تزداد يوما بعد يوم الأصوات المتعالية المطالبة برحيل محمد جميعي من على رأس الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني والتي بدأت منذ اليوم الأول من تنصيبه من انتقادات لاذعة للجنة مركزية غير شرعية أوصلته للقيادة أعقبتها إعلانه عن تشكيلة المكتب السياسي والتي دفعت الكثيرين للاستقالة منه والانقلاب عليه ومطالبته بضرورة الرحيل وصولا لقرار العدالة برفع الحصانة عنه واستدعائه قريبا من طرف القضاء.
كشفت مصادر مطلعة ل “الجزائر” عن مساعي يقودها القيادي حسين خلدون وعضو اللجنة المركزية جمال بن حمودة ومعهما النائب وعضو اللجنة المركزية مصطفى بوعلاق إلى جانب سميرة كركوش لإنشاء اللجنة الوطنية لإنقاذ الأفلان” والتي ستتكلف بمهمة ترتيب بيت جبهة التحرير الوطني والتحضير إما لعقد دورة لجنة مركزية طارئة أو عقد مؤتمر استثنائي في أقرب الآجال لإعادة أمور الحزب لنصابها والخروج من حالة الأزمة التي يتخبط فيها منذ انتخاب الأمين العام الحالي والذي كان وليد دورة لجنة مركزية على المقاس وقالت ذات المصادر:”الأفلان يتخبط في الوقت الراهن في أزمة عميقة بحاجة لحلول استعجالية لإنقاذه بالذهاب لمؤتمر استثنائي جامع للشتات والمناضلين الشرفاء والحقيقيين من أبناء الحزب وتناسي كافة الخلافات ووضع هدف واحد وهو إعادة بناء الحزب .”
مساعي “إنقاذ” الأفلان قادها أيضا كل من القياديين المستقيلين من المكتب السياسي أبو الفضل بعجي ومحمد عليوي رفقة 100 عضو من اللجنة المركزية والذي أصدروا بيانا يوم 25 أوت الماضي طالبوا فيه برحيل محمد جميعي وعقد دورة طارئة للجنة المركزية و ذلك على خلفية ما أسموه بالطرق القانونية والتجاوزات التي شهدتها دورة اللجنة المركزية المنعقدة يوم 30 أفريل الفارط والتي كانت على مقاس الأشخاص لا القوانين التي تحكم الحزب و دعوا وزير الداخلية للتدخل” وذكر مصدر من اللجنة المركزية في هذا الصدد أن رحيل الأمين العام الحالي محمد جميعي هو تحصيل حاصل لأن هذا الأخير سيستقيل من منصبه وأن صمت البعض في الوقت الراهن من بعض أعضاء اللجنة المركزية مرده عدم الرغبة في التشويش سيما بعد صدور قرار العدالة برفع الحصانة عن الأمين العام محمد جميعي غير أنهم متمسكون بطلب رحيله من باب الرغبة في إعادة بناء الحزب وفق القوانين التي تسير جبهة التحرير الوطني .
سبوتة: “على جميعي الاستقالة فورا وهناك من يعمل على إطالة أزمة الأفلان”
وخرج القيادي والعضو في مجلس الأمة فؤاد سبوتة عن صمته ليؤكد أن وضعية حزب جبهة التحرير الوطني ليست على ما يرام وأزمة هذه التشكيلة السياسية ماضية للتفاقم والتعفن في ظل القيادة الحالية المطالبة بالرحيل والسماح بإعادة ترتيب البيت الأفلاني مشيرا في السياق ذاته أنه لا أحد يمكنه إنكار وجود أزمة في الأفلان وأن هناك من يريد إطالة عمرها بحثا عن مصالح شخصية ضيقة لا مصلحة الحزب داعيا قيادات و مناضلي الحزب لضرورة الالتفاف حول الحزب وتفويت الفرصة على من يريدون تشويه صورته و تعميق أزمته .
وأضاف سبوتة في تصريح له أمس أن ترتيب حزب جبهة التحرير الوطني أضحى ضرورة قصوى مخافة أن تتعمق الأزمة سيما بعد رفع الحصانة على الأمين العام الحالي محمد جميعي هذا الأخير الذي قال إنه مطالب بالاستقالة وذكر:”على الأمين العام الحالي الاستقالة و فسح المجال للقيادات بترتيب البيت ولم الشتات والكف عن تضييع الوقت فالأفلان يعيش أزمة حقيقة لا يمكن لأي أحد إنكارها” و أضاف:” نحن أمام خيارين لإخراج حزب جبهة التحرير من أزمته إما الذهاب لدورة طارئة للجنة المركزية وانتخاب أمين عام جديد أو الخيار الثاني الذي يتمثل في إنشاء هيئة تنسيق منبثقة من اللجنة المركزية تسيّر المرحلة الحالية إلى غاية انعقاد المؤتمر القادم”.
زينب بن عزوز