بعد يومين من اختتام معرض الجزائر الاقتصادي بالعاصمة نواكشط، سارعت المغرب إلى إرسال وزير خارجيتها ناصر بوريطة للقاء الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ناقلا إليه رسالة الملك محمد السادس.
وذلك بعد سلسلة لقاءات ماراطونية جمعت المسؤولين الجزائريين والموريتانيين وفي مقدمتهم وزير الخارجية الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ، حيث أثير ملف الصحراء الغربية، وينتظر أن يكونا معا طرفين شريكين في اتفاق السلام بجنيف.
وتأتي زيارة وزير الخارجية المغربي لموريتانيا في إطار التحضير لنفس الاجتماعات المرتقبة في جنيف يومي 5 و6 ديسمبر المقبل حول قضية الصحراء الغربية، التي سيشارك فيها جميع أطراف النزاع.
كما أنها تأتي بعد يومين من اختتام أكبر معرض للمنتجات والسلع الجزائرية في نواكشوط الذي لاقى إقبالًا كبيرًا من الجانبين.
وينتظر طرفا النزاع “المغرب والصحراء الغربية” الشهر المقبل للانطلاق في المفاوضات بجنيف السويسرسة، وستحضر الجزائر وموريتانيا كمراقبين.
وعلق إعلاميون موريتانيون بأن” التطورات الحاصلة في الملف الصحراوي لها علاقة كبيرة بزيارة وزير الخارجية المغربي لنواكشوط، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار الدور الذي يمكن أن تلعبه موريتانيا في حل أزمة الصحراء الغربية”.
وأضاف الإعلام الموريتاني أن”التطور الحاصل في علاقات موريتانيا والجزائر عجّل بهذه الزيارة، ودفع المغرب إلى مزاحمة غريمه التقليدي الجزائر”.
وشكلت زيارة وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أمس الأول، إلى موريتانيا أبرز حدث منذ سنوات في العلاقات المتوترة بين البلدين.
وتريد المغرب العودة مرة أخرى لتحسين علاقتها بموريتانيا، التي تعد طرفا مراقبا في المفاوضات بين المغرب والصحراء الغربية التي من المزمع إجراؤها في 5 و 6 ديسمبر المقبل في جنيف.
ولا تريد المغرب أن تخسر الطرف المراقب الثاني في المفاوضات، خاصة أن الطرح الجزائري لا يلائم الرباط ولا يتوافق معها.
ووعد وزير الخارجية المغربي بمرحلة جديدة بين الرباط ونواكشوط، لافتًا إلى أن هناك رغبة ثنائية مشتركة في خلق ديناميكية قوية في العلاقات الثنائية المغربية الموريتانية على كل المستويات.
وتعرف الرباط مسبقا موقف الحكومة الموريتانية من القضية الصحراوية وهو موقف تجهر به نواكشط، و أكدت عليه الحكومة الموريتانية منذ فترة.
لذلك استبعد طرف آخر من المتابعين أن يكون موضوع الزيارة الحالية لوزير الخارجية المغربي إلى نواكشوط، خصوصًا مع تعدد الملفات التي تهم نواكشوط والرباط، وهي ملفات أغلبها يتميز بأن وجهة نظر البلدين بشأنها متطابقة”.
وقال إعلاميون موريتانيون إن “موريتانيا تجد نفسها في كثير من الأحيان محط سباق وتنافس بين الجارين المغرب والجزائر، والأزمة الدبلوماسية مع المغرب خلال السنوات الماضية أظهرت موريتانيا وكأنها تنحاز للجزائر، خاصة بعد افتتاح النقطة الحدودية “مصطفى بن بولعبد” وبدء العمل في تشييد طريق يربط البلدين، وهي خطوات جزائرية متسارعة نحو منافسة المغرب في السوق الموريتاني التي هي محطة عبور نحو دول إفريقيا جنوب الصحراء.”.
رفيقة معريش