طفت على السطح مؤخرا عديد الدعوات للتوافق الوطني والحوار الوطني أطلقتها أحزاب المعارضة وذلك على بعد أقل من عام على رئاسيات 2019 بحيث أجمع المحللون السياسيون على أن دعوة ” “المعارضات” لذلك إنما هو رغبة في التموقع ومغازلة السلطة بعد أن ركنت جانبا أسلوب المواجهة والذي هو من المفروض من أدوراها الرئيسية غير أنها فضلت أن تمد يدها للسلطة على أمل أن تقسم الطورطة ولها منها نصيب في المرحلة المقبلة.
المحلل السياسي أرزقي فراد:
المعارضة عجزت عن المواجهة فتخفت وراء التوافق الوطني
عبر المحلل السياسي أرزقي فراد عن استغرابه من تهافت أحزاب المعارضة لعرض مبادرات التوافق الوطني والدعوة لحوار مع السلطة مؤخرا في الوقت أن لهذه الأخيرة دور آخر وهو الضغط على السلطة لتغيير الموازين والتعبير عن رفض السياسات التي تنتهجها السلطة الحالية والماضية لتكريس سياسة الأمر الواقع بمزيد من التضييق على كافة الأصعدة .
وأوضح فراد في تصريح ل ” الجزائر ” أمس أن من ينادون بالتوافق اليوم يبحثون عن مصلحتهم و يغازلون السلطة وهو دليل ضعف سيما وأن البلاد مقبلة على استحقاقات 2019 فعوض أن تواجه تتخفى وراء مبادرات لا معنى لها منها من سارع لمطالبة الرئيس بعدم الترشح وهو أمر يعني غريب من وجوه معارضة تقول “يا سيادة الرئيس لا تترشح وآخرون يدعون لتوافق وحوار وطني وكأننا في حرب وقال :”عشنا حربا أهلية سميت بعشرية سوداء وقتها الحديث عن توافق وطني أمر منطقي الآن ما داعي لذلك؟” و قال:”المعارضة فقدت البوصلة والطبقة السياسية في حالة ضمور فلم يعد لهذه الأخيرة وجود بعد أن تخلت عن مشروع الانتقال الديمقراطي وانخرطت في مسعى آخر أضعفها ومزقها وهو الدخول في حالة الترقب والانتظار وتضييع الوقت بما تسميه هي مبادرات وهي في الأصل شبه نشاط لإبراز الوجود لبعض الوقت ” و تابع :” هناك بعض الأحزاب تدعي المعارضة وتصنف نفسها في هذه الخانة غيرها لا تمارسها وهناك من يدعي المعارضة وهو ليس في الحكومة فأضحت هذه الأحزاب دون عنوان ولا أهداف غير الرغبة في التموقع على بعد أقل من سنة على رئاسيات 2019 “.
وأردف في السياق ذاته: “الجميع يتحدث عن التوافق ويدعو للحوار وهو أمر غريب لأنها أمور تطرح في حالة الحرب وليس في الوقت الراهن فعلى ماذا يتم التوافق؟ وما هو موضوع الحوار الوطني ؟ فالمعارضة وجدت للتدافع والمجابهة والضغط على السلطة وهذه هي وظيفتها الرئيسية لا انتهاج سياسة الترقب والغرق في التراجع والضعف حتى المذلة للمطالبة بالتوافق مع السلطة وتدور اليوم في حلقة مفرغة “.
وذكر أيضا: فالمعارضة إما أن تدخل في مجابهة سياسية مع السلطة بممارسة الضغط أو تدخل في الخط فهذه الأحزاب ضعيفة لا تمارس سياسة المجابهة ولا تدافع و يغازلون السلطة “.
وعن غياب الشخصيات الوطنية التي يمكن أن يكون لها دور قال:”السياسة لا تصنعها الشخصيات الوطنية دورها أقل من 5 بالمائة “.
المحلل السياسي سفيان صخري:
البحث عن التوافق يعني البحث عن التموقع
و من جهته اعتبر المحلل السياسي سفيان صخري أن كثرة الحديث عن التوافق الوطني والحوار الوطني وما قبلها الإجماع الوطني هي مسميات واحدة لهدف وحيد وهو التموقع أي كان هذا الأخير المهم أن تقسم “طورطة السلطة” و لمن يدعون للتوافق نصيب منها
وقال في تصريح ل “الجزائر” أمس :” خرجات “المعارضات ” المطالبة اليوم بالتوافق الوطني ليس رغبة في تجسيد ما تدعو لها بقدر ما هو لتحقيق مصالح شخصية بالتموقع في المرحلة المقبلة سيما وأن الرئاسيات على الأبواب ولا بد لها أن تضمن مكانة بعد الفشل الذريع التي منيت به فمن يدعوا للتوافق سيما في الوقت الراهن في غياب مبررات لذلك من أزمة حقيقية شبيهة مثلا بما مرت به الجزائر في الثمانينيات” وتابع :” المعارضة التي توحدت في إطار تنسيقية التغيير والانتقال الديمقراطي تبنت هذا المسعى سابقا وفشلت فيه لأنها على علم أن السلطة القائمة تبحث عن ما يوافق سياساتها لا على من يتوافق وهو أمر يدركه جيدا الداعون للتوافق والمطالبين بحوار وطني”وذكر أيضا :”المعارضة اليوم بعد أن تشتت صفها كل واحد أصبح يبحث عن مصالحه و أن لا يضيع الفرصة للظفر بموقع في المرحلة القادمة لاسيما وأن الكثيرين “.
وأضاف :”المعارضة اليوم ضعيفة جدا وكل واحد فيها تائه والدعوة للتوافق اليوم هو مغازلة ممزوج بضعف بعد أن كان لهذه الأخير قيمة في وحدة صفوفها في السابق “.
زينب بن عزوز