال الابراهيمي علينا أن نعترف أن لا احد يملك خطة واضحة وبرنامجا واضحا ،الا الرئيس من اقترح خطة ويمكننا أن نستند عليها واستغلالها لننطلق معا في حوار شامل.
و أضاف أن رسالة الرئيس يمكن أن نغير فيها ونعدلها بما يخدم الجزائر.
لكن الابراهيمي المعروف بقربه من الرئيس بوتفليقة استدرك خلال حديثه مشيرا إلى أن ما يدعو إليه البعض برحيل كل أوجه السلطة تبدو صعبة إذ لا يمكن أن يذهب الجميع ولا يمكن للجزائر التخلي عن كل مسؤول فيها، لأننا سنفعل ببلادنا ما فعل بريمر في العراق .
وقال الابراهيمي: “المطالبة برحيل الجميع سهلة، لكن تطبيقها صعب، لأن الجزائر بحاجة لرجال يبقون على الاستقرار والأمن” .
وخاطب المتحدث منتقديه ممن أعابوا عليه نقص خبرته في شؤون البلاد بحكم بعده عنها منذ 1993 قائلا :” لا اعرف بما يكفي الجزائر لكنني قلت دائما أننا لا يمكن أن نعرف كل شيئ وأنا لم أنقطع يوما عن الجزائر مثلما يروج البعض فلي عائلة وأصدقاء و زملاء بقيت دائما على اتصال بهم ،لذلك فمن يدعي أنني لا أعرف هذا الوطن مخطئ”.
وفي رده على مزاعم بالتهديدات التي فهمها بعض الجزائريين قال المتحدث :” أنا لست هنا لأهدد أبناء وطني وإنما استندت في حديثي دائما على تجربتي في العراق وأقول للجزائريين “تقدموا بعيون مفتوحة وانتبهوا للمخاطر “.
وأضاف “جئت إلى الجزائر لأرى ما يمكنني أن أفعله لوطني “.
وينظر الجزائريون إلى المبعوث الأممي الأسبق إلى سورية، وزير الخارجية الأسبق الأخضر الإبراهيمي، بعين من الريبة والشك في صدق نواياه، ويرفض الشارع كما ترفض قوى سياسية معارضة وكوادر في الحراك الشعبي الاجتماع التعامل معه، بسبب غموض موقفه وصفته التي يتحدث بها.
ويعتقد غالبية الجزائريين أن للرجل يد في استمرار بقاء الرئيس رغم مرضه،بعد تزكيته من الابراهمي في كل الزيارات التي كان يلتقي بها .
رفيقة معريش