رغم الجهود التي بذلتها الدولة في مجال تشجيع القراءة عن طريق إقرار العديد من المشاريع التي تسير في هذا التوجه على غرار مشروع مكتبة في كل بلدية إلا أن الهدف لم يرى النور و هو ما توضحه حالة تلك المكتبات الجوارية التي تتنوع بين الغير منجزة و التي تعاني من سوء التسيير.
أقر صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية لولاية الجزائر، ومختلف البلديات العاصمة سابقا مشروع مكتبة لكل بلدية، حيث عمدت إلى ضخ أموال معتبرة من أجل تجسيد، غير انه بقيت حبرا على ورق، فهناك بلديات لا تتوفر على مكتبة جوارية مجهزة بالمعايير المعمولة بها، ومن بين البلديات التي لا تتوفر فيها مكتبة جوارية بلدية الدرارية والعاشور وبرج البحري .
وخلال جولتنا استطلاعية لبعض البلديات ، لا حظنا أن معظم المكتبات لا تزال قاصرة عن تقديم كتب بسيطة و ثانوية وقديمة ، ضف إلى ذلك فهي غير مهيأة، ولا تحوي كل المراجع الأساسية التي يحتاجها الطلاب في العملية التعليمية كما إنها تفتقر لوجود الحاسب الآلي، فبرغم أهمية المكتبة الإلكترونية، لا يوجد في المكتبات المدرسية حاسب أو إنترنت.
وقد عبر التلاميذ عن استياءهم وضعية المزرية التي آلت اليه معظم المكتبات مؤكدين أن هذه النقائص تقلل من مستوى تحصيلهم الدراسي ، وفي هذا في الصدد طالبوا من السلطات المحلية والولائية تغطية هذا العجز كون مكتبة تعتبر من ضروريات التعليم.
بلدية بوزريعة تحقق المشروع
استطاعت بلدية بوزريعة انجاز مكتبة التي تتوفر على 100 مقعد وهو ما مكن فئة الطلبة ومحبي القراءة والمطالعة من استغلال هذا المرفق الذي يتوفر على كل المعايير اللازمة في فهي مجهزة بكل التقنيات وكذا الكتب الشاملة ومساحة التي تتسع لمئات الطلبة، وفي هذا الخصوص عبر التلاميذ بالمكتبة عن ارتياحهم لخدمات التي تقدمها هذه الأخيرة لأنها تتوفر على الكتب في شتى الأطوار والمجالات وحسب مصادر من البلدية فان المكتبة تستقبل حوالي 150 طالب يوميا .
الاكتظاظ ميزة مكتبة الدار البيضاء
تعاني مكتبة دار البيضاء التي كانت كنيسة سابقا من مشكل الاكتظاظ فهي ليست كافية لاستيعاب العدد الكبير من التلاميذ والطلبة المتوافدين إليها خاصة في فترة الامتحانات أين نواجه مشكل الاكتظاظ ، إضافة إلى عدم توفر الموظفين المختصين في مجال علم المكتبات والأرشيف فالمكتبة مما أثار استياء تلاميذهم .
مكتبات العاصمة بحاجة إلى الترميم
تعاني أغلب المكتبات الموجودة بلديات العاصمة من التصدع بسبب تأثرها من العوامل الطبيعية ، خاصة أنها لم تستفد من عمليات الترميم وهو ما تجعل حياة التلاميذ محفوفة بالمخاطر خاصة مع تصدع أسوارها ، في حين قام بعض ورؤساء البلديات بغلق مكتبات بسبب أشغال الترميم ما أزعج تلاميذ كونهم بحاجة إليه في تحصليهم الدراسي ،حيث أكدوا أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى والنداءات للسلطات المحلية لمطالبتها بإيجاد حلول عاجلة لهم من تخصيص عمال ذوي كفاءة وخبرة في مجال الترميم.
نقص العقار شكل عائقا لرؤوساء البلديات
كشف معظم رؤساء البلديات بالعاصمة أن المشكل في عدم انجاز المكتبات يرجع إلى نقص العقار أين يجب إقامة هذا المشروع التي لاتتوفر أغلبها على أراضي وحتى وإن وجدت فإن معارضة السكان حال دون ذلك إضافة إلى صعوبة اختيار مقاولين لإنجاز أشغال كهذه لأنها تتطلب كفاءة عالية، مما شكل عجز حال دون تحقيق الهدف.
وخلال جولتنا شدد الطلبة في تصريحاتهم أنهم يواجهون مشكل تمثل في عدم توافق توقيت الدراسة مع فتح المكتبة فهم يفضلون زيارة المكتبة في المساء أو في العطل الأسبوعية إلا أنها لا تفتح أبوابها لأن موظفيها يعملون بنظام الدوام اليومي من الثامنة إلى الرابعة مساء.
وفي السياق نفسه أبرز المدير السابق للمكتبة الرئيسية للمطالعة بالعاصمة “عبد القادر جمعة ” في اتصال له مع ” الجزائر ” انه في سنة 2006 تم إقرار مخطط للتنمية في مجالات المطالعة بالإضافة إلى مشروع مكتبة في كل بلدية من قبل وزارة الثقافة والمجالس الشعبية، وخلال 10 سنوات الأخيرة تم انجاز حوالي 800 مكتبة منها 43 مكتبة رئيسة بالإضافة إلى قاعات مطالعة في أحياء ، لكن سوء التسيير من طرف رؤساء البلديات وعدم تقديم الأولوية لهذه المكتبات و هو ما جعلها في حالة يرثى، زاد على ذلك قلة الكفاءة لدى الموظفين وعدم تخصيص ميزانية كافية لها زاد من إهمالها.
وأضاف ذات المتحدث أن هناك بعض بلديات استطاعت تحقيق الهدف مثل مكتبة عين طاية التي اعتبرها نموذجية كونها تعرف جودة في التسيير والتحكيم المنظم .
فلة سلطاني