الإثنين , ديسمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / هل تبحث عن وساطة وتريد حلا للأزمة؟:
المعارضة السورية تنزل بالجزائر قريبا

هل تبحث عن وساطة وتريد حلا للأزمة؟:
المعارضة السورية تنزل بالجزائر قريبا

من المرتقب أن ينزل وفد رفيع المستوى عن المعارضة السورية الى الجزائر بقيادة رئيسها نصر الحريري، حيث رجح مراقبون أن تكون سبب هذه الزيارة مناقشة الوضع السوري وربما البحث عن وساطة الجزائر.
لطالما كانت الجزائر من دعاة الحل السلمي والسياسي بين السوريين، بعيدا عن تدخل أطراف خارجية، تماما مثلما فعلت مع الأزمة الليبية، الأمر الذي يجعلها من الأطراف التي يمكن أن تلعب دور الوساطة عربيا، وفي هذا الخصوص رصد المحللون السياسيون الذين تحدثت اليهم ” الجزائر ” العديد من المؤشرات التى تشير إلى الدور البارز للوساطة الجزائرية من أجل التوصل لحلّ سياسي للأزمة السورية يجنّب المنطقة حربا إقليمية ممتدة، وهو الامر الذي حرك حسبهم المعارضة السورية لزيارة الجزائر بحثا عن حل لازمة بلغت من العمر سبع سنوات.

عبد العالي رزاقي:
الجزائر لطالما أرادت لعب دور مسهل للمساعدة على حلحلة الأزمة السورية

أكد الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية عبد العالي رزاقي أن الجزائر لطالما أرادت لعب دور مسهل للمساعدة على حلحلة الأزمة السورية ودعوة النظام السوري لتقديم خطوات ايجابية بشأن ذلك.
وأفاد محدثنا إن الجزائر سبق لها وان قدمت رغبة وساطتها خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية عبد القادر مساهل الى سوريا منذ سنتين خلت، حيث كان لتلك الزيارة سياقات دولية، ترتبط بسعي أطراف فاعلة في المجتمع الدولي على صلة بمساعي حل الأزمة السورية، لطلب مساعدة من الجزائر ودفعها للعب دور مسهل، لمخاطبة النظام السوري بشأن دعوته إلى التعاطي الإيجابي مع مفاوضات جنيف وتقديم تنازلات سياسية تسهم في التوصل إلى توافقات سورية سورية، وكذا حثه على الإقدام على خطوات من شأنها أن توفر مناخا سياسيا للتوافق السوري السوري وتجنب سوريا خططا للتقسيم.
وقال ان زيارة المعارضة السورية الى الجزائر إن دلت على شيء فانما تدل على انها قد وجدت في الدبلوماسية الجزائرية الجهة التي تحظى بالقبول السياسي لدى النظام السوري، والقادرة على مخاطبته، باعتبار المواقف السياسية والدبلوماسية التي اتخذتها الجزائر إزاء سوريا، والتي تسمح لها بأن تكون جهة خطاب وناقلة رسائل سياسية.

اسماعيل دبش:
لطالما ركزت الجزائر على مسألة الحوار والمصالحة الوطنية كخيار لحل الأزمات الداخلية للبلدان

لطالما ركزت الجزائر على مسألة الحوار والمصالحة الوطنية كخيار لحل الأزمات الداخلية للبلدان، هو ما أفاد به الاستاذ في العلاقات الدولية اسماعيل دبش، والذي أكد أن الدبلوماسية الجزائرية مازالت متمسكة بالعقل البارد الذي تعودت اعتماده في التعاطي مع التطورات ذات الصلة بمواقفها.
واشار ان أمل السوريين في الجزائر كبير بحكم الرصيد التاريخي العميق والمشترك بين الشعبين، كما انه ومنذ إندلاع الأزمة السورية مطلع عام 2011 –يضيف- أعلنت الجزائر منذ الأيام الأولى لهذه الأزمة رفضها للعمليات المسلحة التي تستهدف إسقاط حكومة الأسد، ودعت في الوقت نفسه إلى إنتهاج الطرق السلمية والدبلوماسية للتسوية، كما أنها حافظت على علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، لتدعيم موقفها كطرف محايد.
ويعتقد دبش أن التهديدات الأمنية التي تواجهها عدد من الدول الإقليمية ومن بينها سوريا قد أنعكست تأثيراتها السلبية على باقي دول المنطقة، ولهذا بادرت الجزائر لدعوة أطراف النزاع السوري إلى التحاور من أجل التوصل إلى تسوية لهذا النزاع.
واردف بالقول ان زيارة وفد المعارضة السوري الى الجزائر يدل على يقين هؤلاء بدور الجزائر الجدي في التعاطي مع الواقع بخطوات واثقة ومتزنة، وبوقوفها كطرف محايد ومؤثر في ذات الوقت حيال كافة القضية، مشيرا ان الجزائر تسعى لأن تكون ذات صداقة مع كافة الدول والأطراف، ما يعطيها فسحة لجعل موقفها أكثر تأثيرا سواء في الأزمة السورية أو في غيرها من الأزمات، أين تعمل في الغالب على لعب دور الوسيط الذي يجمع الفرقاء على طاولة واحدة بتوجيه قنوات التفاوض في السياق الذي يصب في مصلحة إنهاء الأزمات خدمة للأمن والاستقرار في عموم المنطقة.

زهير بوعمامة:
الجزائر على مسافة واحدة من كافة أطراف الأزمة السورية
يرى المحلل السياسي زهير بوعمامة أن الجزائر هي دوما الأقرب إلى سوريا، والأقدر على فهم ما يجري فيها، انطلاقا من تجربتها التاريخية في النضال من أجل التحرّر وحماية واستقلالية القرار السياسي والوطني فيها.
وقال انّ سياسة الجزائر التي تقف على مسافة واحدة من كافة أطراف الأزمة السورية، هو ما جعل اطراف المعارضة يبحثون عن وساطة الجزائر، بحكم مواقفها التي تمكنها من طرح المبادرات والرؤى والتعامل مع كافة الأطراف بدون أيّ حساسيات.
واردف بالقول ان السوريون قد حاولوا أن يجعلوا لغة السياسة والحوار، هي الطريق الوحيد لحل مشاكلهم، لكن القوى الظلامية، أصرّت على جرهم إلى مربع القتل والدمار والتخريب، ما أدخلها في مسرح الصراعات الإقليمية، ليصبح مسار الحلّ السياسي في غاية التعقيد، بما يتجاوز تطلعات وإرادة السوريين، ويحتاج إلى مستوى كبير من التوافق الإقليمي والدولي، غير متوفر حتى الآن.
ومن هنا –يضيف- إنّ الحوار السياسي أصبح اليوم هو المطلب الوحيد في الأزمة السورية، فالجزائر تسعى الى تقريب وجهات ومواقف القوى والأطراف المعنية بتطورات الأزمة وتداعياتها، كما ان التحرك الجزائري لحل الأزمة في سوريا بما يملك من تجربة في المصالحة الوطنية بين أبناء الوطن وتأييد الحل السياسي، هامّ وضروري، وبارقة أمل كبيرة في الخروج من النفق المظلم والتوصل إلى حل سياسي يعطي الثقة للشعب السوري في الخلاص من الإرهاب والقضاء عليه، وخطوة مهمة باتجاه فتح الطريق للحوار بين مختلف المكونات السورية.
للاشارة، فقد اعلنت الجزائر في العديد من المواقف الدولية تضامنها مع سوريا في محنتها، مشددة على أهمية الحوار والمصالحة لتجاوزها، ورفضها لاي تدخل خارجي يزيد من تاجيج الاوضاع.
نسرين محفوف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super